الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللامعقول والمعقول حول واقعنا

جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)

2015 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


اللامعقول والمعقول حول واقعنا
جوتيار تمر/ كودرستان
22/2/2015
تتشكل معالم اي واقع من خلال الفرضيات والنظريات التي تطرح فيه سواء أكانت متماشية مع الموجودات ام مناقضة لها، الا انها في جميع الاحوال لا تتعدى الصورة المتوقعة والملتقطة للواقع العياني ، وبالتالي سيكون بناء اية اراء ممنطقة لتلك الصور ومعبرة عنها باختلاف الاسلوبية واختلاف المنظورات الروؤية والمنظومات الانتمائية اللونية( الحزبية)، وذلك ما سيحدد بالتالي الملامح المتشكلة سواء للمرحلة او للواقع الاستثنائي.
وهنا في كوردستان حيث الواقع يسير بين لامعقولية الاستمرارية على هذا النهج غير الواضح، وبين معقولية التناقض اللوني ازاء الاستمرارية نفسها فرضت علينا ضرورة التأمل العميق لكل محدثات الواقع، ولعل الحراك الجماهيري المعقول تجاه الموقف الحالي لوضع كوردستان الامني لاسيما في حربها مع الخليفة العربي السامرائي الداعشي يعطينا صورة واضحة لملامح المرحلة والتي من المفروض ان تستغل لبناء المعقولات من الافعال والمقولات التي تساهم في بناء مجتمع متماسك قويم وقوي في اسسه، الا ان الرؤية العميقة لمعقولية الحدث ومعقولية الفرضية تجعلنا نؤمن تماما بلامعقولية تعامل الحكومة مع الحدث المعقول نفسه ومع الاسس التي من المفروض ان تكون معقوليتها مساهمة في بناء المجتمع، وهذا ما يجعلنا ان نقدم اللامعقولية على المعقول في المقولات والافعال وهنا ايضا نقدم المقولات على الافعال لانها تساهم بشكل مؤثر على حراكات المجتمع سواء أكانت سياسية ام اقتصادية ام اجتماعية.
الحكومة المحلية تعيش على وقع انغام " الحلم" وفق مسارات بعيدة المدى ولكن الغرضية التي تستخدم من خلالها الدرع الاجتماعي الاقتصادي الانساني المحلي للوصول الى تلك المرحلة الحلمية تظهر مدى لامعقوليتها لكونها لاتمس الامن الداخلي فقط انما تحطم الامن النفسي للفرد داخل المجمتع الكوردي وهذا الواقع ليس مجرد فرضية ونظرية انما واقعية متمكنة من القرار السياسي العام، فالبيشمركة الذين يقاتلون بكل روح انتمائية دفاعا عن الارض ورغبة في التصدي للارهاب التعصبي سواء اكان دينياً او قومياً للاخرين تجاهنا نحن الكورد اصبح يعيش وفق معطيات اللامعقول الواقعي ضمن منظومة من المفترض ان تكون معقولة، حيث ان ابقاء ذهن البيشمركة صافيا ومركزا على عمله البطولي يشكل دعماً واقعيا ومعقولاً للمزيد من الانتصارات، وفي الوقت نفسه اقحامه في معمعات الحياة الاخرى كانشغال فكره وباله بمستقبل اولاده ضمن ظروف معيشية صعبة بسبب عدم وجود فعل معقول بعيد عن القول اللامعقول للحكومة يؤثر سلباً على الكثير منهم لاسيما في هذه المرحلة الحساسة من الحرب.. كما ان ذلك يؤدي بالتالي الى انقسمات مبطنة للرؤية وكذلك للحماسة في القيام بالواجب، وهذا ما يظهر بجلاء تحت مؤثرات اللونية(الحزبية) وتوجهاتها ضمن اطر لاتعطي المعقول اهتماماً ولاللمنطق فرصة بان يفرض نفسه مما يجهض العملية البنائية السليمة وهذا ما يجعل اللامعقول في الواجهة.. وهذا الانقسام الحاصل الان كواقع غير متوقع في ظرف متوقعة واستثنائية خير دليل على اللامعقولية التي تتبناها حكومتنا الموقرة في ردود افعالها تجاه الحدث المؤثر والظاهر والواضح للكثير من ابناء الشعب نفسه، ولربما اذا استمرت الاقوال اللامعقولة دون القيام بافعال معقولة ستؤدي ان انشراخات عميقة في بنية الاجتماع مما سيؤدي بالتالي الى انفجارات داخلية ستؤثر سلباً على مجمل سيرورة القضية وليس على بعض اللونيات المساهمة بشكل واخر في الحدث.
خلاصة القول بان الوضع الراهن لايحتاج الى مراهنات جديدة بقدر ما يحتاج الى وعي جديد يمكنه ان يحوي الوضع على المستويين الداخلي والخراجي معاً بحيث لاتتحول القضية الى مجرد توهيمات اعلامية معقولة نظريا ولامعقولة عملياً لان التجانس والتناغم بين النظري والعلمي هو فقط ما يمكنه اخراجنا من هذه الدوامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خيم اعتصامات الطلبة تتوسع في بريطانيا | #نيوز_بلس


.. أعداد كبيرة تتظاهر في ساحة الجمهورية بباريس تضامنا مع فلسطين




.. حركة حماس: لن نقبل وجود أي قوات للاحتلال في معبر رفح


.. كيف عززت الحروب الحالية أهمية الدفاعات الباليستية؟




.. مفاوضات للهدنة بغزة مع تحشد عسكري إسرائيلي برفح