الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زفرة الدمع الأخير

حسان الزين

2015 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


إن السيناريو التدميري للمنطقة بدأ تتضح معالمه وذلك بعد مقتل الأقباط المصريين في ليبيا فقد قامت داعش اوأخواتها بتنفيذ إعدام جماعي لعمال مصريين ضعفاء لا حول لهم ولا قوة ولا ذنب إلا لإنهم أقباط مصريين .فتأجيج الفتنة المذهبية والدينية في مصر بالنسبة المخططين هي بحاجة الى دماء بريئة ومظلومة .فكان الاختيار من قبل أسياد داعش لتوريط الجيش المصري بحرب خارج الحدود أولا ثم توريطه أكثر داخل الوطن ثانياً وبذلك تضمن الدولة العبرية انشغال العقل العسكري المصري بقضايا معقدة وطويلة الامد تنهك كل قواه فهذه أحد أهم استراتجبة العدو بالنسبة لمصر والتي محورها أكثر مشاكل داخلية أكثر آمان للدولة الصهيونية
وعلى الخط الموازي تنشغل الاْردن بالانتقام من قتلة الطيار الاردني وهكذا تنشغل القوات الاردنية بالحركة الداعشية المتشبعة الجذور في بلاد الغور الاردني فسيظهر ذلك فتناً داخلية على الساحة السياسية والأمنية وبذلك يضمن العدو الجبهة الاردنية دون عناء .
ام عن الجبهة السورية ستحاول اسرائيل المغتصبة للأرض دعم داعش وفريقها ولكن الظاهر أنّ محور المقاومة يتقدم ليصل الى الحدود الفلسطينية وبذلك سيكون الكيان العبري مهددا بشكل جدي فما يحصل في جنوب سوريا يقلب المنطقة رأسا على عقب وبالتالي يفشل المخطط الصهيوني للمنطقة من هنا قول أمين عام حزب الله السيد نصر الله حول داعش والمخابرات الدوليةحيث أكد
"كل العالم اليوم سلّم أن هذا التيار التكفيري داعش يشكل تهديدا للعالم والمنطقة وفقط اسرائيل لا تعتبر داعش خطرا وتهديدا"، "كل ما فعلته داعش يخدم مصالح اسرائيل لذلك فتشوا عن الموساد الاسرائيلي والمخابرات الغربية في أهداف داعش......
فأسرائيل العدوة لم تكتفي بمعاهدات ما يسمى السلام بل تريد إشغال كل زاوية في الوطن العربي بدماء الأبرياء وبذلك تضمن استمرارية كيانها والسيطرة الكاملة على المنطقة والعالم
والظهور الإعلامي والهوليودي لداعش وإجرامه يؤرخ لحقبة جديدة من الحرب والعدوان وبالتالي يراد من هذه الهمروجة هدفاً إعلامياً محدداً هو إبراز البطش والقوة والخوف والرعب في قلوب الناس
فداعش تهدم الزرع والحرث وتمزق الفكر الاسلامي وتعيد النظرة الدينية الى العصور الحجرية
وتبرّز الحروب الصليبية على أنها مبررة فالتفكير والطريقة واحدة والهدف واحد ألا و هو استخدام الدين والمؤسسات الدينية لمصالح الأنا والذات والأهواء ،ومن جهة أخرى أنّ كل ما تفعله داعش وأخواتها قد يساعد الفكر الإنساني والمنهاج الديني الى التنقية من شوائب الاوهام ومن براثين الاحقاد بسبب الظاهرة الداعشية الوحشية مما يدفع المفكرين الى البحث عن جذور الفكر الإرهابي في بُطُون الكتب والتاريخ ، وبهذا يكون كم من ضارةٍ نافعة .فالدين الذي لا يملك مقومات التعايش الإنساني هو أفيون الشعوب والمؤسسات الدينية التي لا تملك السوية في الرعية هي أحزاب داعشية دون سيوف هوليود
فالله رحمان ورحيم فلماذا نجعله خاص لفئةٍ دون غيرها وهو القائل
أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ-;- نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ-;- وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ-;- وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
وبما أن القوة العربية غائبة ومشتتة وضائعة في متاهات السياسة فالعدو الخبيث يستغل أزماتهم ويكمل مخططاتهم بتمزيق كياناتهم فهذا السودان قُسم وهذه ليبيا مزقت ولا تحدث عن سوريا فالدولة أنتهت واليمن حروب طاحنة والعراق حدث ولا حرج وووووووووو
لا تسلْ عن أرض عُرْبٍ كيف ضاعت ..... جاءنا اللص بقصر السارقين
سُرِقتْ قدس بلادي خلسةً........مثل شعبٍ
حاكموه ظالمونا
ضحك الغرب على حاكمينا ......بعدما حكّم العبرّي فينا
وغدا ينهب نفط المسلمين...... وإمام الجهل أمّ المصلّين
لَبْس الذئب لباس الواعظين......بخطابٍ يا أيها المؤمنون
قد قالوا: إزرفوا الدمع الأخير.....هكذا تجري دموع الخاسرين
قد بكى العرب دموع الآخرين ........بزفير الخاسرين المفلسين

بقلم الدكتور حسان الزين


ه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا