الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شتاء

سماح عادل

2015 / 2 / 23
الادب والفن


شتاء
فراش
أصبحت تسكن الفراش، تدفئ جسدها بالأغطية، روحها ترتعش من البرد، وقلبها أوشك على التجمد، فراشها هو ملجأها الأخير، عليه تفعل كل الأشياء، تأكل، تشرب، تحادث الآخرين في العالم الافتراضي، تطير في أحلامها، تتخيل أنها نائمة في صدره مطمئنة، تتعارك معه عندما تتزايد وطأة غيابه، وتبكي لهجره لها.
آخر متعة
طال انتظاره، وصلت لهفتها إلى الذروة، وصلت للحد التي تحولت فيه إلى معاناة، الشوق واللهفة والرغبة، ملت الانتظار، تتلهف عليه بجنون، ها قد أتى أخيرا، رائحته تصلها من بعيد تتشممها بلذة ملهوف، تتذوقه، طعمه يفوق اللذة، تلتهمه بحب، بعنف ، ببطء وتلذذ، تحرص على تذوق كل جزء فيه بنهم.............. إنه الطعام، هو كل ما تبقى لها من متعة...
رقص
في البرد تخلع ملابسها جميعا، ترتدي قميصا أحمر، تنظر للمرآة، تتأمل فخذيها العاريين، وثدييها المتكورين تحته، تفرد شعرها، تحتار إزاء تجعيداته، تبدأ في الرقص على الموسيقي، وهي تحمل عينيها نظرات متلاحقة ، ما بين إغواء، ودهشة، وفرح، تتمايل مع النغمات في غنج أنثوي، تتخيل وجهه عند رؤيتها ، تعلم جيدا أنه لن يراها هكذا، لأنها تخجل من أن تفعل ذلك أمام آخر، حتى لو كان حبيبها، فهي فقط تغمض عينيها لأنها لا تمتلك القدرة على مواجهة العيون، تهز ردفاها في حركة جنسية، تقوم بكل الحركات المثيرة ببطء وخفة، تضحك من داخلها، لازالت لديها القدرة على التصرف بأنوثة حتى بعد مرور السنوات، تقترب أكثر لتتأمل وجهها، كثيرا ما تكرهه، في لحظات خاطفة فقط تتصالح معه ، لكنها للأسف لا تدوم.
الأربعين
هاجس جديد أضيف لباقي الهواجس الحياتية التي تعيشها، هاجس إتمام الأربعين، أصبحت تعد السنوات المتبقية، وتفكر كيف ستقضيها قبل مقصلة الأربعين، أحيانا تقصف الشعر الأبيض الذي يظهر، وأحيانا تتركه، تخطط لأشياء كثيرة تجعلها تدخل الأربعين بتصور جديد عن ذاتها، ولا تقوم بأي شيء منها، تتأرجح ما بين تثمين الأنوثة التي بالتأكيد سوف تختلف، وما بين الإعلاء من شأن خبرتها ونضجها، تفرح لتعليقات البعض التي تصفها بالجاذبية، وتكذبها في أوقات الليل، تعلم جيدا أنها حين تدخل الأربعين سيكون اكتئابها من نوع آخر.
سيجارة
اختلفت متعة تدخين سيجارة ، كانت مرتبطة في البدء بطعم التمرد، خاصة على سلطة أبيها، الآن أصبحت فرصة للانفراد بذاتها، راحة من صخب الأطفال تكافئ نفسها بها، ووسيلة للتنفيس عن مشاعر لا تتحقق في الواقع، لم يعد لها طعم السحر، بالأحرى أصبح لها طعم الدخان.
عبء
تخجل حين تشعر أن الأمومة عبء، لا تتذكر أن أمها شكت يوما من إنجابها لهم، تؤكد أن ذلك دليل على الأنانية التي طالما وصفها بها أحدهم، تحتضن طفليها وتقبلهما كثيرا، كوسيلة للاعتذار.
حضن
تغمض عينيها، تستحضره، تملأ ذهنها بملامحه، تلك التي حفرتها من كثرة مشاهدة صوره، تستدعي نغمات صوته، تنام متكورة كطفل وتتخيل أنه يحتضنها، إحساس بأمان منقوص ينتابها، تكتفي به، تدخل في نوم قلق، وهي تشعر أنه موجود، وقد تحلم به أحلام متقطعة، تستيقظ وهي ممتنة لوجوده الخيالي في حياتها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صراحة مطلقة في أجوبة أحمد الخفاجي عن المغنيات والممثلات العر


.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24




.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع


.. عوام في بحر الكلام - د. أحمد رامي حفيد الشاعر أحمد راي يتحدث




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يوضح محطة أم كلثوم وأح