الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيلم -سيلمى- و جوائز الأوسكار: مغالطة تاريخيّة أم حقيقة عنصرية؟

أمل عودة

2015 / 2 / 23
الادب والفن


تتناول المخرجة آفا دوفيراني بفيلمها "سيلمى 2014" المُرشّح لجائزة أوسكار أفضل صورة و أفضل أغنية السيرة النضاليّة لمارتن لوثر كينغ عَلَم النضال ضد التمييز العنصري في أميركا بفترة الستّينات وذلك للحصول على حقّهم بالتصويت في بلدة سيلمى الواقعة بألاباما. و بهذا تُعتُبر آفا دوفيراني أول مخرجة أميركية من أصول أفريقيّة يتمّ ترشيح عملٍ لها لهذهِ الجائزة.
يبدأُ الفيلم لحظة تلقّي مارتن لوثر كينغ جائزة نوبل للسلام عام 1964 و اهدائه الجائزة لكلّ من ضحّى من أجل العدالة و المساواة و من ثمّ نُشاهدُ أطفالا أميريكيين من أصول أفريقيّة يتحدّثون بكنيسة تتعرّض لانفجارمُفتَعل يودي بحياتهم. و من ثمّ ننتقل لنرى الناشطة السلميّة في بلدة سيلمى آني ليي كوبّرتؤدّي الدور أوبرا وينفري وهي تحاول التسجيل من أجل حصولها على خقّها بالانتخابات دونَ جدّوى وسط تحقير موظّف السجلات و اهاناتهِ العنصريّه لها مستشهداً بالدستور بعدمِ أحقّيتها بالطلب.
يرصدُ الفيلم مظاهرات الأميركيين من أصول افريقيّة لأجل حقوقهم في المساواة و الغاء التفرقة العنصرية. و ما يجعل الفيلم مميزاً في هذا المنحى أنه لا يتناول التاريخ النضاليّ للوثر فحسب و انما يتناول الجانب الشخصي و الضغوطات و التهديدات و المضايقات التي يتعرّض لها لوثر كينغ و شريكة حياته خلال مسيرتهِ. و من المُلاحظ أننا نرى كينغ يتصّل بالمغنّية المعروفة مهاليّا جاكسون لتغنّي لهُ على الهاتف و ذالك كي يستمدّ القوة لمواجهة عنصريّة البيض و خاصّة جماعة الوكلوكس كلان في نضالهِ.
يقوم رئيس الولايات المتحدة بتلك الحقبة ليندن جونسون بتجاهل و محاربة مساعي لوثر كينغ (هذه النقطة و مواضيع أخرى نأتي عليها لاحقاً تتسبّب اشكاليّات للفيلم بمهرجان الأوسكار). وواحدة من الأمور التي يطرحها مُساعد جونسون على الرئيس هوة تقوّيض أساس عائلة لوثر كينغ لاضعافهِ معنويّاً. تمّ ذلك عن طريق مكالمات التهديد الهاتفيّة و ارسال تسجيلات مزيّفة لمارتن لوثر كينغ و هو يخون زوجته و ما الى ذلك و لكن ذلك لا يؤثّر عليه.يقوم مالكوم اكس بزيارة زوجة كينغ ليدعوهُ للانضمام اليهم مع عدم موافقة كينغ ذالك أن مالكوم اكس كان أكثر راديكاليّة من الكفاح السلمي الذي دعا اليه كينغ. هذهِ الزيارة أغضبت رئيس جماعة الكوكلوكس كلان العنصريّة حيثٌ ينتظرون خروج كينغ من المدينة "عندها تخفّ عيون الصحافة" يقول أحدهم و ليقومو بالضرب و الاعتقال والقمع و التعذيب مما يؤدي الى اغتيال شابّ كان يدافعُ عن جدّه الكبير بالسن. ونرى أن جونسون لا يفكّرُ جدّيا بتغيير القوانين الخاصّة بالانتخابات الا بعدَ مَقتل متظاهرٍ أبيض أطلق عليه المُعتَدون اسم "الزنجي الأبيض" قبل أن يقتلوه.
اذاً مع مشاهدة الأحداث الأخيرة في أميركا من الاعتداء على الشباب ذوي الأصول الافريقيّة "حادثة قتل الشاب الأعزل مايكل براون ذي ال18 عاماً و تبرئة الشرطي الذي قتلَهُ في بلدة فيرغسون" لحقها عدّة حوادث ذات طبيعة عنصريّة في أنحاء متفرّقة من الولايات المتحدّة الاميركية من الطبيعيّ أن يُسببّ الفيلم اشكاليّة للجنة الأوسكار. حيثٌ أنه – و بحقّ- يُثبتْ أن العنصرية و الاضطهاد على أساس العرق و الدين و اللون و الجنس لا تزال سارية المفعول و معافاة. يقول البروفيسور جون غراي في كتابهِ "صمتُ الحيوانات : عن التقدّم و أساطير أٌخرى" مُقتبساً عن الكاتب جوزيف كونراد و مُعقّباً عليه: ( "قبلَ الكونغو كُنْتُ مجرَّد حيوان" و الحيوان الذي يُشيرُ اليه كونراد في هذهِ الجملة هو الانسانيّة الأوروبيّة التي تسببت بمقتل آلاف الملايين من البشر في الكونغو) حيثٌ يُثبِتُ في كتابه أنهُ على الرغم من تقدّم البشرية تكنولوجيّاً الا انها لا تزال على انحطاطها أخلاقيّا و عنصريّا.
بالعودة الى اشكاليّة فيلم "سيلمى" بالنسبة للجنة الأوسكار نجد أن المدافعين عن الرئيس ليندن جونسون يوجّهون اتهامات لصُنّاع الفيلم على خلفيّة المغالطة التاريخيّة بتصوير شخصيّتهِ. حيث ردّت المُخرجة على هذه الاتهامات بأن لديها رُخصة فنيّة بالانتاج و أن تركيز الفيلم يقع على مارتن لوثر كينغ و ليس جونسون. و لكنّ المخرجة السوداء لم تنجُ من الاتهامات بأنها اعتمدت على مبدأ أن الفيلم يجبُ أن يفوز لأنه يتحدّث عن العنصريّة في هذه الفترة بالولايات المتحدة الأمريكية. تقول احدى المصوّتات (لم يتمّ الكشف عن هوّيتها) بلجنة تحكيم جائزة الأوسكار" عندما يكون هناك فيلم جيّد عن السود فاننا نصوّت لصالحهِ أما اذا لم يكن الفيلم جيداً فهل عليّ أن أصوّت لصالحهِ فقط لأنه يحوي أشخاصاً سوداً؟" و تابعت قائلة "جاء الناس الى العرضِ الأول من الفيلم لابسين قمصان مكتوب عليها : نريدُ أن نتنفّس و ذاك اشارة الى حادثة قتْل الشاب الأسود اريك غارنر في نيويورك و قد وجدتُ في ذاك اساءة بالغة”
يواجهُ الفيلم –كما من يمثّلهم- صعوبات نابعة من الطبيعة العنصريّة لبعضِ أعضاء لجنة التحكيم. الذين لم لا لأنهُ فيلم سيء الصنع. بل لأنه يُثبت أن عقليّة الرجل الأبيض لم تتغيّر تجاه الانسان الأسود لقرونٍ مضت. ربما لقرونٍ ستأتي.
*الكلام عن اشكاليّة الفيلم عند لجنة تحكيم جوائز الأوسكار مأخوذ من موقع جريدة التايم الخاصة بالأوسكار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??