الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالونات الاقليم .... ودبابيس الحكومة

محمد علي مزهر شعبان

2015 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


بالونات الاقليم … ودبابيس الحكومة
محمد علي مزهر شعبان

الاقليم أطلق في الاونة الاخيرة ثلاث بالونات في أجواء بغداد ، ليختبروا ردود فعلها أولها يبدو ذات سمة عسكرية ممزوجة بنغمة اثنية وهي منع دخول الحشد الشعبي الى كركوك حتى لو ادى ذلك الى التصادم، طرحت من مصدر بدى وكأنه يمتلك زمام قوة الامر الناهي . جاء الرد اقسى مما توقع مطلق التهديد ، من قيادات الحشد وتصريحاتهم ، بل كان لهادي العامري جولة رغم انها بدت طبيعية تفقديه ولكن بين سطورها تحمل نذير التحدي،اضافة الى ردود الافعال الشعبية العربية والتركمانية من اهل المناطق المتاخمة والساخة. وفجأة يحلق في السماء ما يلبد الاجواء. فكان لهجمات داعش من محاور ثلاث على كركوك وما ادت من خسائر وأسر مجموعة من البيش مركه ومعارك ضارية ، جعل من أمر التحديات والنفخ موضع تسائل ، واستجدت فصائل تحمل السلاح من اثنيات تدعم الحشد الشعبي. البالون الثاني ما اطلقه السيد مسعود حيث قال : بان الارض ترسم خرائطها بالدم ، وما حمل هذا التصريح من خفايا بأن الارض التي تتقدم نحوها البيش مركه هي رهان من حررها ، وكأنها اضحت ملكا صرفا ، مؤكدة بذات الوقت مقولته: ان ما قبل 10/6 يختلف تماما عما بعده ، وان المادة 140 قد انتهى مفادها . ولكن حملت قوادم الايام بما لا تشتهي السفن تغيرت البوصلة مع رياح المتغير او ان الاجندة تحمل في اسطرها مراحل ، ربما الاختلاف بعد اتفاق ، او لعله التفاف على المنظور في اجندة اللعبة ، والامر حبيس الخفايا وما اختبأ في النوايا . اما ثالثها فقد صرحت حكومة الاقليم ان شرط اشتراك تحرير الموصل رهين قرار دولي وبالاخص بالقرار الامريكي ، وبدى الامر ان الاشتراك في اي مساهمة مرتبطه بعدة اجندات تريد توازنا على الارض ، توزع فيه الادوار وان اختلط علينا حابلها بنابلها ، ومثلما تحوم عدة اشكالات حول دخول الموصل ، ومن مهد الدرب ومن دعم ومن ساند ؟ وان هناك خيوط وان بدت رفيعه ولكنها متينة عند الربط ما بين الوقائع على الارض . لنتذكر تلك القنبلة التي فجرها السيد سيد الاقليم في حينها وهو يخاطب حكومة المالكي : اذا لم تلبوا شروطنا ، سنثير ما لم تتوقعونه ، وحدث مالم نتوقعه . هذه المقدمات مهدت السبل بعد زيارة نيجرفان الاخيرة الى بغداد حيث انتهى بقوله: ان حكومة بغداد مفلسة….والحديث مع المفلسين ممكن ان يسوغ لمن لمسها من لقاء العبادي ليس الافلاس النقدي وانما افلاس فرض الاتاوات . مما أدى لردود افعال بدأت واضحت المعالم ، وبعد الصراحة التي واجهها السيد نيجرفان بصريح القول من حكومة بغداد ((اعطني وخذ وليس ممكنا ان اعطيك دون ان أأخذ )). هنا تصاعدت الازمة ، وانتهى اللعب على احدوثة الشفافيه ، واتفاق المجاملات ، وعقدت ألسن القوة ، وماع التغنج والدلال ، وبانت فعلا ان الخزينة عادت لا تتحمل المليارات هبة واكراما لمواقف تباع وتشرى وفق مزايدات المواقف والاتفاقات. غاض صديق الامس، فاجتمعت اركانه ممن يمثلونه في بغداد والاقليم ، اذ ضاقت عليه الحلقات ، وعمت التظاهرات الشوارع ، وظهر الافلاس الحقيقي ، وكأن تلك الكونفدرالية التي مسكت الانابيب والمنافذ وصدرت النفط فوق الارض وتحتها ، حتى فاضت خزانات جيهان ، وتعاقدت مع شركات توزن اعمالها نقدا وعدا لا تقبل الوعود ،وعلى حين غرة اضحى الاقليم التايواني او الاماراتي كما ينبئنا المتبجحون ، هشا للغاية حيث وصل الى انقطاع الكثير من الموظفيين عن الدوام وتظاهرات تعلن الجوع والافلاس بين عامة خلق الله من فقراء الموظفين . وحيث أل اليه المأل أعلنت قيادة الاقليم ووزراءه ونوابه وطرحوا عدة خيارات يسودها الانفعال ولا يوزنها عقال . اولها … نقض الاتفاق النفطي واخطرها الانسحاب من الحكومة وعدم المساهمة في تحرير الموصل والبحث عن شركاء اقتصاديين خارج اطار الدولة العراقيه والمقصود الزيارة الاخيرة لرئيس حكومة الاقليم الى تركيا ، وعدم السماح بتصدير النفط عبر اراضيها ، ووصف سياسة العبادي بسياسة المالكي . الحكومة من جانبها بدت مستغربة من هذه الردود وكأن هذه اللغة حدثت سهوا على ألسنة السادة في الاقليم وان اسلوب التهديد والوعيد والتصعيد ليس معهودا من قبلهم . العبادي في الاجابة على هذا التهديد ، رجع الى خطاب لطالما تحدث عنه ابان وجوده كرئيس للجنة المالية في لقاءات الفضائيات ، والتصريحات . ولكن يبدو ان السيد رئيس الوزراء رمى الماضي القريب وراء بعد تكليفه ،وهو يدرك فيما مضى ان الاسباب الحقيقية تحركها مصالح ومنافع واساليب لطالما حدثت ، وكم من سقوف المطالب كانت ترفع لغاية الرضوخ وان العلة ليس في المومى اليه وتحميله وتعليق تلك المشاكل المفتعله على كاهله وشماعته . اليوم كان رد العبادي اقسى مما كان يحمل من دبلوماسية ،اذ يخاطب مجموعة من الاعلاميين ، تسائل الرجل ان كل ما يربطنا من اتفاق هو ، ان النفط ملك الشعب العراقي ، وان الاتفاق ان تصدر 550 الف برميل من كركوك ومن الاقليم ولك ما نصت عليه حصتك المئوية من الموازنه … وبصراحة وجديه يقول : انتم لم تسلموا برميلا واحدا ، واذا تدعي انك لم تصدر ، فالثوابت ترصد انك في حالة تصدير مستمر وعلى لسان وزير النفط التركي . انتم تطالبون اموالا على ضوء الارقام السابقه لاسعار النفط . اذن انت تطالب باموال خارج سياق الاتفاق وبذات الوقت هل من المعقول ان نفطك لك واعطيك من نفطي . انتم تطالبون برواتب موظفين حكومين ومتعاقدين مرجعية رواتبهم من ميزانتكم ، ورغم ذلك دفعنا لكم رواتب البيش مركه ومشكلة اعطنا حصة ثلاثة اشهر مقدما دون حسبة الرقم المتفق عليه يوميا . الامر عند الاقليم وبناءا على ردة فعل الحكومة ، ثقب بالون الانفعالات وادعوا انها فنية وليست متعلقة باي جنبة اخرى وغمدت السيوف . والسؤال هل من شجاع يقول لاخوتنا لكم ما بدى لكم من التمنيات واستقلوا اذ هي رغبتكم، وكركوك ستكون رهان مستقبل تغطيه غيوم ثقيله ولعلها صعبة المنال اذ هناك اقدام ثقيله ستمشي باتجاه هذه القدس عندكم والكعبة عند الاخرين .

- اقرأ المزيد : http://www.qanon302.net/in-focus/2015/02/23/46456








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يحب لاعبو الغولف ملاعب -لينكس- الصعبة؟


.. دمار كبير في عيتا الشعب وتبادل مستمر للقصف.. كيف يبدو المشه




.. المحكمة العليا الأميركية تحسم الجدل حول -حصانة ترامب-


.. وضع -غير مألوف- في فرنسا.. حكومة يمينية متطرفة تقترب من السل




.. قبل -جولة الحسم- في إيران.. معسكران متباينان وتغيير محدود |