الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في سياق مقال الأخ - آراس جباري - عن العلمانية والليبرالية لدى بعض العراقيين

راغب الركابي

2015 / 2 / 23
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


في البداية أحيي روح الإنفتاح وروح الخوف على سلامة الذوق والضمير والحوار التي أبدآها الأخ - آراس جباري - على الطريقة التي يتناول فيها البعض معنى ومفهوم ومُراد الليبرالية ، ولهذا أنا معه في ذلكك : إذ إن البعض منا يُخطى حين يتصور واهماً إن الليبرالية والعلمانية هما نقيضين للدين أو عدواً له ، والحال إن الليبرالية الديمقراطية : كما نُعرفها نحن في - الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي - هي وعي إجتماعي وسلوك حضاري متمدن وراقي تستهدف حماية الإنسان والسهر عليه ، أي إنها تريد وتعمل على إنتشال الإنسان من الوهم ومن الخرافة ، وتعمل للإنتقال به إلى عالم الواقع المتصور عالم الإمكان ، وكذا تُدل الإنسان إلى السبيل الواجب إتباعه ليعيش حراً كريماً مُعافى وغير ذي حوج ، والليبرالية الديمقراطية في جوهرها لا تطرح نفسها ولا تقول إنها نقيض للدين بل إنها تعتبره جزءا من عناصر تشكيل الوعي وتقدمه ، ولهذا تجعله واحدا من العناصر التي تدفع لتنمية العقل وتطوره .
وإذا كان البعض ممن يدعي إنه ليبرالي النزعة والهوى ويمتطي صهوة الليبرالية من غير هدى وإحتراز ، يكون هذا البعض أكثر إثارةً وإستفزاز وأظن إن مقال الأخ - آراس - يصب في هذا الإتجاه ، ولقد قرأته جيداً فوجدته حيادي بإمتياز وهادف بدرجة ما تدعوا معها ولمن يفتحون صفحات التواصل ليكونوا في هذا الإتجاه عقلانيين وبناءيين وهادفين ، فهناك ثمة من يتربص بالليبرالية وبرجالها شراً ، وهناك من يزيف الحقايق كما يفعل الساسة دائماً تحت بند محاربة الليبرالية للدين ودعوتها للإلحاد وما إلى هنالك من التزييف والكذب المقصود ، وهناك ثمة من يدعي دعاوى كثيرة في هذا المجال خبرناها ويستفيد منها أعداء الإنسان وأعداء الحياة من الراديكاليين والشوفينيين .
لذلك وفي السياق المتصل الذي تبناه الأخ - آراس - أبث دعوتي وأذكر الأعزاء بتوخي الحذر والبعد عن التطير والحماقة الغير مقصودة في تناول مفاهيم ليبرالية من غير الرجوع إلى المصادر والثقافة الليبرالية المكتوبة ، وأقول : لأعزائنا الداعين والمؤمنين بفكر الليبرالية عليكم توخي الدقة والحذر في تناول قضايا الفكر والدين والعقيدة ، وأجعلوا نصب أعينكم دائماً وابداً روح الإنفتاح وروح القبول وروح التسامح والإيمان ، فليس هناك ثمة مطلق غير الذي قال عنه هيغل ، وليس هناك ثمة حقيقة غير الإيمان بالإنسان صانع الحياة .
وسوف أكون على الدوام مع من يقف معنا في وجه التخلف يُشاركنا العمل لبناء الدولة والوطن المنشود ، وتلك القيم تستدعي المزيد من الكياسة والثقة وعدم التفريط وعدم الأفراط مع إحترام عقايد الناس وما يؤمنون به ، إذ ليست الليبرالية وقيمها وثقافتها وفكرها الخلاق في خندق التقابل ولا في خندق الصراع مع الغير ، بل هي مع الإنسان في آماله وطموحاته وأحلامه وهي معه حين ينتفض ضد السكون والمراوحة والسلبية ، وهي معه في تحرير الذهن والعقل والضمير ، ولنا في هذه المبادئ ومن يعتمدها عنصر ملازمة وعنصر تقدم ، وشعبنا في حاجة وفي شوق للأنتقال من عصر التنابز إلى عصر التسالم والعيش المشترك ، ويقيني لن يكون ذلك ممكناً من غير فهم واقعي رصين لمعنى ومفهوم الليبرالية بكل أشراطها الموضوعية
كما أؤكد من جديد على حسن النوايا فتلك ضآلتنا بها نقتدي وعلى أثرها نسير ، وليكن في مقال آراس دعوة تحفيز وتذكير ونصرة لمن غلبته المزاجية والعاطفية ففي التعقل دليلنا للمستقبل الذي نحلم به ونناد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ??مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب يساري لرفعه العلم الفل


.. الشرطة الإسرائيلية تفرق المتظاهرين بالقوة في تل أبيب




.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح