الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضحك على الذقون

عبد الجبار السعودي

2005 / 9 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


. . . وكأنني أعيش أحد أفلام الخيال والفانتازيــــا البوليسية والإجتماعية أو الدراما السياسية ، المبكية والمضحكة معاً لحال ما أفرزته الأحداث من صور يومية ومآس دامية ، ومعانٍ قلّ نظيرها وسط تسارع اللحظات والدقائق والأيام في تاريخ وطني السياسي .
أطالع وبشغف ، كحال الآخرين .. كل ما تقدمه لنا الأخبار وما نعيش ، وأمزج كل ذلك بواقع مرارتنا .. وحلو أحلامنا ، لكي لا نفقد ( حبل السنارة ) ، وبالتالي ( صيدنا ) الموعودين به !
( تلتمع ) عيوني حيناً و ( تخفو ) حيناً أخرى ، طبقاً لما تتناقله وكالات الأنباء وشبكة الأنترنت وطبعات الجرائد التي أطالعها عبرالأثير مرغماً ، بعد أن فقدت أصابعي أحساسها بلمسة صفحاتها السُمر .. في خشونتها ونعومتها التي إعتدت عليها . وأعود مرة أخرى ، لا مرغماً وحسب ، بل وعاشقاً لحزن الأوطان ومرارة الباحثين عن قوت يومهم وإغفاءة نومهم المسروقة عنوة !
لا يهزني ويستفز روحي ، سوى مرح الوحوش في غيّهــا و شراستها وهي تأكل وتنهمُ في إجساد غضة وطرية ، ناعمة وحالمة في النجاة من درب الآلام هذا و سيل الدماء الذي أفجع العيون والأرواح والدروب !
وبكل تلك الوقاحة ومنهج الفكرالدموي الذي إختطوه لقتل نبض الحياة في وادي الرافدين و وطن الأجداد .. ومع حيرة ( الولاة ) و جنون فرحهم بصيد ٍ لا يُغني ولا يُسمن إلا لأيام معدودات .. ! مع كل تلك البشائر السوداء و ( البيضاء ) ، تلوح من بعيد في سماء وطني المستباح ( بشائر ٌ) أخرى لا تسرّ يتيماً يافعاً ولا صبيــّـة يافعة يرجوان العيش من جديد حين يكبران !
وتصل مسامعي و أطالع مشهداً يكاد يدمي أوجاع وطني المستباح منذ الأزل ، ويطيل من نزيفه ونزيف من يلامس تربته وماءه دون قيد أو شرط ! وعبثــاً لا يكاد يتوقف أو يستحي خجلاً بمـــا نطقت به رسالات السماء ومن جاء بها !
لهو ٌ و ( لعب ٌ ) و ( ضحك ) على الذقون ، يسري و يمرح على هواه ، لا يوقفه ( عقل ) أو ( فكر ) ، إلا ( شرّ ) الحياة نفسها والساعون اليها والناطقون بها وبما يريدون !
و ( الكل ّ ) يلتحف من قمة رأسه ، مروراً بأصابع يده و حتى أخمص القدمين ، لا بلباس ( خادع ) وحسب ، بل وبـ ( نغمة ) مشروخة.. موجعة لا تستفز مواجعنا الأزلية ولا تــُطعم أفواهاً جائعة ولاعقولاً تنشد الغنى ! و الوحوش الآدمية ، كما هـي الوحوش نفسها ، تتنكر و تلهو ، وتلعب كما تريد ! تستبيح الديار والأجساد كما تشاء !
رجالهم .. نسوة في وضح النهار ! لا أحداً يجرؤ على المساس بـ ( قدسيتهم ) و( شرفهم ) المصان من حصافة المجتهدين و بدائع ما أنتجوه ! و نسوتهم .. رجالٌ قساة في وضح النهار ، نسين َ قسوة الظلم و زيف الوعود .. وصفعات الوجوه !
مشهدٌ يدمي القلوب وأذناب الطغاة يتجولون أحراراً .. يتباكون تارة بدموع ساخرة أمام عيون المتعبين ، ويضحكون تارة أخرى ، تحت خمار أسود و نقاب خادع و برقع أنزله ، لا رب العالمين ، بل المتحذلقين والمشعوذين وعباد السلاطين التي تمتلأ بهم وبخطاهم أرض الرافدين منذ أن أشرقت حواء بوجهها الناصع ، حيث هي ، بطهارة جسدها ونبل إيمانها بمن خلقها وبعث بها الى الحياة ، حيث لا حسيب ولا رقيب ولا واعظ متلون ولا سلطان !
ضحك على الذقون يدور ! و نسيان يتراكم يوما بعد يوم .. يلهو الطغاة به ، يتحاورون مع سجانيهم وهم خلف قضبان وهمية .. لا مسميات لها ولا أوطان ! وآخرون يمرحون ، تتسع شدقات أفواههم عند كل نكبة وسيل دماء وإغفاءة طفـــل يسقط في أحشاء أمه صريعاً حيث لا يرى النور ، أو غرقاً في ماء ٍ مقدس ٍ ، عذب ٍ محروم من أن يحيــــا به ويعيش !
والقاتلون ، منذ أن كانوا يمرحون بزهو ٍ وجنون ، وحيث القصور بهية و زاهية ، لا زالوا يجوبون أرض بلادي شمالها و وديانها يعتمرون العمامة والسروال ، بل وينطقون ! يغنون ، غناء ذئاب كاسرة تقتنص الفريسة وتطارد ! بل ويبكون معنــــا دمعاً غزيراً على أحزاننا .. ويتوسطون ! يضحكون على الذقون ، وكالنمـــــل الدؤوب بعيداً عن بلوانـــا ينشطون !
ونحن ، نهز الرؤوس عويلاً وبكاءً ، نلطم خدودنا الشاحبة من قهر وظلم الطغاة ، ونكوي الصدور وضلوعها لهيباً بصفعات أيادينــــا و منذ أن كنـــا صغاراً ! وتسيل الدماء ، التي ما بعدها من دمـــــاء ! ونصرخ .. هل من يسمع النداء ؟!
لا نــــــداء .. !
صمت ٌ .. عبث ٌ .. هلاك ٌ و دمـــاء ! وأفواه الصغار تصمتُ عنوة ً ، فاغرة ً بريئة ، تنادي الخالق والغائبون !
لا نــــــداء .. !

ضحكٌ على الذقـــــــون !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا