الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ديمومة -بيت الله- ديمومة سياسيّة؟.. بين -خاشقجي- وبين المعبد

طلال الصالحي

2015 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الرموز العباديّة "الاستراتيجيّة" من المؤكّد وعبر التاريخ البشري هي مراكز سياسيّة في طبيعتها وفي طبيعة استقطابها لرأس المال , وبذا فالرموز مراكز تجاريّة وسياسيّة , وكلاهما مكمّل للآخر , المال والمعبد , ومن يزر الأضرحة عندنا "الاستراتيجيّة" منها كأضرحة آل البيت يدرك جيّداً تلك العلاقة الوثيقة المتشابكة بين المال وبين "المزار" ويدرك أيضًا السبب وراء ظهور الخرافة وتحوّلها لمقدّس والّتي تبدأ عادةً بسرد رؤية مشوّقة في منام أو مبالغة في وصف .. فبنظرة سريعة لأحوال أهل مكّة مثلاً منذ ما قبل الإسلام نجد أنّ تجارة قريش تقوم ركائزها على مواسم الحجّ والعمرة , فمنذ إعادة تأسيس "الزقّورة" بيت الله الحرام بشكلها البدائي "كعبة" ومن بعده انعقاد "الحلف" ما بين "هاجر" وبين قبيلة "جُرهُم" تحوّل المكان اليباب مع مرور الزمن إلى مركز رطب ومن النوع الخاص "سوق حرّة" ؟ , ولولا البيت العتيق لم تكن هنالك تجارة أصبحت فيها مكّة مركزها الأهمّ والّذي سرق اهتمام الحجيج من جميع "بيوت الله" الّتي كانت منتشرة في جزيرة العرب آنذاك وانتقالها , وهنا لو بحثنا في عمق الأحداث الّتي رافقت نشوء مكّة وفق نظريّة "الحتميّة" والّتي لا بدّ وستعتمد حوادث تاريخيّة تُستنتج لا تُقرأ , فهنا لو بحثنا في عمق الأحداث الّتي رافقت نشوء مكّة من المؤكّد سنعثر على أسباب لا نعرف عنها إلاّ كونها أسباب "تجاريّة" لنشوء هذه المدينة "القرية" هي بالتأكيد غير الّتي وصلتنا وأحيطت بالقداسة والغموض لمنع الناس في "الحالي" أو المستقبل الاقتراب منها وذلك بحدّ ذاته من أسباب استدرار الكسب التجاري المالي ومراقبة "الخصوم" الداخليين أو الخارجيّين كعادة الحكّام المتسلّطون يزرعون الخوف عبر القائمون على مراكز العبادة أو بكراريسها ولوازمها "قصاصات أدعية وتمائم وتشكيلات حجريّة وأقمشة مكمّلة" وينشرون حزام المقدّس هذا حول تلك الأماكن المركزيّة "الماليّة!" الّتي يرتادها "الزوّار" أو الحجيج لقدسيّتها وليس كما يتداوله العرف المقدّس من رصّ لأحاكي وافتراضات مخياليّة قصصيّة .. وبما أنّ الصراع كان رومي فارسي والقرى المقدّسة من ممتلكاتهما فحتماً امتدّ ذلك الصراع إلى مراكز العبادة , ولا يخلوا "رفع القواعد من البيت" عن ذلك الصراع , وقد سبق لي ولمّحت في مقال سابق إلى وجود انشقاق بين بنو هاشم وبين بنو أميّة وسببه حتمًا سبب ديني وبالتالي هو "خلاف سياسي" أساسه تجاري بالطبع , لميل بنو هاشم للإمبراطوريّة الفارسيّة وميل بنو أميّة للإمبراطوريّة البيزنطيّة " , فأبا سفيان يكثر ارتياد الشام حيث البيزنطيّون , ومحمّد صلعم أيضاً وبتوصيّة من "التاجرة" خديجة , بينما لا بدّ وهنالك علاقة ثلاثيّة بشكل أو بآخر بين ابرهة الحبشي وبين "الفرس" وبين عبد المطّلب ولربّما كان قدوم ابرهة الحبشي لهدم الكعبة "أو المرجّح عندي لاحتلال مكّة" بدعوى زائفة بكلّ تأكيد عن منافسة الكعبة كنيسته في بلاده اليمن كانت دعوة من عبد المطّلب لتقويض ركائز بنو أميّة التجاريّة والمنافسون له في سقاية الحجيج , ولذلك أكثر من ساند الرسول صلعم في دعوته هم بنو أميّة ف"عثمان بن عفّان" هو السادس من بين من أسلم من الرجال! وقد زوّج أبا سفيان ابنته للرسول وهو لا زال بداية دعوته! ولذلك رفض أبا لهب الهاشمي "رسالة" ابن أخيه محمّد صلعم "المنشقّ" عن بنو هاشم عمليًّا ومحاربته له وإيذائه لإعجاب الفتى محمّد أو "أقثم" صلعم بالمهارة التجاريّة لبنو أميّة وإعجابه بعلاقاتهم التجاريّة والسياسيّة الواسعة في الشام وفي القسطنطينيّة "المبهرة" والتأثير الكبير لرفقة الطريق الطويل الموصل بين مكّة والشام معهم , ما يعني وجود بنو أميّة ذووا الميول البيزنطيّة في الموضوع , ولذا نتصوّر كم هي حنكة الخليفة "العديّ" عمر ابن الخطّاب السياسيّة حين ولّى معاوية "الأموي" حاكمًا على الشام رغم وجود بذور عداوة مطمورة بين عمر وبين بنوا أميّة! .. المهم في الأمر , موضوعنا, أنّ أغنياء العالم هم صناعات دول , من الوليد بن طلال لأصغر تاجر صاحب "كشك" عند زاوية لشارع رئيسي أو وسطه , والرسول بدأ تجارته "ببسطيّة" لصالح السيّدة خديجة ليتحوّل للنبوّة ثمّ يُرسل من الله بعد مرافقته لأبي سفيان , ورجل من سادة قريش كعبد المطّلب ما فقره المادّي وعوزه إلاّ بسبب بخل "الفرس" الشديد والمعروف عنهم ذلك والّذي ربّما هم من نقلوا طبيعتهم هذه إلى اليهود من ضمن ما آثروهم به منذ إسقاط اجدادهم لمدينة بابل .. فعندما يدعو تاجر السلاح "عدنان خاشقجي" قبل أسابيع أردوغان رئيس الحكومة التركيّة وتزويده بالسلاح المجّاني لاكتساح سوريا وإسقاط للرئيس السوري بشّار الأسد , لربّما بالنسبة لي أو لغيري لا نراه سوى امتداد تأثير التبادل المصلحي ما بين السياسة وما بين الدين منذ ذلك الزمن البعيد , والمنطقة هي هي لا زالت نفسها , فخاشقجي الوهّابي الضليع بالسياسة والمحرّض على غزو العراق والمشتهر كأكبر تجّار السلاح في العالم منذ سبعينيّات القرن الماضي لا يبتعد نبضه السياسي عن أبا سفيان..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟