الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا اختاروا الوطنيين الديمقراطيين؟

عبدالهادي مرهون

2005 / 9 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لماذا اختاروا الوطنيين الديمقراطيين؟
عبدالله خليفة
كنتُ أقوم بالحوار مع بعض المواطنين في المناطق التي فاز فيها الوطنيون الديمقراطيون وأسأل: - أنتم من طبيعة مذهبية مختلفة عن الفائزين في البرلمان فلماذا اخترتم هؤلاء من دون غيرهم وهم يختلفون معكم في المذهب؟ كانوا من البسطاء الذين ليست لديهم مدارك فكرية بعيدة وغائرة في التلاوين الفكرية والسياسية ولهذا فإن إجاباتهم تعكس جذوراً وطنية عميقة، ورغبة حارة في الإصلاح، بغض النظر عن الأيدي التي تصنعه.

يقولون نحن اخترنا هؤلاء من دون غيرهم لتجنب مسألة المذهبية هذه بدرجة أساسية . وتكريس هذه المسألة سوف يؤدي إلى مشاكل رأيناها في بلدان أخرى، فلماذا نكرر أخطاء غيرنا وقد رأينا نتائجها، ولأن هؤلاء بدرجة ثانية مع الإصلاح والتغيير في حياة المواطنين، ونحن لا نريد أكثر من ذلك، نريد تغييراً في رواتبنا وظروفنا ومساكننا الخ.. ربما يجري هذا الحوار والمتكلم يتحدث بطريقة (سرية) خائفاً حتى من الأفراد العاديين في طائفته، فأقول له لماذا تصوت بشكل سري حتى أصدقاءك لا يعرفون لمن صوت؟ فيقول: لقد قمت بذلك لأن هؤلاء الناس المحيطين لا يفهمون، سيقولون لماذا تصوت لهؤلاء الذين لا يطرحون الطرح الديني؟ عليك بتأييد الجماعة ذات الطرح الديني ولا يهم بعدها من هذا وذاك! يقول هذا الرجل الذي لا يتعدى أن يكون سائق سيارة أجرة إنه لا يصوت لأجل بناء جامع أو مسجد بل يصوت لقضية معاشية، فهو يريد من يفهم في مسائل الرواتب ومشكلات المرور والميزانية والشركات، أما حين تتعلق المسألة بالنفقة على المطلقة والزواج فسوف يذهب لرجل الدين. ويقول رجلٌ آخر وهو متدين، إنني سأصوت وسوف أصوت مجدداً لـ (اليساريين)، هكذا يقولها بحماس، لم يكن هناك ما يدعو لإظهاره، فأسأله متعجباً: لماذا؟ يجيب: أولاً لأنهم خلال أربعين سنة مضت كانوا فرسان الساحة، ودافعوا عن الناس جميعاً، وفي هذا فيصل القضية، فنحن لا نريد أناساً يفرقون بيننا، وثانياً لفهمهم للبلد أكثر من غيرهم! وأنت حين تجابهك علة مزمنة فعليك باللجوء للطبيب الاختصاصي! وأسأله: وجماعتك أليسوا من الاختصاصيين؟ فيجيب: إنهم لا يفهمون ألعاب السياسة كاليساريين فهؤلاء محنكون، لديهم تجارب طويلة في قضايا الحياة اليومية، وجماعتنا، أي الدينيون، ليست لديهم مثل هذه الخبرة والمعرفة وهم يرفضون أن يتعلموا، والشعب لا يريد اختصاصيين في النفقة والصلاة هنا، بل يريد اختصاصيين في فهم كيفية تسرب المال العام، واليساريون عاشوا طويلاً في السجون والكفاح السياسي والوزارات وكتبوا الكثير حول هذه المسائل، ولهذا فهم أفضل من يمثل الناس في مثل هذه القضايا البرلمانية والبلدية! انها عينات أخذتها بشكل موضوعي، وأصوات استمعت إليها، متصوراً في البداية بأن مسائل الدعاية الانتخابية والتأثيرات الفكرية العارضة هي سبب مثل هذه الاختيارات، ولكن اتضح لي خلال هذه الفترة، بأن القضية أبعد من ذلك، خاصة حين تجد هذه العينات موجودة في أكثر مكان وهي لا تعرف بعضها، وليست هناك أية صلة بينها، ولكن هو الحدس الشعبي العميق، والغريزة النضالية الموجودة لدى القاع، والذي يبحث عن حلول لقضاياه أكثر من بحثه عن أصحاب هويات ايديولوجية، وحين يجد صمود الوطنيين الديمقراطيين في الدفاع عن خبزه وعمله وحياته، يخفق قلبه بشكل طبيعي من دون الحاجة لأكياس الأرز والرشاوى الانتخابية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا