الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطلاب قادمون ..فهذا زمنهم وليس زمن الجاهلين

ماجد عبد الحميد الكعبي

2015 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


ان شريحة الطلبة ليست الحلقة الاضعف في المجتمع ولكن السلطات الجائرة هي التي جعلتها كذلك خوفا من قوتها. ولكي تكبح دورها جعلت الطالب مسلوب الارادة ، يعيش الخوف والرعب منذ نعومة اظفاره الى ان يكبر ويصبح شابا . بعدما كبلته بالمناهج الدراسية المعقدة التي تعتمد على الحفظ والترديد لكي يكون خاضعا دائما لسلطتها. وما طرق التدريس التي تجعل من المعلم المركز الذي تتشكل حوله كل العملية التعليمية إلا سلطة اخرى للقمع و اداة يضرب بها الحاكم الجائر تلك الشريحة ويذلها. يضاف الى ذلك ان الطالب دائما يكون مشغولا بنفسه وبكثرة الامتحانات المرعبة التي تداهمه ذكرياتها في نومه. فكم من طالب منا شاخ و اصبح مدرسا ولازالت تداهمه كوابيس الامتحانات فمرة يصل متأخرا و اخرى يخرج من القاعة وثالثة يستيقظ مرعوبا على سماع نتيجة لم يتوقعها.
هكذا يتم سلب ارادة التلميذ الذي يدفعه اهله كل يوم مجبرا الى بناية كبت الحريات والقمع وممارسة السلطة التي تسمى مجازا بالمدرسة. لذلك نرى كثيرا من الطلبة في فترة المراهقة يتسربون من مدارسهم بعدما اصبحت لديهم بعض القدرة على الرفض او التملص من عبء الذهاب الى المدرسة. وعلى الرغم من ان المقارنة بين الاوضاع التي يعيشها طلبتنا و الطلبة في الدول المتقدمة توجع القلب وتشعل الراس شيبا وتدمي العين إلا اننا مضطرون في هذا المكان لذكر بعض الامثلة لها عسى ولعل ان يشعر المسؤول المتجبر الاحمق بالفرق فيتراجع عن غيه ويولي التعليم عنايته.
التلميذ في بريطانيا يذهب الى مدرسته فرحا على الرغم من انه يقضي يومه كاملا فيها تقريبا لان معلمه يستقبله في الصباح بابتسامة وتحية ، ويجلس امامه راكعا ويحدثه اذا ما شعر ان التلميذ قد شرد ذهنه او التبست عليه قضية ، بكلمات و الفاظ عذبة رقيقة ، وبوجه سمح مبتسم غير مكفهر. التلميذ في بريطانيا يذهب الى مدرسة يتنزه في ملاعبها الرياضية حيث درس الرياضة لا يقل مرتبة عن درس العلوم او الرياضيات فيمارس هوايته التي تنسجم مع قدراته الجسمانية والعلقية . اذا كان الوقت شتاء فهناك قاعة داخلية لممارسة الرياضة و اذا كان الوقت ربيعا فالساحات الخضراء تحيط بالمدرسة من كل الاتجاهات. الطالب يذهب الى بناية انظف و اجمل وارقى واحدث من اية بناية لمستشفى في بلدنا الغني بالنفط ، الوانها زاهية و ابوابها صلدة تتحمل عنف المراهقين واندفاعهم وقاعاتها مؤثثة بأحدث الاثاث ومجهزة بافضل الاجهزة الالكترونية. هناك مطبخ كبير وقاعة لتناول الغداء و الاجمل من ذلك هناك مكتبة ضخمة توفر كل المستلزمات الدراسية بدءا من الاقراص المدمجة الوثائقية وانتهاء بالكتب الدراسية. الحكومة البريطانية تخصص خمسة آلاف باوند لكل طالب من ميزانيتها السنوية بما فيهم الطلبة المقيمين داخلها. فلو افترضنا ان طالبا عراقيا مبتعثا له اربعة ابناء يدرسون في تلك المدارس (الابتدائية والثانوية) سيمكث اربع سنوات في بريطانيا ، فستكون المحصلة ان الحكومة البريطانية تصرف من ميزانيتها على هؤلاء الاربعة (80) الف باوند في اربع سنوات وبمعدل (5) آلاف باوند لكل تلميذ بينما تدفع الحكومة العراقية لابيهم طالب الدكتوراه المبتعث حوالي (40) الف باوند في ثلاث سنوات ، اي ما يعادل نصف المبلغ الذي تصرفه الحكومة البريطانية. ماذا يقول السيد المسؤول في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ؟ من هو الرابح ؟ . (80) الف باوند للدراسة فقط ولا استطيع ان اقدر او اخمن المبالغ التي تصرفها الحكومة البريطانية على الصحة ومراجعة العيادات الصحية التي تقدم فيها الادوية والفحوصات مجانا للطلبة دون سن الـ (16) سنة بما فيها عيادات الاسنان وطب العيون. ماذا تقول من الرابح يا سيادة المسؤول يا صاحب ربطة العنق الحمراء؟
أعرف انك ستلف وتدور وتلاعب لسانك يمينا وشمالا فيلوط اذنيك. أعرف انك ستتحجج بالف حجة وستاتي بالف ذريعة لتتبجح وتقول : ان مدارسنا الاحسن وتعليمنا هو الافضل ، لانك جاهل والجاهل معذور اذا ما اصيب بداء الحمق! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء