الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السیاسة التقشفیة في العراق والمظاهرات العمالیة والجماهیریة والتکتیک المارکسي في العمل

صابر محمد

2015 / 2 / 24
الحركة العمالية والنقابية



إن هذه الحرکات الأعتراضیة العمالیة والجماهیریة لیست بجدیدة لا في العراق ولا في المنطقة والعالم، بل أنها نتیجة حتمیة لتعاسة و هلاک الأوضاع الأقتصادیة والسیاسیة والأجتماعیة المزریة والتي تعاني منها الطبقات المظلومة من العمال والکادحین والموظفین المحدودي الدخل والمتقاعدین نسائا ورجالا ، و تحملهم لکل السیاسات الضریبیة التي تملیها علیهما الأنظمة الحاکمة البرجوازیة في العراق وکردستان والمنطقة ؛
وتبعا لذلک فأن حرکة التأریخ لن تحدها مجموعة من الیساریین أو المثقفین ، بقدر ماتکون تحصیل حاصل لتداخل مجموعة من العوامل الأقتصادیة والسیاسیة والأجتماعیة التي تٶثر علی الحیاة العامة لهذه الطبقات المسحوقة ؛
وإن هذه السیاسات التقشفیة في العراق هي کذلک لیست بالجدیدة ، وإنها وفي کل المرات تعبر عن أمتداد للأزمات الأقتصادیة والسیاسیة والأجتماعیة والتي یعاني منها النظام الرأسمالي برمته في العالم کله ، ومنها أمتداد لسیاسة صندوق النقد الدولي وکذلک البنک المرکزي الأوروبي ، هدفا لأنعاش الأقتصاد الرأسمالي من التضخم والأنکماش الذي یعاني منه ، مثلا أنخفاض أسعار النفط ، و أنخفاض أسعار الفائدة ، وتشجیع المستثمرین علی فتح الشرکات المنتجة وتشجیع المنتجین الصغار ، علی ضوء أنخفاض أسعار النفط وأسعار الفائدة ، والتسهیلات الأخری الکمرکیة والعالمیة و فتح وأزالة کل العوائق أمام نظام الخصخصة والمنتج الصغیر ، لکي ینعش هذا النظام الذي یحیی علی أستغلال العمال والکادحین و وأستغال قوة عملهم وشرائها کبضاعة رخیصة قابلة للبیع والشراء ، من أجل أدامة هذا النظام الأقتصادي والسیاسي والأجتماعي الرأسمالي العالمي ؛
إن هذه الأحتجاجات العمالیة والأضرابات مهما کانت نوعها وأسالیبها ، هي من الأمور والدلائل المهمة لحیویة الطبقة العاملة في القیام بأحتجاجاتها بهذه الصورة الجماعیة ، وإن هذه النضالات هي جزء من النضالات الطبقیة الموجودة وبشکل متواصل و مستمر ولکن بأشکال مختلفة أخری، وإن العمال والکادحین هم في نضال مستمر و هم متواجدون في ساحة المعرکة الطبقیة علی طول الوقت ومنذ القدم ، ولیس کما یقول أحد أقطاب البرجوازیین الصغار من التیار الأصلاحي في الحرکة الیساریة العراقیة ، " بأن العمال بدأوا یدخلون ساحة المعرکة الطبقیة هذه من أجل تحقیق مطالبهم الأقتصادیة .." .
ولکن الواضح والمرئي الأن علی الساحة العراقیة وفي المنطقة هو غیاب الحزب الثوري الحقیقي وکذلک بالتالي غیاب التحریض السیاسي المارکسي وإن التیار (الأصلاحي - العمالي ) " العالم الأفضل " والتیار (الأصلاحي - الشعبوي ) وکذلک التیار " الدیني ، والقومي ، ... إلخ " هم اللذین یسیطرون علی أفکار ومشاعر العمال والجماهیر المسحوقة عند قیام هذه الأحتجاجات العلنیة والجماعیة ، وإنهم قد أنزلقوا وبشکل واضح في متاهات التریدیونیة والأقتصادویة الخادعة للعمال ، ویتماشی الأصلاحیون علی نفس الخطی التي سار علیها الأقتصدایون الروس عندما قالوا " یجب أضفاء الطابع السیاسي علی النضال الأقتصادي نفسه " ( مالعمل ) لینین (ص. ٨٣)
و علی ضوء کل هذا والمشاهدات التي جمعناها من هذه الأعتراضات العمالیة والجماهیریة فقد نری من یصف هذه الأعتراضات ومشارکة المرأة العاملة فیها ب" الزینبیات " ، وقسم أخر یدعوا إلی " الجهاد المسلح واجب شرعي " مستوفاة من شعار " ضرب الأعناق ولا قطع الأرزاق " ، ومنهم من یقول " لیست لدینا حوارات شخصیة ولا عداوة شخصیة مع وزیر المالیة ، إنما نرید أجرائات رسمیة " ومنهم من یقول " تحول نضالهم بشکل فعلي إلی نضال سیاسي " ولکن السٶال المهم الذي طرحه البعض وهو" هل هناک فکرة کاملة وتنظیم مسبق ؟ " ....... إلخ ؛
فأین هو التحریض المارکسي هنا في کل هذه الأمثلة التي ذکرناها ؟ والذي یری بأن أنتصارالنضال الأقتصادي هذا " سیکون خطوة جبارة علی مسار تحقیق الأرادة السیاسیة للطبقة العاملة ومسیرة تحررها وستصبح نموذجا رائعا لنضال الطبقة العاملة في المنطقة في مواجهة البرجوازیة وسیاساتها اللیبرالیة الجدیدة " علی مسار تحقیق الأرادة السیاسیة للطبقة العاملة ومسیرة تحررها "( بیان ح .ش.ع .ع )
والسٶال هنا هو کیف تتم الأرادة السیاسیة للطبقة العاملة ؟ وعلی أساس أي برنامج سیاسي ؟ فهل تتحقق هذه الأرادة علی مبدأ ربط " الثورة بالأصلاحات " ؟ أو تتحقق وفق سیاسة " نظریة المراحل " ؟ للبرنشتانیة والأقتصادیون التریدیونیون في العالم . أم تتحقق بالعمل والتحریض السیاسي وفق برنامج مارکسي لا یربط " الثورة بالأصلاحات " ویوجه العمال نحو النضال السیاسي اللذي یهدف إلی أسقاط النظام البرجوازي الحاکم ، ویثقف العمال بأن الأصلاحات أو التنازلات الأقتصادیة ( "أو التنازلات الکاذبة" هي الأهون علی الحکومة والأکثر فائدة لها، لأن الحکومة تأمل أن تکسب بذلک ثقة جماهیر العمال .) مالعمل ، ص.٨٤
ولکن في الواقع إن هذا الربط بین " الثورة والأصلاحات " یخفي ورائه الأنزلاق والنزول التقلیدي بالسیاسة والروح الثوریة للمارکسیة والهبوط بها إلی مستوی السیاسة التریدیونیة والأنتهازیة .
وإن دعم الناشطین المارکسیین لهذه الأعتراضا ت العمالیة و محاولة التدخل والمشارکة فیها هي من الأمور التي لا شک ولا تردد فیها ، ولا یجوز التغاضي عنها ، ومحاولة سد کل الثغرات والنواقص التي تعاني منها هذه الحرکة ومحاولة شجب کل التصورات الأقتصادویة والنقابیة والأصلاحیة البرجوازیة داخل العمال وکذلک شجب کل السیاسات الأخری الدینیة والقومیة والعنصریة التي تحاول أزاحة هذه النضالات عن مسارها الصحیح ، وتسد الطریق بوجه الأفق المارکسي للنضال السیاسي للطبقة العاملة والمضطهدین الکادحین ـ
وإن من الأهداف الأساسیة للحزب المارکسي والثوري الحقیقي وبشکل دائم ومطرد هو أن یطالب أعضائه بالنشاط والتحریض السیاسي لتوسیع وتعمیق النضال الطبقي وأستثماره بأتجاه إسقاط البرجوازیة ونظامه الحاکم ، ولیس ترویض الناس و حصرهم في متاهات الأصلاحیة والمطالب الأقتصادیة المحدودة المفیدة أساسا للبرجوازیة الحاکمة نفسها ولیس للعمال .
و. صابر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد التوصل لاتفاقيات مع جامعاتهم.. طلبة أميركيون ينهون اعتصا


.. الحق قدم.. 3408 فرصة عمل جديدة في 16 محافظة.. اعرف التفاصيل




.. ألمانيا.. متضامنون مع فلسطين يعتصمون أمام جامعة هومبولت في ب


.. كل يوم - -حكايات الحما- .. اتيكيت وقواعد التعامل بين الخصوصي




.. غزة اليوم(3-5-2024):عدنان البرش.. طبيب مستشفى الشفاء، في عدا