الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رهاب الضياع يحاصر ذاكرة حسين نصيب

محمد عبعوب

2015 / 2 / 26
الادب والفن


يطل علينا الكاتب والقاص الليبي الاستاذ حسين نصيب المالكي بكتاب جديد يضم ما حفظته ذاكرته من ذكريات مسيرة حياته منذ أن فتح عيناه على الدنيا كطفل بكر لوالديه يخوض في وحل حي الحطية الفقير اقتصاديا والثري إنسانيا بمدينة طبرق الليبية الخارجة لتوها من ارتدادات زلزال الحرب العالمية الثانية ، وإلى أن اصبح كاتبا واستاذا له مشاركاته البارزة في المحافل الأدبية بالبلاد..

يعرج بنا الكاتب في كتابه "من الذاكرة" الذي صدرت طبعته الأولى بالقاهرة قبل أسابيع قليلة مضت، يعرج بنا على بعض المحطات المهمة في حياته بأسلوب سردي ، بدا لي كأنه يخضع لاستجواب أمام محقق لم استطع رسم ملامحه إلا بعد الفراغ من قراءة الكتاب، إذ وكما يبدو لي أن الأستاذ نصيب قد سرد ذكرياته في هذا الكتاب تحت ضغط ذاكرة تعاني من ضياع بعض تفاصيلها وصورها، فتجده يتنقل بين المواقف التي عايشها بطريقة غابت فيها حبكة القاص المحترف الذي يجيد صنعة نقل القارئ بين المواقف والصور التي يضمها سرده القصصي، والكاتب نصيب في سرده لذاكرته يقفز بنا بشكل مباغت يحاكي حالة سارد يعاني من رهاب ضياع بعض ذكرياته ويسعى بإجهاد للملمتها من الضياع.
مواقف طريفة شدتني في هذا السرد مثل فشل مشروع خطبته ابنة جار لهم بالحي رفضت زوجته مصاهرة اسرة الكاتب لتدني وضعهم الاقتصادي، وهو صد كما يبدو قد خلف جرحا نازفا في ذاكرة الكاتب الذي المح وبشكل غير مباشر الى ندم هذا الجار على صده بعد أن تحسنت أوضاع أسرة نصيب الاقتصادية وحصولهم على بيت لائق بدل كوخ الصفيح الذي كان يأويهم. كما وقفت طويلا أمام سرده لمعاناته في فترة الثمانينات جراء تجييشه وتحويله من استاذ يعلم الاطفال الى ضابط مهمته تغيير مسار طلبته من متطلعين لنيل المعارف العلمية الى أدوات تنفيذ لتعليمات فوقية تفترضها المؤسسة العسكرية التي كانت تسيطر على حياة الناس في تلك الفترة، وقد ذكرني هذا السرد بثلة من شباب طبرق وهو من بينهم كنا نستضيفهم في بعض الاحيان يوم خروجهم من الكلية العسكرية في راحة اسبوعية في شقة كنا نقيم بها في حي بلخير بوسط العاصمة طرابلس، ولا زلت أذكر تلك القصص والحكايات المريرة حول عمليات الحرمان والتذنيب التي يلاقونها في الكلية ، ونحمد الله أننا لم نقع في هذا الفخ ..
الكاتب حسين نصيب أضاف بذاكرته الثرية بالمواقف والذكريات الأليمة والجميلة والتي تبدو أنها مهددة بالضياع، عنوانا جديدا للمكتبة الليبية التي تعاني هذه الايام من تصحر وجدب مريعين بعد أن عطل الليبيون عقولهم واستسلموا لأوهامهم العبثية وركنوا للعنف كوسيلة لصنع مستقبل سرابي لن يدركوه وإن افنوا بعضهم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختار نوح يرجح وضع سيد قطب في خانة الأدباء بعيدا عن مساحات ا


.. -فيلم يحاكي الأفلام الأجنبية-.. ناقد فني يتحدث عن أهم ما يمي




.. بميزانية حوالي 12 مليون دولار.. الناقد الفني عمرو صحصاح يتحد


.. ما رأيك في فيلم ولاد رزق 3؟.. الجمهور المصري يجيب




.. على ارتفاع 120 متراً.. الفنان المصري تامر حسني يطير في الهوا