الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفقا بالجبهة الشعبية

محمد فتاتي

2015 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تحضى الجبهة بحضور مميز على صفحات التواصل الاجتماعي وهو في حد ذاته شيء مميز اذ يعكس درجة هامة من تعلق عديد المهتمين والمتابعين للشأن العام.كما يؤكد حقيقة لا يمكن الاستنقاص منها او تجاهلها،وهي ان الجبهة ومنذ نشأتها شكلت رقما مهما في حياتنا السياسية على الرغم من تعدد نقائصها واخطائها،هذه الاخطاء التي اعتبرها الى حد ما طبيعية باعتبار اولا حداثة تشكلها وثانيا لعدم تجانس مكوناتها وضعف تجربتهم في العمل المشترك،وثالثا وهو الاهم تعقد المشهد السياسي ببلادنا وتلاحق الاحداث فيه الشيء الذي يستوجب بالضرورة من "مجلس امناء"احزابها سرعة استيعاب المتغيرات وتعديل البوصلة باستمرار من خلال الاستماع اليومي والمستمر لنقود انصارها ومناضليها واطاراتها،وعدم التفرد بالقرارات ودوس الديمقراطية الداخلية سيما ونحن ازاء وضعية"لقيطة"بالنسبة لتنظيم سياسي تظافرت العديد من الظروف والعوامل السياسية لتجعل منه وفي وقت وجيز محطة آمال العديد من شرائح الشعب والمناضلين الديمقراطيين والثوريين.
هذه الوضعية "اللقيطة" صاحبت اتساع اشعاع الجبهة وتأثيرها دون ان يواكب ذلك تأطير وتخريط لأنصارها ومناضليها،كما صاحبت انعدام الهيكلة،فتم تغييب الديمقراطية ترشحا وانتخابا للمسؤولين فيها، ومورست الوصاية على المناضلين في تحديد التكتيكات واتخاذ القرارات والخيارات السياسية
وكان للتجاذبات الحزبية داخلها دورها في افراز العديد من المظاهر السلبية مما ادى الى تقلص اشعاعها وعزوف العديد من مناضليها وانصارها على النضال في صلبها.
النقائص في العمل السياسي بل وحتى الاخطاء في تحديد المواقف والتقديرات يعد امرا حتميا تقريبا،ولكن المرفوض اطلاقا هو التعنت و رفض التوقف بين الحين والآخر للتقييم والمراجعة واعادة التسديد صوب الاهداف المحددة والمزمع تحقيقها.المرفوض اطلاقا هو ان تجعل "القيادة"نفسها فوق النقد ،وفوق التصحيح ،وفوق ارادة المناضلين،ولا تهتم بغير المحاصصات والتوافقات في صلبها.المرفوض اطلاقا ان تصم "القيادة"مسامعها لكل ما يأتيها من خارجها وان تحيط نفسها "بهالة قدسية "لا تتماشى والعمل السياسي الديمقراطي المعاصر.
لست في وارد التقييم لمسار الجبهة فهذا ما نطالب به منذ اكثر من سنة،غير ان هذا "الحق"البديهي يقابل بالرفض احيانا وبالصمت والامبالات احيانا اخرى.
ولكن ما يهمني اكثر في هذا الحديث،هو كيفية التعامل مع الجبهة على صفحات التواصل الاجتماعي.ومنذ البداية اقول اني من المرحبين دوما بكل النقود البنائة ،النقود التي تضع الاصبع على النقائص والاخطاء في اي مستوى من عمل الجبهة وازاء اي رفيق مهما كانت مسؤولياته.فهي تدل وتعبر على علاقة ودية بالجبهة وعلى رغبة في الاصلاح والتصحيح وعلى تعلق وتقدير لكل مناضليها،ليرتقي ادائها باستمرار ويؤهلها كل يوم اكثر للعب الدور الذي من اجله بعثت.
ومثل هذه النقود كثيرة ومتنوعة وهي بالاساس صادرة عن مناضليها وانصارها وعن سياسيين واعلاميين ومهتمين بالشأن العام،ومن أناس متخوفون من المنحى الذي تتخذه اليوم الحياة السياسية ببلادنا،بعد"زواج المتعة"الذي جمع بين النداء والنهضة على اثر الانتخابات الاخيرة،ومخاطر تقزيم وضرب المعارضة الديمقراطية للاستفراد بالسلطة والبلاد على حد السوى.وهو ما يضاعف من مسؤوليات الجبهة وكل الحركة الديمقراطية والثورية للعمل بجدية على التوحد.
هناك نوع من النقود والسلوكات معلنة او متسترة نابعة على اطراف معادية ندائية ونهضاية وفوضاوية،عناوينها تهديمية وتخريبية وهي طبعا غير مرحب بها ولا يجب ان نوليها اهتماما.
ويوجد الى جانب هذا صنفا من السلوك والتعامل مع الجبهة،اعتبره ايضا خطيرا رغم "تغلفه" بالدفاع عن الجبهة ونصرتها في وجه "المعادين والمتحاملين "عليها والناهشين فيها .هاؤلاء هم بالاساس رفاق ومناضلون وانصار للجبهة،ولكن ما يأتونه من مواقف على صفحات التواصل الاجتماعي يلحق اضرارا جسيمة بالجبهة ويغذي من حيث لا يدريون نعرات التحامل والنقود الهدامة ضدها ،ويعطون للانتهازيين والمخربين اسلحة للإسائة لها.
التعلق بالجبهة والوفاء لها ولشهدائها والدفاع عليها في وجه حملات التشويه والتقزيم،لا يجب ان يحجم علينا الالتزام بالموضوعية والتوازن في توجيه النقد مهما كانت المواضيع والظروف.علينا ان نصف الاسود بالاسود والأبيض بالأبيض اذا اردنا فعلا تصليب عود الجبهة ولف المناضلين والشعب من حولها ومساعدتها على تجاوز نقائصها واخطائها.فحبل الكذب قصير.وتبرير الاخطاء او السكوت عليها والولاء الأعمى واللامسؤول للأشخاص والقيادات مهما علا شأنهم مضر ومولد للبقرطة والتسلط والاحباط ايضا.وهو بالمحصلة اكثر اسائة للجبهة ولصمعتها وادائها من اصحاب القلم المفضوح والمأجور في معاداتهم وتخريبهم .التبرير والمجاملة وان كان ظاهرهما حب وتعلق بالجبهة ودفاع عليها،فهو في الحقيقة طعن لها وتجميل لما هو خاطىء و قبيح فيها،وخفت ليقضة مناضليها واطاراتها،وشد الى الوراء لكل قوى الدفع والعمل البناء في صلبها.
محمد فتاتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي باشتباكات في جباليا | #


.. خيارات أميركا بعد حرب غزة.. قوة متعددة الجنسيات أو فريق حفظ




.. محاكمة ترامب تدخل مرحلةً جديدة.. هل تؤثر هذه المحاكمة على حم


.. إسرائيل تدرس مقترحا أميركيا بنقل السلطة في غزة من حماس |#غر




.. لحظة قصف إسرائيلي استهدف مخيم جنين