الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَكْنونات مُمِلة!

مصعب وليد

2015 / 2 / 26
كتابات ساخرة


قبل أيام، بالتحديد "يومين بالكثير"، أصبح قلبي "موعود" في أول مكالمةٍ هاتفية بيني وبينها، قُلتُ لها كلاماً مشوِّقاً دلّ بالضرورة على العلاماتِ الفارقةِ في الحُب. كان لها بالكاد مكنونات مُمِلة أُخرى؛ منها السياسي كأوطانٍ مسلوبة أو تُسلبُ تحت عنوان "الربيع" أو "الخريف"، أو ربما فصولٌ أُخرى تجمع في طيّاتها طقوس غربية غريبة؛ للأسف حزينة!
هاتفتني في ساعةٍ مُبكرة مساءَ أمس، وكزوجةٍ غيورة، أبت إلا أن تكون المكالمة على حِسابها؛ أغلقتُ الخط، وكَرَجُلٍ شرقي يخافُ على ماء وجهِه، أعدتُ الإتصال ثانيةً من رصيدي الإحتياطي، ولم تكن قد غادرت الخدمة! أخذتُ بإعطاء مؤشرات حُب واهية: أهرعُ إليكِ مُسرِعاً أو مُبطئاً، ليس بالشيء المهم، ما دُمتُ سأصلُكِ حاملاً بين طياتي "كلماتٍ ليست كالكلمات"! لكنّ حبيبتي استثناء، تُحب التطرق لمواضيعٍ حساسة؛ ما دعاني لأن أَتَطرقَ لِمواضيعٍ سياسية في نِصفِ المُكالمة، وكان مِنها أن وَعدتني خلالها بِأمل وأن تستمر علاقتّنا حتى يغيّر "مأمون بيك" وجهته من محادثات السلام الشاملة أو المجزئة الى بندقيّةِ "الياسر" أو "الكاسر" أو إستعاراتٍ تَدُلُ على حَجَرْ! وَعدتني كذلك بوعودٍ قد تُخَفِفُ من وَهل آلامي وإن أنبتت أحزاني أزهاراً؛ كأن تُحافظ على ضميري من موت سريري؛ فالوطن..، قالت أن الوطن ينزِّفُ دمعاً كَدمع الرِّجال؛ سألتني بلهجةٍ جعلتني أرتجف: "من باع فلسطين، وأسرى؟"! عندها أقسمتُ بأباريق الخَمر وما في الكأس من السُّم: "أعدائُكَ يا وطني، أعدائُكَ أولاد الفِعلةِ؛ لم أستثني منهم أحدا!"
وفي الرُبع الأخيرِ من المكالمة، حاولتُ أن أنتهز شخصية "إبن عمتي" وأكونَ كاتباً وعاشقاً برصيدٍ وافر من مفرداتٍ معقدة تدل على الحُبِ بغزارة، حاولتُ كذلك أن أغتنم الفرصة وأن أُلقي لها شِعراً قبانياً؛ "أُفتِشُ عنكِ هنا وهناك..، كأن الزمان الوحيد زمانُكِ أنتِ..". أوقفتني..، وصارحتني بأن أشياءً كثيرة فينا قد فَقدت قيمتها، ودلّلَتْ على ذلك بي؛ قالت بأن الشيءَ الذي بداخلنا أُعدِم. كانت صريحة كقبلةٍ عابرة على الخطِ السريع؛ كقبلةِ أُمٍ "لضناها" الذي قُتِل على يدِ "أعدائك يا وطني"، كوداعِ عاشقين بين أسلاكٍ شائكة وضعتها بلدانٌ يرئسُها "أعدائُكَ" كذلك. و"عالبال يا وطنّا"، إقتصرت وطنيتُنا بـ"منشور" يفيدُ بأنك: "إن كُنت تُحب شهيد الوطن إضغط "لايك" على هذه الصفحة وتابع منشوراتها حتى تصلهُ وتصِلُنا الرحمة برصيدٍ مجاني، برعاية "أعدائك يا وطني"!
إستعجلنَا صوتٌ إستعملته جهاتٌ أمنية، وصلتنا رسالة على الخط العام تفيد: "إن رصيدك المُتبقي لا يكفي لِسلامٍ أو أملٍ على الطريقِ العام!" لذا أنهيت مكالمتي وقُلتُ لها: "أمانة"، وإن كانت ثقيلة يا ’دُنيا‘، "خُدينا للفرحة، أمانة!"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل