الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شفافيتنا شرعية ٌ لداعش!!!!

احمد سمير

2015 / 2 / 26
السياسة والعلاقات الدولية


مشاهد الإخفاقات السياسية الداخلية المتكررة أصبحت امراً معتاداً على العراقيين لاسيما وانهم قرروا لأكثر من مرة استمرار هذه المهازل والصراع السياسي بإرادة ديمقراطية لم تخلو من محددات الدين والعرف الاجتماعي.

فالسياسيون لم يجدوا طريقة للتجانس بينهم فلا موضوعة التحالفات نفعت ولا حتى موضوعة خفقهم مع بعض للخروج بتوليفة سياسية أكثر تجانس نفعت هي الأخرى، لكن كل تلك الأمور هي شؤون خاصة فلا حاجة لنشرها امام انظار العالم لا سيما الــداخـلـيـة منها... اما الخارجية فكانت لسنوات مضت أفضل حالاً في تمثيل طبقة حاكمة تتصارع على وفق مبدأ من يأكل أكثر من الاخر الا انها فيما خلت حاولت جاهدة إخفاء معالم التشوه الخلقي في الوجه السياسي للبلد الا اننا نقف اليوم امام موقف محرج بأنظار العالم.

فالاعتراف بداعش واعطائه شرعية دولية هو امر كبير لا يستطيع أي شخص عاقل ان يستوعبه لاسيما مع وجود تحالف الأقوياء للقضاء على ذلك التنظيم الهجين فالسيد وزير الخارجية الذي عُرِفَ عنه بانه شخص يحب الوصف الادبي في كلامه والاقتباسات الأدبية العالمية تحدث بمؤتمر صحفي جمعه بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف عن ان العراق ينفتح على داعش!!!!! وتكرر الأمر لأكثر من مرة وهو ما اثار استغراب الجميع بمن فيهم الضيف؟؟؟ فهل ان العراق بهذا القلب الرحب الذي انفتح فيه مع شركائه وخصومه لينفتح على داعش ايضاً !!!! هذا مستحيل طبعاً ؟؟؟ فالسيد إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي سارع لتصحيح الأخطاء ومعالجة ما يمكن ان يعالج فقال انه يقصد الحشد الدولي وليس داعش...

وهو ما لا اعتقد بأنه تصحيح يكفي لان يأتي بعد يوم او يومين من الواقعة فالتصحيح كان يفترض ان يكون بتنبيه من الاشخاص العاملين في الوزارة او احد المقربين له من خلال مداخلة او استيقاف او حتى باستخدام سماعات الاذن او أي طريقة تمنع هذه المهزلة الدبلوماسية من الظهور والاستمرار وهو ما لم يحصل فالجميع في وقتها قد يكون مقتنعاً بان العراق سينفتح على داعش وهذا قد يكون بسبب السياسية الداخلية العراقية التي عرفت بأن لا حدود لها مع أي احد فحتى الارانب من الممكن ان تصطاد اسد اذا ما تحالفت مع بعض الثعالب والثيران الهائجة.
وكيف يمكن ان يحمل مؤتمر صحفي بهذا القدر من الحساسية الحديث من دون تفكير معمق بالاستراتيجية او على الأقل السياسية الحالية الموضوعة للحديث في تلك الأمور المفصلية او تحديدها والاتفاق عليها مسبقاً مع اشخاص أصحاب خبرة كبيرة واختصاص في هذا المجال، ولنتخيل ردة فعل امراء داعش عندما سمعوا خبر انفتاح العراق عليهم والاعتراف بهم هل كانوا سيقدرون ذلك ويبادرون بخطوات اثبات حُسنِ نية بتركهم الموصل مثلاً ام انهم يفضلون سياسية الضرب المباشر لتحقيق الأهداف ولا تعنيهم مبادرات لم الشمل... كلها فرضيات تشكلت لدينا من أخطاء شفافيتنا التي أعطت شرعية لداعش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار