الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تأسيس لجنة بتحريض من الوالي؟

شكيب الخياري

2005 / 9 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


بعد أن رفض جل المنكوبون في جماعة إمرابطن تسلم المساعدات المخصصة لإعادة بناء المنازل التي دمرها الزلزال، و خاصة بعد الاستماتة التي أبانوا عنها، عمدت ولاية جهة الحسيمة-تازة-تاونات يوم الثلاثاء 14 يونيو الماضي إلى استدعاء مجموعة منتقاة من الهيئات الحزبية و النقابية و الجمعوية لأجل مساعدة الدولة من خلال تقديم مقترحات لحل هذا المشكل، و هو ما أسفر عن تشكيل لجنة مستقلة بتحريض من الوالي وكل إليها بمهمة إعداد تقرير حول حقيقة المشكل القائم و ذلك من خلال الاستماع إلى كل من جمعية تماسينت لمتابعة آثار الزلزال و المجلس الجماعي لإمرابطن.
فالدولة عجزت طيلة أكثر من سنة و بشكل كلي على توزيع و فرض توزيع الإعانات المخصصة لبناء المنازل المتضررة، ملقية اللوم على جمعية تماسينت لمتابعة آثار الزلزال، محاولة عزلها و تشكيل صورة سلبية عنها لدى عموم المواطنين و حتى عند الفاعلين الجمعويين و السياسيين و النقابيين، من قبيل ترويج أن أعضاء جمعية تماسينت لمتابعة آثار الزلزال يشكلون عصابات تهدد الراغبين في تسلم الإعانات بالقتل و اغتصاب بناتهم، و الهجوم على الشاحنات المحملة بمواد البناء، و بأنهم يرفضون الحوار و لا يرغبون في حل المشكل، و غيرها من الاتهامات التي تحاول إلصاق صفة الإجرام بمناضلي هذه الجمعية التي تعبر فعلا عن حقيقة نبض منكوبي المنطقة.
لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن و منذ الوهلة الأولى هو، لماذا تم تشكيل هذه اللجنة بالضبط مباشرة بعد وقوع المخزن في موقف حرج، و هو ما اعترف به الوالي نفسه ؟ أو بشكل آخر، ماذا كان سيحدث لو لم يتم تشكيل هذه اللجنة أصلا؟
يبدو من الواضح أن الوضع الذي يمر به المغرب حاليا، خاصة بعد تحرك ملف الصحراء من جديد و بشكل قوي، قد دفع بالمخزن إلى التفكير في صيغة جدية و حاسمة لإغلاق ملف تماسينت بصفة نهائية، و ذلك حتى لا يزيد من التشويش في ظل ما يمكن أن يأتي من تطورات سليبة فيما يسمى بملف " الوحدة الترابية " و التي تعد عند المخزن " القضية الوطنية الأولى ". و من ثم فإن استمرار الصراع بين منكوبي تماسينت و السلطات يمكن أن تنتج عنه آثار وخيمة في ظل توتر الأجواء التي تعرفها العلاقات الجزائرية - المغربية راهنا، و التي لا تحتمل المزيد من المفاجآت.
و هنا ارتأى المخزن تشكيل هذه اللجنة، مستحضرا بذلك احتمالين اثنين فقط، أولهما، أن تتمكن هذه اللجنة من إقناع - بشكل أو بآخر - مناضلي جمعية تماسينت بالعدول عن أشكالهم النضالية المتبعة حاليا و تحقيق ما يراه المخزن، و هو عين المطلوب، و ثانيهما، إذا لم تتمكن هذه اللجنة من تحقيق ذلك فستكتشف صدق ما روج المخزن عن تعنت أعضاء الجمعية و عن عدم رغبتهم في حل المشكلة، و حينها يكون قمع مسيرة الغضب مبررا، و سيكون بمثابة ضوء أخضر للمخزن لقمع هذه الجمعية مرة أخرى لكن بقوة أكبر هذه المرة بمبرر أنها تشوش على " القضية الوطنية الأولى "، و في كلتا الحالتين فالمخزن سيخرج من المعمعة منتصرا.
و تتضح لنا الصورة بجلاء أكبر حينما نعلم أن الوالي في اللقاء التمهيدي لتأسيس هذه اللجنة قال في نهاية اللقاء لكافة الهيئات الحاضرة:" ما ستقرره هذه اللجنة سنعمل به جميعا "، فهو لم يقل مثل هذا الكلام إلا لأنه يعلم علم اليقين أن هذه اللجنة سوف لن تخرج عن التوجه الذي يراه المخزن، و هو ما ضمنه حينما ضمن التوجه العام ليس في اللجنة فقط و لكن حتى في المجلس الموسع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ