الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغيبون 8 الفنان والمطرب حكمت السبتي

قاسم حسن

2005 / 9 / 17
الادب والفن


حكمت السبتي صاحب الصوت الشجي والعذب ، كان منفيا داخل بلده قبل أن يكون منفاه خارج الوطن غـُيبَ في الداخل قبل أن ينصفه المنفى في الظهور قليلا هنا وهناك ، له بصماته الجميلة في مسار الأغنية العراقية في سبعينات القرن الماضي ، الحنين الى الوطن والصبا من سمات أغانيه التي طالما تغنى بها ولها للوطن والناس ، أنصف جميع من عاصروه بترديده لأغانيهم ، ولم ينصفه أحد ، شق طريقه الصعب ، في المنفى ... ومن المنفى كان صوته حاضرا في أغلب المناسبات الوطنية ، مطربا وملحنا وشامخا ، على مسارح ، في هذه الدولة أو تلك ، وفي هذه المدينة أو تلك ، حمل الوطن ثقيلا ، على أكتافه ليبشر الناس ، أن هناك عراق ، هناك وطن .... فهذا هو...
ولد في مدينة الناصرية العظيمة التي أنجبت خيرة الفنانين والمبدعين والمطربين الذين لهم الفضل الكبير في ترسيخ وتطوير اللحن العراقي الأصيل .. ولد هنا عام 1954 ، وبالذات في محلة الصابئة ، من عائلة مندائية كان والده صائغا ومبدعا في صياغة الحلي الذهبية....

يقول عن بداياته:-
كان لوالدي محــل لصياغة الحلي ، وكان ملتقى لشخصيات ثقافية وغنائية وسياسية في المدينة ، نظرا لما يمتلكه والدي من علاقات طيبة مع أغلب الطبقات والفئات وخاصة الثقافية منها ، وكان من بين هؤلاء المطرب المعروف " داخــل حسـن"وجبــار ونيسه" وكذلك من الشعراء الشعبيين الذين يجيدون المطاردات الشعرية ، والأبوذيات ، حيث كانت جلسات جميلة يتخللها الكثير من الشعر والغناء ، والمطاردات والأرتجالات الشعرية الظريقة والتي هي " في حينها" تنامت لدي روح الطرب والغناء وبناء الذوق الشعري والحب الى الثقافة والفنون وروح البحث عن الكلمة الحلوة ، والغناء الجميل والأصيل.

قبل الدخول الى المدرسة نماأو "تنامى" لدي الولع في تركيب، مايشبه الآلات الموسيقية ، وترتيبها، لاللعزف عليها بل تأملها ومحاولة إكتشافها ، وهكذا كانت لدي ، آلة الربابة التي صنعتها لنفسي ، والكمان ، والطبلة .

في المدرسة

في عام 1960 دخل المدرسة في محلة الصابئة" المندائية" إحدى أحياء مدينة الناصرية ، سمعه معلمه الأول( زكي الشيخ داخل) في تلك المدرسة وهو "يدندن" في تجويد القرآن الكريم على طريقة المرحوم القارىء الشيخ " عبد الباسط عبد الصمد" أغرم به ، وأستهواه صوته ، وطلب منه الاستمرار... وشجعه على الغناء مشيدا بأدائه ...
مما حدا بوالده الى تشجعه أيضا ، في أداء بعض الأغاني الريفية لمطربين معروفين آنذاك ... حيث كان يؤدي ويغني أغاني المرحوم " داخل حسن" وخاصة تلك ( البحة والشرجة ) في صوته ، وأغاني المطربة " حمدية صالح " والريم وغيرهما...
وكان لشهرة السبتي بين أقرانه من الناس في المحلة والمدرسة ... والمدينة ... والتشجيع المهم والمستمر من زملاءه ، دور مهم في تقديمه الى مؤسسة الاذاعة والتلفزيون في بغداد...


ويقول الفنان السبتي مسترسلا في سيرته الفنية والذاتية:-

في شبابي كنت من المولعين في الغناء ، وكان زملائي وأصحابي في (محلة الصابئة) والذين يكبرونني سنا ، يجتمعون كل مساء على نهر الفرات ( المسَناية) كما نسميها ، وينادونني ، ويدعونني للغناء ، ويطربون معي ، وكان تشجيعهم لي خطوة مهمة في حياتي ، وجميعهم من أصحاب الذوق والثقافة ، وأذكر منهم ( قاسم حربي حبيب / صبار نعيم / رعد ثجيــل / صباح منهي / مانع شاهين/ زهير مجيد وآخرون ....

ﺮﻔﻈﻣﻭ ﺮﻀﺧ ﺱﺎﻳ كنت أتابع بأهتمام اصوات المطربين والمغنين ... "ﻙﺍﺬﻧﺁ "ﻪﺤﻠﺴﻤﻟﺍ ﺕﺍﻮﻘﻟﺍ ﺔﻋﺍﺫﺇ ﻝﻼﺧ ﻦﻣ
، ﻲﺠﺸﻟﺍ ﻪﺗﻮﺼﺑ ، ﻪﺴﻳﻧﻭ ﺭﺎﺒﺟ ﻪﻳﺮﺻﺎﻨﻟﺍ ﻦﻣ ﺎﻣﺃ ، .ﻁﺎﻳﺨﻟﺍ ﻢﺳﺎﺟﻭ ، ﻱﺪﻌﺴﻟﺍ ﻦﻳﺴﺣﻭ ، ﻝﺎﻤﻛ ﻲﻣﺎﺳﻭ ، ﻱﺩﺎﺒﻋ
، "ﻱﻮﻳﻠﺤﻟﺍﻭ ﻲﺒﺼﻟﺍ ﺭﻮﻃ ﺀﺍﺩﺃ ﻲﻓ ﻪﻋﺍﺪﺑﺇﻭ

على خشبة المسرح

"أما في المدرسة ، شجعني اغلب المعلمين ممن لهم الذوق والثقافة الموسيقية ، ومنهم من تربطه روابط حميمه مع والدي ، وبدفع منهم وتحريضهم ، اصبح والدي من المهتمين بي ، ومشجعا ايضا ، ومن خلالهم شخصت على خشبة المسرح ، ولآول مرة في قاعة مدرسة خالد بن الوليد في المدينة وكانت هذه هي المرة الأولى ... وكانت فاتحة طيبة ومهمة للأنطلاق في عالم الغناء ، "

في المرحلة اللاحقة وهي الأكثر صعوبة في حياة الفنان حكمت السبتي ، والأكثر مسؤولية حيث هي بداية لمرحلة الآحتراف .. بالرغم من أن الفنان لازال في مدينته وضمن اطارها لكنه اكتسب شهرته الواسعة .. حيث كان من المطربين الأوائل الى جانب زملاء له من المطربين ، كان لهم الشهرة الطيبة ، ولكل لونه وثقافته ، وجمهوره ، منهم المطرب المعروف ستار جبار ، وجبار ونيسه ، وحمودي كاظم ، ونضا ل محسن ، الخ ... وكان للمتابعة المهمه واللافتة للنظر من قبل مثقفي وفناني المدينة وشعراءها وكتابها ، المعروفين منهم وغير المعروفين في تلك الفترة ، منهم الفنان المرحوم كمال السيد ، عبدر الرزاق خطار ، عبد الله الرجب ، رعد جليل ، والفنان صباح السهل ، أحمد كاتو ، رشيد جليل وغيرهم تم الاتفاق فيمابينهم على تاسيس أول تجمع للمثقفين والفنانين بمبادرة جماعية ، وأصبحت أمور ونشاطات الثقافة والفنون اكثر تنظيما واكقر تركيزا ، وكانت اغلب النشاطات تدار بطريقة منظمة على مسارح وقاعات المدينة ، في اغلب المناسبات الوطنية وغيرها ...

يقول الفنان عن هذه المرحلة:-
" بالرغم من صعوبة هذه المرحلة ومسؤوليتها حيث اصبحت على المحك ويشار لنا في البنان كنت أجتهد لأكتساب الخبرة أكثر ، في القراءة ، والأطلاع على تجارب الآخرين ، والآستفادة قدر المستطاع ممن حولي ، من أفكارهم ، ونقدهم ، وملاحظاتهم ، حتى كبرت احلامي وازدادت طموحاتي .. ممكا حدا بالاستاذ الشاعر المرحوم كاظم الركابي المعروف حينها كاتبا لأغلب الأغاني العراقية المشهورة آنذاك
حيث وبعدما قدم الفنان صباح السهل الى الاذاعة والتلفزيون وبتشجيع منه ... شجعني على ذلك أيضا .

في إذاعة بغــداد:-
تقدم الى لجنة فحص الاصوات والمطربين والموسيقيين في دار الاذاعة العراقية في بغداد بترشيح من كاظم الركابي ... وكان على راس تلك اللجنة ( داوود القبسي)...وكان الموال والاغنية من شعر الركابي نفسه ، ونظرا لكون الكلمات لم ترق للجنة ... كانت النتيجة ، الرفض ، !!!
ولثقته بنفسه وثقة المهتمين من حوله بــه... لم يستوعب قرار اللجنة ..عاد وقدم مرة أخرى وبصحبة الفنان الملحن " طارق الشبلي " الذي قدمه مرة اخرى.. بأغنية ( بهيــده) من كلمات فوزي قاسم السعد .. ومان من القيسي أن يطلب باعطاء الأغنية الى المطربة ( سيتاهاكوبيان) والتي اشتهرت بها في تلك الفترة ...
وعاد ثالثة ... وهذه المرة " المُرة " بصحبة الفنان جميل سليم احد اعضاء اللجنة المذكورة ..والنتيجة واحدة لم ولن تتغير..
ولكن في هذه المرة كان قد تعَرف على فنانين وملحنين مهمين أمثال الفنان الملحن والملحن جعفر حسن ، والفنان كوكب حمزة ، والملحن محسن فرحان الذي رشحه لبغني ( لو غيمت دنياي) التي اشتهرت فيما بعد ، بصوت الفنان قحطان العطار... نظرا لظروف انتقاله من بغداد الى السليمانية.

محطة كركوك :-

خلال تواجده في مدينة السليمانية للدراسة ، وقربه من مدينة كركوك ومؤسسة الاذاعة والتلفزيون فيها، وتعرفه على اهم وأغلب الفنانين في تلك المدينة ، ومثقفيها ، ونشاطه المستمر في مناسباتها الوطنية ، والطلابية ، وغيرها ..
اعتنم الفنان حكمت هذه الفرصة ليعوض مافاته في بغداد وتعييبه ، وغبنه ، تقدم بعدة ألحان لتسجيلها في تلك المحطة .. حيث كان له ماأراد ، حيث سجل العديد من الأغاني من ألحانه، وألحان بعض الملحنين في المدينة والمؤسسة هناك منها ، " تمنيتني صفصاف من ألحانه و"برمش العين" من الحان " آزاد سعد" و"مانكدر نسميك" ألحان طارق الشبلي وغيرها الكثير .. وهذه كانت محطته الكبرى في مسيرته الفنية في داخل العراق ...

المنفى:-

كغالبية مثقفي العراق إختار الفنان حكمت السبتي مجبرا ، منفاه ، بعد أن عاش منفى الوطن ، لجأ الى المانيا، وهناك درس فيها الى جانب اهتماماته الموسيقسة والغنائية ، ونشط وشارك في اغلب المجالات الفنية ، مطربا وملحنا ، ومنتجا لأغانيه بنفسه ، حيث سجل العديد من الالبومات العنائية من ألحانه وألحان خيرة الملحنين العراقيين وكلمات شعراء العراق الذين طالما تعامل معهم ،.
من مجموعاته:-
" بجيتـك " عام 2001 ، وروح إبعد ، عام 2003 من أشعار وفاء عبد الرزاق وآخيرا البوم " يابحـر" 2005 من ألحان سامي كمال
ومن الجدير في الذكر صدر له عام 1994 ألبوم غنائي بالتعاون مع شتوديو الفنان طلال في بغداد
تغامل الفنان حكمت مع اغلب الفنانين والشعراء المهمين في العراق وقد يكون هذا مايميزه عن المطربين الآخرين .. أمثال كريم العراقي ، سرور ماجد ، سامي كمال ، فالح حسون الدراجي ، كاظم السعدي ، سامي عبد المنعم ، مناضل التميمي ، عبد الحسين السماوي ، طالب غالي ، رياض النعماني ، جعفر الخفاف ، وغيرهم ....

تحية لهذا الفنان الناضل والدؤوب في خدمة الوطن والناس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس