الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات من غد الموتى ... تتمة 7 رواية

عبدالرزاق عبدالوهاب حسين

2015 / 2 / 28
الادب والفن


اغمض عينيه حسن طويلا في طريق خلاصه من الملاحقه محاولا الاسترخاء قليلا..
كان شيء ما يسحبني للخلف لتلك البيوت المنكوبة بيوت الهم والنواح
- علي كم تبقى من الطريق؟؟؟؟؟؟
- قريبا نصل حسن......
فاطمة تقاطعهما....
- لاعودة الان انسيا تماما المدينة قريبا ستتلفع بالدخان...
اشعل حسن سيجارته متأملا طريق هروبه ..كان يقول كما الطريق الى دلمون .. اخذ نفسا عميقا نفثه من زجاج نافذة السيارة كأنه يطرد شبح الذكريات التي تطارده .. المدينة الاصدقاء . الحب .الكراهية .. كل شيء كل شيء.. اراد ان يهرب قليلا من كل تلك التراكمات المميته اللعينة التي تطارده ... تقتله في كل لحظة محاولا ان يفك اسره منها .. احس بجمرة السجارة تحرق اصبعه .. لم يحرك ساكنا احس بلذة انطفاء السجارة في لحمه.....
-رغم الوعود لم تزل مشاكسا عليك ان تتحمل تبعت اخطاءك...
وقتها كنت غراً يافعا كنت الهو بأي شيء واي شيء سوى اني لم اكتشف مايجب اكتشافه مبكراً حلمي يراود المدينة بالموت معنفاً رؤيا التأريخ ومسوداته ليس حنقي انذاك سوى ردة فعل لموت الاحبة واتصاف عنة الموت بالتجرد ممايحيط بالناس .
-نعم علي على ان لاتموت او اصل دونك لحيث لااعلم... وحينها من يدلني عليك......
سيغمرنا الليل قريبا وسيعاودك ذات الحلم علي .............
طلع النهار فقص أنكيدو رؤياه على جلجامش قائلا :
(( يا صاحبي أي حلم عجيب رأيت الليلة الماضية !
( رأيت ) أن (( آنو )) و (( انليل )) و (( إيا )) وشمش السماوي
قد اجتمعوا يتشاورون وقال آنو لأنليل :
(( لا نهما قتلا الثور السماوي وقتلا خمبابا
فينبغي أن يموت ذلك الذي أقتطع أشجار لأرز من الجبال
ولكن انليل أجابه قائلا : (( إن أنكيدو هو الذي
سيموت ، ولكن جلجامش لن يموت ))
ثم إنبرى (( شمش )) السماوي وأجاب انليل البطل وقال :
ألم يقتلا ثور السماء و (( خمبابا )) يأمر مني ؟
فعلام يقع الموت على أنكيدو وهو بريء))؟
فالتفت أنليل إلى (شمش)السماوي وأجابه حانقا:
(ألا نك تطلع عليهم كل يوم حتى صرت كأنك واحد منهم
رقد ((انكيدو))مريضا أمام جلجامش
وأخذت الدموع تنهمر من عينيه
فقال له جلجامش :يا أخي العزيز علام يبرؤنني من دونك
وأردف يقول :هل سيتحتم على أن أراقب أرواح الموتى
وأجلس عند باب الأرواح ؟
وهل سيكتب عليه أرى صاحبي العزيز بعيني ؟
قرأ الدكتور فوزي الرسالة على عجل كان عمله لايتماشى والصفة الوظيفية التي كان يحمل .. لم يكن استاذا جامعيا بقدر كونه مكلفا بأعداد تقريرا وافيا حول امكانية التوصل لأنتاج السلاح الكيمياوي والاشراف على مجموعة الاساتذة المكلفة بذات العمل ......
خرج فوزي مسرعا من مكتبه غالقا الباب من ورائه باستياء شديد .. الضغوطات الناجمة عن العمل المستمر تصيبه بالجنون. كان يتعين عليه الدقة في ملاحقة كل شاردة وواردة وان يزج نفسه كاملا في اتون جحيم ذلك العمل. فأي خطأ سيقع فيه سينقله وراء الشمس على حد قول روؤسائه. اضف لذلك معاناة اخته وملاحقتها له بكل تلك التراهات وهمومها الساذجة... الا فاطمة هم لذيذ هم البراءة الذي يتعين عليه متابعته والحفاظ عليه بعيدا عما يدور بين افراد تلك العائلة... اقسم في نهاية قرائته لرسالة اخته فوزية انه سيضع نهاية لهذه المهزلة فأعصابه لم تعد تحتمل ... وصل جراج الجامعة حيث كان يركن سيارته ادار محرك واقفل راجعا الى مدينة بغداد.......
ادرك حسن ان الطريق يضيق بهم جميعا ووصوله الى بغداد محنته الجديدة محنة من نوع جديد ....
توقفت السيارة انتبه حسن سرقته ظلمة المدينة وقفرها من الناس من تأمله مما سيلاقيه في ارجاء قبرها الفسيح
كان الظلام يخيم على كل شيء البنايات الكهلة والشوارع الملبدة باثار الخطى العتيقة...
-الحمدلله حسن وصلت
- حمدا لله فاطمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في


.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد




.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين