الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وراء الاحداث : قراءة تحليلية للواقع السياسي في العراق

هيثم محسن الجاسم

2015 / 2 / 28
الصحافة والاعلام


تتناول وسائل الاعلام يوميا مختلف الاحداث ، مايحدث الان او حدث واصبح مادة لحوار اعلامي يتم عبر مقابلة مسؤول حكومي او متخصص لتسليط الاضواء عليه بغية تنوير المشاهد والمستمع بما خفي وكان اعظم .
واذا اردنا ان نضع الاحداث تحت عنوان بارز فاعتقد انها جرائم من فساد حكومي مقننة او التفاف على القانون او جرائم محصنة اي لمسؤول امتلك الحصانة بتفويض من الكتل الناشطة في الساحة السياسية وهي حصرا ثلاث كتل جاء بها التغيير الامريكي للعراق .
وبالتحديد كتل شيعية وسنية وكردية وهمشت الاقليات والقوى الوطنية كانت ليبرالية او ديمقراطية او قومية بالاضافة لمنظمات المجتمع المدني والمستقلون . وهناك اخرى اكثر تهميشا بل مجنى عليها من الراي العام والحكومة وهي الاتحادات والنقابات والمنظمات وهي تضم اما قوى عاملة او مثقفين او مفكرين او ناشطين اجتماعيا . وحل محلها كقوى ضاغطة العشائر والوجهاء ورجال الدين . ولاننسى اننا في نظام ديمقراطي كما جاء بالارادة الامريكية وكان وليدا مشوها بل معاقا لايستطيع ان ينهض بنفسه لانقاذ نفسه فاصبح نموذجا سيئا للعالم يستفاد منه في الدراسات الاكاديمية للمقارنة بين النظم الديمقراطية الفاعلة والتي سارت بخطوات متسارعة باممها نحو افاق مشرقة ونموذجنا المشوه الذي تردى للهاوية على حساب امة عظيمة كالامة العراقية التي انتهى بها المطاف بان وقعت فريسة لوحوش كونية اجتمعت بارض الرافدين لتمزيقه وامتصاص ثرواته الخالدة وذبح ابنائه وهدردمائه بيد كل مجرم اثيم .
ربما افضت بالمقدمة لكن الضرورة اوجبت ذلك لكي نفهم مايدور من احداث هي مادة دسمة للاعلام العالمي لكي يقدم كل يوم مفاجاة خيالية لاتخطر على بال ادمي ابدا .
واتمنى ان يبقى تصوركم محصورا بالاحتلال الامبريالي للعراق الذي خطط ونفذ جريمته بقلب بارد وهو من يمسك كل خيوط المؤامرة الخارقة .
اذا تكملت بكل شىء سنخرج من كل شىء بلا شىء لذلك ساتكلم عن مانشرته بعض وسائل الاعلام العراقية . ولااسميها لانها تقول فقط وعليكم ان تنصتوا اليها لتعرفوا مايدور في بلدكم ومايرتكب من اجرام بحقكم والادهى عندما يكون القتلة والمجرمون من ابناء وطنكم وباساليب متعددة لاتعطي قطافها الا لمن تمكن من السلطة واقصد كتلنا السياسية الفاعلة ،وهنا على من تهمش ان يتحرك للبحث عن الوسائل الممكنة لكي ينقذ نفسه وهكذا ينقذ الوطن قبل الانهيار التام الذي لاينجو منه احد لاسامح الله .
احتل العراق وصار ضيعة منتجة لامريكا ولااحد ينكر ذلك وحتى لو صدق الشعارات للكتل الفاعلة فاعلم انك بلا سيادة ولهم سيدهم الذي جاء بهم من اصقاع الارض لينفذوا ارادته بعدما كانوا عراة وجياع وسائحين بالارض يحلمون برغيف خبز وماء ولااعتقد ان النعيم الذي هم فيه قد جاؤا به معهم وهم مسربلون بوسخ الغربة النتنة لكي يلبسوا الحرير وياكلوا بملاعق من ذهب ويسكنوا الفلل الفاخرة ويتمتعون بامتيازات لاتتحقق الا بجنة الله حققتها لهم امريكا في وطنهم مقابل ان يذبحوا على الطريقة الداعشية ضمائرهم على محراب الخيانة العظمى .
ولما استتب لهم الامر وتسلطوا ولانهم مسكونون بالهمجية والوحشية البدائية دب بينهم الصراع للهيمنة والبقاء للاقوى . وانبثقت من دياجير عقولهم المظلمة اوهام تنحو للخلود فسعوا الى ذلك بكل ثمن وهذه المرة كان الثمن مابعد الخيانة العظمى. ففسدوا بطغيان عجيب وكانهم ورثة الطاغية فتقاسموا اموال الشعب المغلوب على امره مرتين. مرة ، لما كان الطاغية المقبور يسومهم كالعبيد عنده ،واخرى مغلوب لانه صدق ان من جاءبمباركة المحتل الاثم شيطان العصر برداء العدالة السماوية لانه لبس لبوس الدين وكل حسب منهجيته التي يحترمها الشعب . فكتلة اسلامية شيعية متعددة الاقطاب تكلمت باسم اهل البيت وحقهم الشرعي الذي سلبه ابناء الجماعة من الامويين بل الصحابة الاوائل الى صدام وحان استرداده لانهم بالاضافة لميراث الطاغية المادي اعتبروا ا نفسهم ورثة اهل البيت وحصرا الامام الحسين عليه السلام وطالبوا بدمه بعد 1400 عام من الطائفة السنية التي تعددت الاسباب لديها لاستعادة ماتركه اولي االامر منهم كانوا طغاة مثل يزيد او صدام او ابن تيمية او محمد بن عبد الوهاب بكل حال من الاحوال السلطة التي لاحياة بعدها وبدونها . وسفك الدم العراقي على نغمة الطائفية التي اوقدوها نارا لاتبقي ولاتذر اجتماعيا ،والمحاصصة سياسيا للفساد بالارض وسرقة المال العام وحتى القتل في حلبة المنافسة التي اسموها البرلمانية او التنفيذية بقانون او بهمجية بربرية . المهم البقاء للاقوى وهذا لم يرد في المخطط الامريكي لانها اعراض جانبية تظهر كما يحصل في تناول الدواء لدى المريض .
اما الكتلة الثالثة فقد رسمت طريقا مستقلا بعيدا عن الصراع بين العدويين اللدودين تاريخيا الذي انجر اليه العرب حصرا . فضمنت خطتها الشيطانية مفهوم اجرامي نفعي ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) فاستفادت كثيرا من الصراع الدائر من الكتلتين سياسيا واقتصاديا وجغراقيا وطبوغرافيا وحتى سياحيا ودوليا .
ووصل الفساد بين الكتل اللعينة على حساب مصالح الشعب ان وزعوا بينهم الارض والموارد بالاضافة للموازنات الانفجارية وحتى الشعب وكانه مستعبد للطائفة وفق عمليات غسيل دماغ شاملة حصرت عقول الناس ممن تاثر بمفعول افيونهم ، بان عدوكم الطائفة الاخرى التي تريد ان تسلبكم حريتكم بممارسة شعائركم وكان كافيا هذا السبب لكي تتشكل مليشيات كثيرة برايات متعددة ومرجعيات لاحصر لها وبولاءات لدول عدوة تريد ان تحقق امنها الحياتي والعسكري على حساب امن العراق وحياة شعب العراق . واخرى سلبها المحتل ماكانت تمتاز به من سلطة وصلت حد الطغيان بحق الطائفة الشيعية ان وارتهم التراب وهم احياء ورمتهم باحواض التيزاب حتى حالت اعمالهم الاجرامية دون اي فرصة للقاء على مشروع وطني يعيد اللحمة للشعب العراقي بالتاخي والمصالحة الوطنية .
وكان اللاعب الرئيس في الميدان لتاجيج الصراع اكثر من اطفائه او تهدئته هو الاعلام الذي انفتح لدرجة الفوضى حتى صار سيفا قاتلا بين الكتل الفاعلة ووسيلة لغسيل ادمغة الشعب . وهمش الاعلام المستقل بل طورد انصاره لتصفيته او اسكاته لانه لايملك الارادة الشعبية او السياسية وفاقد للسلطة التي حقه كما جاءت في النصوص الدولية حول حرية الاعلام . وكونه يتكلم ويكلم المهمشين بالعملية الديمقراطية لذلك حوسب اسوة بتلك القوى المغلوبة واخرج من حلبة الصراع بالنقاط .
وتدور الدوائر على العراق حتى تعددت القوى المتصارعة وكأن الشر في العالم قد اجتمع في ارض الرافدين ،وغلب الشعب على امره وباشكال لاحصر لها ،بدات باحتلال وسلب سيادة الوطن وانتهت بتدمير صروحه التاريخية على يد داعش الاداة التدميرية المجرمة التي ابدعها العقل الصهيوني في المنطقة لهدم البلاد من الداخل ،ببث الرعب والخوف ثم التمكن بمساعدة القوى الاستخبارية العالمية من الحكومات واستباحة كل شىء يقع في حرمات الله ان يستباح بغطاء الدين الاسلامي ولم يسلم من الارهاب حتى الياباني البوذي بعدما نالت قوى الارهاب من المسيحي والايزدي والصابئي باطلاق تام وصل حد الذبح والحرق لاتباعه بوحشية يعجز حتى وحوش البر والبحر ان يوصفوا بها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا


.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف




.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر