الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسباب فشل مؤتمرات الحوار بين الأديان وبين المذاهب ونتائجها العكسية.

احمد محمد الدراجي

2015 / 2 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


أي مشروع، أو فكرة، ، أو أطروحة، لمعالجة قضية معينة، تحتاج إلى مقدمات، ومقومات، وعوامل، لكي يتم تطبيقها وتحقيقها، وجني ثمارها الحسنة، ومن أهم وأبرز تلك المقومات هي أن يٌعتمد المنهجي العلمي، والدراسة الموضوعية، والقراءة الدقيقة، والنظرة الواقعية، والتشخيص السليم، والتحليل المنطقي الحيادي، في فهم وتحليل وتشخيص الحالة التي يراد معالجتها أو تحقيقها، ومعرفة أسبابها ومسبباتها ومن ثم تحديد العلاج أو الحل الناجع، يضاف إلى ذلك أن يتصف القائمون على صياغة وأعداد وتفعيل النظرية، أو المشروع، أو الأطروحة، بمواصفات تؤهلهم للقيام بهذه المسؤولية، ومن أهمها أن ينطلقوا في نظريتهم وأطروحتهم ومشروعهم، من دائرة الشعور بالمسؤولية والإيمان الكامل بمضامين النظرية أو الأطروحة أو المشروع، ويمتلكون الإرادة الحرة الحقيقية الصادقة الجادة لتحقيق ذلك، ويتمتعوا بالسلوك والمنهج السوي الصالح، وبخلاف ذلك فان النظرية أو الأطروحة أو المشروع ،لا يكتب لها النجاح ويكون مجرد حبر على ورق، وشعارات إعلامية وغطاء يتستر به مَن هم أصل المشكلة وسببها، وهذا يعني استمرارها وبقائها ومزيد من النتائج السلبية.
الحوار بين الأديان والمذاهب دعوة نسمعها منذ سنوات، عُقِدَت من اجلها المؤتمرات والندوات والمهرجانات، وصُرِفت لها الأموال، وفي كل مرة يُلقى خطابا ختاميا، وتُوقَّع مواثيق شرف، سرعان ما تتبخر بعد نهاية كل مؤتمر، والمحصلة النهائية هي انه لم يتمخض عن تلك المؤتمرات والندوات أي ثمرة طيبة، بل إن الواقع ازداد تعقيدا وسوءا وتطرفا وعنفا، بسبب أنها لم تقام على أسس صحيحة وموضوعية، وان القائمين عليها لا يمتلكون الإرادة الحقيقية والصدق والإخلاص، ويفتقدون إلى الجانب العلمي والروحي والفكري والحواري الهادف البناء، ولا يتصفون بالسلوك والسيرة والمنهج الرسالي الإصلاحي، وتبعية تلك المؤتمرات إلى النزعة الانتهازية النفعية، وتحقيق المصالح والمكاسب السياسية الفئوية، وتغليبها على مصلحة المجتمعات وتعددية الأديان والمذاهب وثقافة السلام والتعايش السلمي.
السيد الصرخي في حوار له مع جريدة الوطن المصرية شخص أسباب فشل تلك المؤتمرات وعدم تحقق الثمرة المرجوة منها حيث قال : لكن منذ سنوات طوال نسمع بالحوار بين الأديان والحوار بين المذاهب وتصرَف الأموال وتنعقِد المؤتَمَرات واللقاءات (والحوارات مجازا) ووقعوا ميثاق شرف ومواثيق شرف لكن مع شديد الأسف لم نجد الشرف ولا مواثيق الشرف، فلم نجنِ أيّ ثمرةٍ طيبةٍ عن ذلك بل وجدنا النتائج العكسية، فسادَت وانتشَرَت قوى التَكفير الديني وقوى التكفير الطائفي في المجتمع وانخفض وانمحى صوت الاعتدال.
- ما ذكرته يكشف عن الأسس الفاسدة غير الموضوعية التي تعتمدها المؤتمرات واللقاءات ومواثيق الشرف. ويكشف عن أن المتحاورين لا يتصفون بالصدق والإخلاص، ولا يملكون العلم والفكر والروح والمنهج الحواري التقاربي الإصلاحي، ولا يتّصِفون ولا يملِكون الأسلوب والسلوك والسيرة العملية والأخلاق الرسالية الإصلاحية.
ويكشف عن تبعية المؤتمرات والحوارات والمتحاورين لإرادات سياسية تبغي المكاسب السياسية الإعلامية والمصالح الفئوية الضيقة دون النظر إلى مصلحة المجتمع وتعددية المذاهب والأديان، فمثل هذه المؤتمرات واللقاءات والمجاملات محكومة بالفشل قطعًا وتكون نتائجها عكسية عادة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصالحه ومسامحه
احمد البابلي ( 2015 / 3 / 3 - 19:13 )
السبب في ذلك لانه لاتوجد نوايا صادقه حقيقيه في التقارب الا الزوبعه الاعلاميه فقط وفقط


2 - كلام رائع
محسن الجميلي ( 2015 / 3 / 5 - 12:14 )
نجاح اي مشروع مرتبط باخلاص النية والعمل الصحيح لا كما يقول المثل (خالف تعرف)

اخر الافلام

.. خلافات بين نتنياهو والأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول اقتراحات


.. صواريخ ومسيرات حزب الله -تشعل- شمال إسرائيل • فرانس 24




.. الانتخابات البريطانية.. بدء العد التنازلي للنتائج وترقب لمست


.. إيران تبدأ فترة الصمت الانتخابي قبل الجولة الثانية من انتخاب




.. الجيش الروسي ينشر صورا لاستهداف مقاتلة أوكرانية باستخدام نظا