الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقفون العرب في الأختيار الأصعب

فاطمه قاسم

2015 / 2 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


منذ اندلعت الأحداث الدامية على امتداد الوطن العربي قبل اكثر من اربع سنوات ,وجد المثقفون العرب انفسهم في حالة غير مسبوقة من عدم التأكد وعدم اليقين ,واكثر من ذلك ,فقد وجدوا أنفسهم يسابقون انفسهم لكي يلحقوا باللحظة الراهنة ,ويكونوا المنارة التي تشع رؤي وافكار انقاذية وطليعية لكي تهتدى بهاالأمة للخروج من محنتها ولكنهم بدلا من ذلك وجدوا انفسهم في عين العاصفة ,تنقاذ فهم الريح ذات اليمين وذات الشمال ,لا يدركون اي طريق يسلكون ,بعضهم سارع بإطلاق أسم الربيع العربي على مايجري ,وهو في الأساس تعبير ليس من انتاجهم ,بل هو مستورد في لحظة الزحام من اقطاب اللعبة الكبار في الغرب والشرق ,وبما أن المرحلة أختلط فيها الحابل بالنابل ,كما يقال : بحيث ادعى الإسلام أخطر وأعنف موجات الإرهاب منذ الخوارج والقرامطة الذين سرقوا الحجر الاسود من بناء الكعبة واعتقدوا أنهم إذا وضعوا الحجر الاسود في مكان غبر مكة فإن الاسلام يصبح هناك عندهم وفي حوزتهم !!!! بينما بعض المثقفين ظلوا يعزفون اناشيدهم القديمة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ومعايير الاخرى ينتهكها العرب كل يوم لأقل الأسباب.

وبالعموم :
فإن المثقفون العرب حرفتهم الريح ,فأصبحوا في معظم الأحيان جزءا من الفوضى نفسها ,ورموزا للنخبة نفسها ,فما أن تطرح فكرة للإنقاذ حتى يمزقها المثقفون من خلال معاييرهم القديمة ,ومن خلال إنشطاراتهم التقليدية ضد الشيء ونقيضه.

بعد أكثر من اربع سنوات على المحنة المتفاقمة التي تهدد وجوديا الأمة العربية وكياناتها السياسية وموروثاتها الثقافية,أين يقف المثقفون ؟وماهي اولوياتهم , وماهو شكل حائط الصد الثقافي الذي يتحصنون خلفه للدفاع عن هوية الأمة وعن حقها في الوجود ؟

أعتقد أن الأجوبة عن هذه الأسئلة هي أجوبة غامضة لا تزال , لأن المثقفين العرب توزعوا في معظمهم مداحين للقبائل المتحاربة ,قادة سنة وشيعة ,وتارة أ خرى ممزقين بين الوحدة والإنقسام ,وبين دعاة للحفاظ على الدولة الوطنية ولو في خليتها الأولي أو حلم الدولة القومية ,أوحتى عودة الخلافة الإسلامية ، حواراتهم تهرب إلى الأسهل ,ومؤسساتهم الثقافية لا تصمد في وجه الريح .

هل هناك أمل أن يطهر المثقفون صفوفهم ,وأن يتوحدوا حول الأولوية الطارئة الملحة وهي الإنقاذ من معايير التمزق والعودة إلى الأساسيات من جديد ؟

لانجاه لهذه الأمة سوى هذا الطريق ,لأن أحداث الأربع سنوات الأخيرة حتى وأن فاجأتنا في هذه الأمة,ولكنها لم تأت من فراغ ,بل جاءت لخيارات العديد من القوي الدولية الكبرى الذين تواطؤا في مؤسساتهم الأستراتيجية والسياسية والإيديولوجية كل مانراه اليوم في ساحاتنا العربية ,خرائط جديدة ,وتجزئة ماهو مجزأ أصلاً ,ومشروع هيمنة جديد ,وكأن الحوار يجري بصوت مرتفع في ساحاتهم بينما كان الوعي الثقافي عندنا نائما في الأدراج أو على وسائد الطمأنيينة الزائفة ، وليس أولي من المثقفين العرب من أن يبدأوا البداية ,وأن يكونوا في خط الدفاع الأول ,بأن يخرجوا من حظائر المعارضة والموالاة التقليدية ,وأن ينتموا بكليتهم إلى معركة البقاء المحتدمة . ذروة غير مسبوقة .

ويكون ذلك عبر تنادي المثقفين محلياً ,وإقليميا من خلال عقد ندوات ومؤتمرات تسلط الضوء على تلك الرؤي التي تعي بعمق الواقع العربي ,قراءة وتحليلا بهدف وضع الكوابح أمام المنزلقات الثقافية التي تواجه الجيل من جهة وأمام الأستلاب الذي يعاني منه أعداد كبيرة من النخب الثقافية والسياسية وقد ان أوان التسلح بالكلمة في معركة وصلت الذروة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ