الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاهداف العامة لصناعة التطرف في المنطقة العربية والإسلامية.

احمد جمعة زبون
أستاذ أكاديمي وسياسي عراقي

(Ahmed Jumaa Al-bahadli)

2015 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


أضع بين ايديكم مجموعة من الاهداف التي تسعى لتحققها قوى الاستكبار العالمي، اهمها:

- الهدف الأول: خلق معادل عسكري مسلح، ليتصدى للمقاومة الاسلامية التي برزت منذ اواخر سبعينيات القرن الماضي، خصوصا بعد إعلان الجمهورية الاسلامية، إذ تكونت المقاومة الشيعية في دول مختلفة من العالم الاسلامي، كالعراق ولبنان واليمن وغير ذلك، بل ويمتد فكر المقاومة الاسلامية بامتداد التشيع الذي وصل لدول المغرب العربي ولدول شرق الكرة الارضية مثل روسيا وباكستان.. وكان الانسب لقطع هذه الثقافة التي تنادي بتحرر الشعوب وامتلاكها لثرواتها هو خلق الجماعات المتطرفة في المنطقة كالقاعدة وداعش وما تخلل من ظهور للمتطرفين فيما بينهما كجبهة النصرة والنقشبندية وغير ذلك.. وحث هذه الجماعات المتطرفة لمحاربة الشيعة وتشويه سمعتهم، مستغلين بذلك التعتيم والعزلة التي كان يمارسها الطاغية المقبور (صدام حسين) تجاه الشيعة والحرب العراقية الايرانية لتحفيز الموقف العربي القومي. حتى ترسخت فكرة التشيع عن العرب بأنها فكرة صفوية او فارسية أو اعجمية أو مجوسية وغير ذلك. وقد خلق هذا صراعا بين هذه القوى وصل إلى مديات خطرة جدا..

- الهدف الثاني: تغيير الخارطة السياسية، لان التطرف ليس فقط بين السنة والشيعة، بل بين السنة والمسيح كما يحدث في مصر الان، وهكذا بقية المكونات التي تحتفي بها الارض العربية، وهذا بطبيعة الحال يشجع على اعادة النظر في الوجود الديموغرافي لتواجد هذه المكونات ومحاولة اعلانها ودعم وجودها كدول مستقلة (صغيرة)، فتقسيم المنطقة واحد من الاهداف المهمة التي يترقبها العالم الغربي، كما حدث في السودان مثلا، ويطمحون بأن يكون في العراق من خلال تقسيمه الى ثلاث مناطق او أكثر، لتحقيق مشروع بلقنة الدول العربية، بعد خوض صراعات دامية ليكون انسب الحلول هو التقسيم.. وبذلك تتغير الخارطة السياسية التي نظمت في معاهدة سايكس بيكو.. والتي اثبتت وجود تقسيم ديموغرافي جديد، شرط دعمه او تحفيزه بالتطرف المطنع.

- الهدف الثالث: إضعاف قوى الصراع، إذ أفرز الصراع ظهور (إيران والسعودية) كدولتين مهيمنتين على دائرة الصراع الاكثر اتساعا، وهي دائرة الصراع الطائفي، وبالفعل أخذ كل من هاتين الدولتين تغذيه اتباعه ومده بالدعم المادي والاقتصادي واللوجستي، بل وكل منهما أخذ يرسم سياساته المشتركة مع الدول ذات العلاقة، وبالتالي اضعاف كل منهما وبطريقة لايبدو للغرب ثمة تدخل فيها، لان الصراع طرح على انه صراع عقائدي ومن داخل الفكر الايديولوجي الذي ينتمي له قوى الصراع ذاتها.

- الهدف الرابع: الاخلاء المبرمج للمتطرفين من دول الاستكبار العالمي، بعد ان وضحت صورة الصراع تم تحفيز وتشجيع المتطرفين والمتشددين الاسلاميين للسفر الى دول تمسرح فيها العداء الطائفي وبوضوح تام، وبذلك سيتم القضاء عليهم وبسهولة، خصوصا وان منافذ دخولهم الى البلدان العربية محددة، فيغض البصر عنها، وان مكان الصراع محدد كذلك وهو سوريا ومن ثم العراق وهكذا مصر وليبيا وغير ذلك.

- الهدف الخامس : إنعاش الازمة الاقتصادية في العالم الغربي، فبعد كل مظاهر التسلح والحروب والدمار، عرض الغرب نفسه كمساعد لرفد الدول في المنطقة بالسلاح والعدة والمخططات والخبراء وغير ذلك، بل وبالمشاركة أحيانا في القضاء على الارهاب. والقضاء على الجماعات المسلحة والمتطرفة. وبذلك وجد حراك اقتصادي كبير وهائل وتم الترويج للسلع والبضائع وغير ذلك ضمن سوق يعرف بالانظمة الاقتصادية بسوق تلبية الاحتياجات. والغريب ان التعامل في العروض كان يشمل الدول كما يشمل الجماعات المسلحة والمتطرفة. اي البيع والتعامل مع كلا الطرفين.

- الهدف السادس: خلق ثقافة نبذ الاخر العقائدي التي يصعب زوالها، وهذه مسألة تنامت مع تزايد العداء وعدد الضحايا والتلاعب بالاعراض وقطع الرؤوس وركلها وتفعيل الموت الجماعي بحوادث المفخخات والانفجارات المتزامنة وغير ذلك، لينشأ العداء حتى بين الاوساط والنخب الاكاديمية. ولعل هذا الهدف من اكثر الاهداف فتكا بالمجتمع الاسلامي والعربي.

الهدف السابع: التلاعب بالقوى (الشابة)، او التلاعب بمستقبل الشعوب، لان الشباب هم عماد اي دولة تبغي النهوض والتقدم، لكن المخطط الاعلامي لتنمية الصراع المتطرف احال الشباب الى مجرد قوالب مفرغة من محتواها تواجه مصيرها من دون النظر الى المستقبل، او التفكر به، لان هذه القضية مرتبطة اساسا بمستقبل الانظمة والدول، وبما ان حجم المأساة كبير بتزايد الموتى وتزايد الايتام والارامل وصعوبة توافر وسائل العيش بأمان جعل من الشباب قوة محطمة او مأسورة لواقعها المر.. وفي المقابل تم تسهيل استعمالهم لثقافة اخرى تبعدهم عن هذه الحروب والدماء وهي ثقافة التواصل عن بعد والتصويت للمطربين عن بعد وتشجيع فرق كرة القدم عن بعد .. وغير ذلك.. حتى اصبح الشباب عبارة عن افتراض وهجين .. مع احترامي للخيرين منهم.

الهدف الثامن: اعمام الانموذج الامريكي، وهذا هدف واضح سعت إليه العولمة وبطرق عدة، إلا ان الهدف من هذا الاعمام هو بث الشعور بأن العداء الذي تخلقه العقائد الناتجة من السرديات الكبرى بامكان الحضارة المعاصرة ان تتجاوزه، تحديدا بعد اعطاء الحقوق للانسان وللحيوان وللبيئة وغير ذلك في مشروع ثقافي امريكي متكامل.

الهدف التاسع: تشويه صورة الاسلام كدين يحث على الحروب والقتل وحرق الاحياء ووو.. وقد روج لهذه الفكرة في انظمة خطابية متنوعة.

الهدف العاشر: الانتقال من منطقة الشرق الادنى الى منطقة الشرق الاقصى حيث الصين وكوريا.

هذه أهم الاهداف التي يبغيها الغرب في المنطقة .. ترى والواقع كذلك ألا يجب ان نعيد النظر في كل شيء؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. وتوقف دخول


.. بعد قتله جنديين.. حزب الله يستهدف مجدداً ضباطاً إسرائيليين ب




.. هل سيطرة إسرائيل على معبر رفح مقدمة للسيطرة على المدينة بكام


.. شقاق متزايد في علاقة الحليفين.. غضب إسرائيلي من -الفخ الأمير




.. ترامب يتهم بايدن بتزوير المحاكمة لأهداف سياسية