الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثيوقراطية والاسلام

عدنان جواد

2015 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



يدافع البعض من دعاة المسلمين عن الإسلام ويبعدونه عن تهمة الثيوقراطية، الدولة الدينية او حكم الدين او حكم الإلهة في الشعوب البدائية او حكم الكنيسة في القرون الوسطى، وانه يؤسس لحكم طبقة رجال الدين، وان مصطلح الحاكمية لله لاعلاقة لها بالحكم الثيوقراطي، لان في النظام الإسلامي تكون السلطة الفعلية للأمة ولكن التشريع من الله عز وجل، فالأمر والنهي من عنده، وهو الذي يحلل ويحرم، وان الأمة هي مصدر السلطات في ظل الإحكام الشرعية التي وضعها الله فهي تراقبه وترصد تصرفاته فان أصلح أقرته وأعانته على القيام بأمر الله في الرعية، وان افسد فان لها السلطة في أن تعزله وتولي مكانه من يصلح.

إن في جميع الأديان السماوية أنبياء وأوصياء ينقلون أوامر الله ونواهيه، وبمرور الزمن ومن اجل الرغبة في البقاء في الموقع الاجتماعي المرموق، اخذ البعض في التمسك بهذا الموقع فأصبح كاهنا أو راهبا، ولأجل أن يستمر حكمه وسلطته حور بعض النصوص وغير بعض السنن والأقوال لتطابق مع أحكامه الدنيوية ولكي لايعترض المعترضون لان أي شيء يأتي من السماء لايمكن الاعتراض عليه، ونفس الشيء حدث مع الدين الإسلامي الذي يقوم على أساس العدالة والمساواة التي سادت حكم الرسول محمد(ص) الذي ساوى بين الحر والعبد وبين الأبيض والأسود وبين السيد والمملوك، إلى الخلافة الراشدة، وما تبعها من العهد الأموي والعباسي والعهد العثماني والى زمننا الحالي( فلا تزال التسميات الخليفة والوالي والسلطان والقائد الضرورة والزعيم الرباني وقائد الجمع المؤمن وغيرها من الصفات والألقاب والنعوت.

اشترك جميع أدعياء الدين بالسعي الدءوب لمحاربة الفكر المخالف لمنهج حكمهم، قبل أكثر من خمسة قرون في أوربا حين كانت الكنيسة تحكم باسم الدين، واليوم عندنا في الشرق الأوسط يعاد نفس السيناريو ، ولحماية عروشهم من الانتقاد ومطالب الجماهير، يجعلون حكمهم وسلطانهم مستمد من الله والسنة النبوية فيصعب الاعتراض خصوصا وان هناك وعاظ سلاطين يجملون القبيح، ويقبحون الفعل الحسن.
هناك الكثير من المتناقضات اليومية التي نراها ونسمعها ويتم تطبيقها على ارض الواقع، يتم سرقة المال العام باسم الدين ويبكون خشوعا لله!، ويمارسون اللصوصية التي تنخر بالغيرة والمروءة، والتلون والاختباء خلف عناوين البراءة والنزاهة والعفة والتدين، بعد أن كنا نقدس رجل الدين حد تقبيل يديه وربما البعض يقبل رجليه لاتصاله بالمعبود، ولكن حين ينقلب ذئبا كاسرا تحدث الكوارث، فالجميع يرى بلاد المسلمين وخاصة العربية منها، تنتهك حقوق الإنسان والحيوان والنبات والحاكم سواء كان ملكا او أميرا او رئيسا، وهو يحكم بالظلم والعدوان ويمارس الفساد علنا ، فأين المساواة والعدالة وتعاليم الاسلام؟! وأين الحاكمية وتغيير غير الصالح؟!، وان اغلبهم يرثها منذ عشرات السنين عن إبائه وأجداده، وما نرى من مذابح ترتكب يوميا باسم الإسلام ونساء تغتصب وتهدم أثار عمرها آلاف السنين، فالنبي محمد(ص) نفسه لم يأمر بهدمها قبل 1400سنة بينما من يدعي اليوم انه خليفته أفتى بتحطيمها لأنها أوثان!!، والآخرون الذين يبنون جداريات لرموز دينية حتى يغتصبوا الأراضي الحكومية أليس هذه سرقة باسم الدين ؟! وخداع الناس أيام الانتخابات بالوعود الكاذبة والحلف باليمين ، نتكلم عن الأنظمة العلمانية والغربية وإنها غير متدينة، نتساءل عندما تتوفر وسائل الانتقال لتلك الدول هل يبقى نفرا من شعوبكم تحكمونه قطعا سوف يفر الجميع، لان لديهم النظام والصدق والآمان وتوفر الحقوق والتطبيق الواقعي للعدل والمساواة.
إن الكلام كثير ولكن أين الأفعال التي دائما تناقض الاقوال، صحيح إن الإسلام خاتم الأديان وان فيه وفيه ولكن أين التطبيق، لماذا الحروب والأخ يقتل أخيه، لماذا نسرق بعضنا البعض، لماذا تنتشر الفوضى عندنا ، وإذا قلنا الامبريالية والصهيونية خططت لهذا ، فلماذا نقبل لأنفسنا أن نكون أدوات للتنفيذ، ولأجل الدفاع عن الإسلام وإبعاد تهمة الثيوقراطية عنه ، يجب أن يتحرك الصادقون أهل الإيمان الحقيقي وليس الزائف بتغيير الواقع المرير الذي تعيشه شعوبنا الإسلامية من ظلم وتهجير وذبح، ونختم بقول مارتن لوثر كنغ:(ليس المشكلة بوجود الأشرار في المجتمع، هذا أمر طبيعي لكن الكارثة هي عندما يصمت الأخيار عن جرائم الأشرار).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب