الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجود أم عدم

البدراوى ثروت عبدالنبى

2015 / 3 / 1
الادب والفن


وجود ام عدم

تجهيزات لمواجهة المستقبل بحقيبة السفر واتوجه الى محطة القطار بكل الامل

، مرتدى بخيلاء افضل ما لدى وبيدى حقيبتى ، خيال جامع مع سفرى بالقطار رحلة

قد يشوبها بعض الصعاب و لكن ساصل الى محطة احلامى ، و اتجهت سيرا فلم أضل
الطريق الى المحطة متخيلا اننى من اوائل ركاب القطار ، لن يكون الزحام فمن يصل

هناك ليس بكثير ، دخلت و استقبلنى الحارس بفتور لم يكن متوقعا هذا الاستقبال

فلم اعيره الانتباه فمازالت الرحلة طويلة ، واكملت السير و امامى اشخاص ينظرون

لى ويضحكون ويتهامسون فانظر الى المرآه الكبيرة التى امامى ومسموح بالنظر لها
مرتيين فقط ، مرة الآن بحكم العادة لاعرف هل هناك ما يشوب المنظر العام فلم اجد
شئ ، قلت قد يكون من التقاليد ولكن هناك من هم اكثر هنداما منى ، واكثرهم قوة
، ولكن فقط الاتربة تغطى ملابسهم التى كانت قيمة ، و يضحكون كلما اسير متفاخرا
لكى اخفى اهتزازى بثقتى ولهفتى للوصول مكان الانتظار للقطار ، و كان الزحام

شديد لم اكن اتخيل هذا و امم من البشر تقف و كلهم فخر بانفسهم و لم يكن القطار
قد وصل للمحطة انه يأتى مرة او عدة مرات فى اليوم و لم يكن هناك تنظيم

فالعشوائية هى المسيطرة ، و اتكلم مرات عديدة ولم يسمعنى احد و لكننى بدات

بالصراخ و التفتوا الى جميعا وحدث صمت تام ، الجميع ينظرون لى ، ولكن لم يدم

الامر وبدئوا بالضحك مرة اخرى وهم ينظرون لى  ومازلت لم اعرف السبب ، ومرت

ساعة تلو الاخرى الى ان مضى يوم و اسبوع وشهر و انا انتظر ، ومازلت منتظر

سنة الى ان سمعت صوت القطار يأتى من بعيد و حاولت اجرى لكى اقف فى اوائل

الصفوف ، ويقترب الصوت والامل يزيد بى الى انا مضى بالانتظار اعوام فاتى

القطار بعدها مرة ولكنه لم يقف و مر سريعا ولم يهبأ احد بمروره و بعد يومين من

مرور القطار تقبلت الامر مثل البقية ، و دخل شاب يرتدى ملابس قيمة و نظر لنا

ونحن نضحك و نظر الى المرآه  متأملا ملابسه و ذهب مسرعا تجاه المحطه وانتظر

انتظر كثيرا و سيرت انا الى المرآه مرة اخرى و نظرت لها و لم يعد هناك غير انحناء
الظهر و يد خشنة وملابس تكشف اكثر ما تخفى ، انه الواقع وهناك قطار منتظر

بشدة ينتظرنى انا والجميع يبكى لفراقى لهم ركبت عن طيب خاطر لانه الوحيد الذى انتظرنى. ....



انها تلك الدائرة ندور بها كثيرا ونعود لنقطة البداية ميراثنا الوحيد لاجيالنا ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى