الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش و تدمير الآثار

حميد المصباحي

2015 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


al
غالبا ما تلجأ حركة داعش لاقتراف كل الموبقات متعمدة إثارة غضب العالم
المتحضر تجاهها,فكيف لحركة سياسية دينية بكل هذه الممارسات التي لا رابط
بينها,بل لا يمكن حتى فهم الغاية منها؟
1_الآثار
أقامت داعش كما فعلت حركة طالبان,تشابها بين التماثيل الحضارية و
الوثنية,متعمدة تجاهلها أو تجاهل رجالات دينها,لحقيقة واضحة,و هي أن تلك
الآثار لا تعبد,فهي بقايا دالة على حضارة عمرها أكثر من 5آلاف سنة,بما
تعنيه من قيمة تاريخية,كان المسلمون القدامى يعتبرونها دليلا قوة ما ورد
في القرآن عن الأقوام السابقة عن كل ما عرفته الحضارات البشرية,و لذلك
احترمها المسلمون في العراق و سوريا و حتى الصين و كل دول المعمور,بل
عملوا على اعتبارها دليل قوة نصهم القرآني,لكن جهلة داعش,لا يخفون كرههم
للتاريخ و ربما حتى للعقيدة الإسلامية التي لا تجاري أهواءهم المتعطشة
للموت و الخراب.
2_الكتب
من المؤكد أن الكتب و المخطوطات التي طالتها أيادي الداعشيين,سوف تلاقي
المصير نفسه,في هجومها المغولي على الفكر و الحضارة,فكيف لا يعي قوادها
نتائج تخريب المكتبات و المخطوطات التي تزخر بخير ما أنتجته الحضارة
الإنسانية و الإسلامية منها,إن درجة التخريب,لتوحي بأن المشروع التخريبي
لداعش له أبعاد لا تستوعبها حتى الحركة نفسها,مما يوحي بأن هناك لاعبين
آخرين,أو تحالفا خفيا بين,توجهات معادية للحضارة في صيغتها
العقلانية,التي يمكن للعالم العربي الإستفادة منها لاستكمال نهضته
الفكرية و الحضارية العامة,رغم ما يعج به العالم العربي نفسه من
تخلف,يسمح للفكر التكفيري و المغالي بالإنتشار,و التوجه نحو كل بؤر
المواجهات طمعا في انتصار لما سمي بدولة الخلافة,في صيغتها المتشددة
لقراءة النصوص الدينية الإسلامية.
3_آثار السلف
هناك كتب في الشريعة و الفقه الإسلامي,و حتى الفكر الإسلامي,سوف تصادفها
رقابات داعش القرووسطوية,حتما سوف تحاول تصنيفها قبل حرقها و التخلص
منها,و بذلك فهي حركة تحاول الإدعاء بانتصارها لآثار السنة,أي الشريعة في
اختزالها فيما هو قرآني و ربما سني مكتوب,مما سوف يضيق مجالات
الشريعة,بحيث هناك اجتهادات عقلية,و قياسية و فقهية لفقهاء من كل المذاهب
الإسلامية,تعتبر مراجع هامة للفكر الفقهي الإسلامي و الفكر الإسلامي,بما
زخر به من فلسفات و اجتهادات عقلية و حوارات بين المفكرين و القضاة,مما
يعني أن هذه الحركة إن لم يتم وقفها سوف تعود بالعالم العربي الإسلامي
إلى زمن التحجر و الحجر,مما سيسمح للقوى المنافسة بالسيطرة عليه و التحكم
فيه,باسم الخلافة,العثمانية أو الأفغانية و ربما الباكستانية,بحيث باسم
الخلافة يفرض على العالم العربي القبول باستعمار جديد,يمارس باسم تأويل
جامد للإسلام.
خلاصات.
داعش مشروع استعماري,بأيد متشددة و مغالية إسلاميا,هدفه تحطيم كل إمكانات
التقدم و التطور الحضاري,فهي إعادة بناء و تقسيم للعالم العربي,بذريعة
إسلامية متطرفة,لها حساباتها التي تخفيها بما هو ديني إسلامي,مستغلة
تعاطف المتدينين مع كل شعارات الخلافة الإسلامية,كرد فعل على شعور
بالإحتقار و المهانة من طرف إسرائيل و الغرب عموما,
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في


.. مشاهد للتجنيد القسري في أوكرانيا تثير الجدل | #منصات




.. نتنياهو: الإسرائيليون سيقاتلون لوحدهم وبأظافرهم إذا اضطروا ل


.. موسكو تلوّح مجددا بالسلاح النووي وتحذر الغرب من -صراع عالمي-




.. تهديدات إسرائيلية وتحذيرات أميركية.. إلى أين تتجه الأمور في