الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات بنية منتحرة ...القسم الرابع

عادل الحامدي

2015 / 3 / 2
الادب والفن


يوميات بنية منتحرة ....
القسم الرابع .....
تفيق اسماء من كابوسها لتجد ان قدراغير يسير مما رأته فيه ستعيشه بعد قليل في واقعها :بعد ان تفطر وتقوم بدورتها الصغيرة امام الدار ستقعي القرفصاء قرب امها المنشغلة باجتناب صهد الطابونة وفي نفس الوقت احتراق الكسرة ....بعد ان تنتهي تطلب منها ان تحمل ما انضجته الى دكان " جميلة " لتبيعه ضمن ما تبيع على ان ترسلها مجددا ليلا لتتقاضى الثمن وتسترجع ما بقي من كسرات لم تبع وتقارب يوميا ثلث ما تصنع وهكدا تربح الام يوما وتخسر يوما ولا يتجاوز مقدار ما تربحه يوميا ال3دنانير تمدها لها اسماء وهي ترشقها بنظرة متشككة ولا تكتفي بدلك ولا بالاثبات ممثلا في عدد الكسرات التي عادت في السلة بل تقبل على عده وتعيد عده ساخطة متدمرة لا تكاد توفر شتيمة دون ان توجهها لابنتها الصغيرة " المنحوسة " كانها هي المسؤولة عن الخسارة.... الحق ان اسماء لشد ما كانت تشفق على على امها وتشعر بحرقتها لضياع تعب يومها الدي سترميه بعد ان تيبس الى معزات جارتها العجفاوات ولكنها تمتلئ كمدا وهي تصغي اليها تمطرها بوابل من السباب الدي لا تتحمله نفسيتها الغضة ..لشد ما صارت اسماء تكره تلك القعدة القرفصاء التي كانت مجبرة عليها قرب والدتها ..ولكن مادا بيدها ان تفعل ؟؟في الغرفة الاخرى شقيقها الاكبر العاطل لا يطيق دخول احد عليه في خلوته قهو دائم الهيجان وقد وصل به الهيجان مرة الى اصطدام عنيف مع والده اشتبكا خلاله بالايدي وهو مثل بقية الشبان العجزة الجبناء يصب سخطه دائما على اخته ولهدا كانت تكرهه اشد الكره وتنفر منه اشد النفور ولا يتبقى لها غير تلك القعدة الثقيلة المضجرة حدو امها دائمة الوحوحة من لسعات النار ...لخيرا اقتلعت نفسها من هناك واتجهت الى الحائط الغربي للدار الدي لم تصله الشمس بعد ..رغم علمها بالرودة المخيمة عليه فانها اختارت الدهاب والانزواء هناك لمعرفتها ان لا احد من اهل الدار او جيرانهم سيقترب منه في تلك الساعة ..جلست على الارض الباردة ومدت ساقيها الى الامام وهما مضمومتان الى بعضهما وبسطت يداها على ركبتيها في جلسة تشبه التضرع....بينما عيناها اللتان انضاف الى العشي الغريب الدي اصابهما حر الطابونة الدي لفحهما على مشاهد لامسها القريب تمتلئ نفسها حيالها قنوطا وانسحاقا ...شاهدت نفسها رفقة صويحباتها في ساحة المدرسة والبؤس المخيم عليها المتجلي في مظهرها المريع القبيح والاطفال المعفرة ملابسهم بالاغبرة والطين وقد خلق دلك البؤس حجابا صفيقا بينهم جميعا : كل واحد يعتقد نفسه الوحيد في بؤسه والبقية ينتحلون مظهر الفاقة سخرية منه ونكاية وكل واحد يغوص عميقا في لجة يأس شامل من نجدة تاتيه من غيره وتخرجه مما هو فيه ...:
ــ انتم تبيعون الطابونة وتربحون منها ووالدك تاجر فمادا ينقصك ...؟؟ابتسمت اسماء بمرارة لدى تدكرها التي وجهتها لها قبل يومين صديقتها ندى ...نربح منها ؟؟ووالدي تاجر ؟؟؟بل بائع متجول يخسر رأسماله كل مساء ويجدده بجهد جديد كل صباح وفي سبيل دلك لا مفر من الاشتباك مع زوجته فهي الوحيدة التي ستنجده ...وتدكرت اسماء والد ندى الدي لا يعرف احد نوع عمله ولا من اين ياتي بكل تلك الاموال التي يرونه ينفقها يوميا وكلما سالتها اسماء عن دلك كانت الاجابة :
ــ اش يهمك ؟؟....رغم ان لهفة شقيقها على اقتفاء اثر دلك الشاطر والد ندى وحديثه عن مداخيل طائلة تدرها تجارة التهريب دلت اسماء على مفاتيح لغز دلك الرجل والاموال التي ينفقها ولا يعرف احد مصدرها ...ولكن شقيقها كان بلا مال وانانيا بلا حدود وان يكن لديه بعض العلاقات التي لم يدر بعد كيف يوظفها للوصول الى مبتغاه ..صباحه الدي لا ينقطع في وجهها باعتبارها الكبرى بين اخوتها وشعورها بانه لا يعتبرها اكثر من خادمة كلما عن له جلب البعض من رفاقه الى البيت واوامره التي لا نهاية لها ولا رد يفرقع صداها رأسها ويلاحقها أينما دهبت ..وهاهي الان في جلستها وظهرها الى الحائط تحس باختلاجات وتشنجات وتعتورها قشعريرة اقلها بفعل البرودة التي يبست ظهرها واكثرها بفعل الصور التي شرعت تتلاحق في مخيلتها وتحول رأسها تدريجيا الى قطعة من الحجر الاصم ..عندما يصل بها الالم الى منتهاه تتوقف عن الاحساس به وتصير تلك حال رأسها .. : كتلة صماء متدلية بين كتفيها ...وجدان صديقتها هي الاخرى اعتادت ان تدع رأسها اغلب الوقت متدليا بين كتفيها ولكن ليس لفرط الم انتابها بل بدافع النشوة وعكوفا على التابلات الدي لم تكن تتوقف عن اخراجه اثناء ساعة الاستراحة ووقوفها في ساحة المدرسة واصابعها لا تكف عن العبث على سطح شاشته الكريستالية وبين الحين والخين ترفع راسها وتجيب نظرة منكرة على من حولها وسحنة متغطرسة تملا وجهها كانها لا تعرف احدا من رفاقها ورفيقاتها ...
ــ انه بالتوش ...احدري ...جربت اسماء ان تقترب منها وتلمسه فنهرتها مزدرية ..انقسم الصغار الى عالمين ....: اولاد المنعمين لا يكفوا عن تقليب هواتفهم منتظرين سيارات اولياءهم لتقلهم واولاد المحرومين يلودون بالحيطان الباردة وتلاحقهم تلك البرودة اينما حلوا ...كانت ساعة الدراسة بالنسبة لاسماء قطعة من العداب ...ولم يكن يهون عليها انتهاءه رنين الجرس فهي كانت تدرك انها ستنتقل من عداب الى عداب اشد منه وانكى ....العودة المنهكة الى المنزل ثم اللاشئ واللاجدوى اللدان ينتظرانها هناك ..
يتبع )....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??