الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطلوب إعتذار عالمي وتطبيع عربي وإسلامي ...!؟

إعتراف الريماوي

2005 / 9 / 18
العولمة وتطورات العالم المعاصر


القمة العالمية التي إنعقدت بمناسبة مرور ستين عاما على تأسيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ، في أواخر الأسبوع السابق ، حملت مدلولات ومعان سياسية وإقتصادية على المستوى الدولي ، وشكلت منبرا للإدلاء بآراء مختلف الدول حول رؤاها للقضايا الدولية والمحلية ، مع وجود الإختلاف والتوافق حول العديد من القضايا العالمية ، ك "محاربة الإرهاب" دون التوصل لتعريف محدد له ، توسيع مجلس الأمن وقضايا الفقر والتنمية ...الخ.
لعل ما لفت النظر والإنتباه ، وجود "شارون " وتسويقه من خلال هذه القمة كرجل سلام ! وكممثل لدولة عانت ومازالت من أجل السلام ! ، حيث تحدث " شارون " بلغة صهيونية بحتة ولكنها مغلفة بزركشة سياسية تستثمر إعادة الإنتشار في غزة كخطوة سلام ! ، فقد تطرق ضمن كلمته إلى " الحق اليهودي " التاريخي في فلسطين ، ومعاناتهم الطويلة من " النفي " والقتل ، وأشار إلى أن هذا " الحق " لا يعني عدم إستيعاب الفلسطينيين والعيش معهم بسلام ! ، كما عاتب الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن لما صدر عنهما من قرارات بحق " إسرائيل " ، كما ودافع عن بناء جدار الفصل العنصري " لمحاربة الإرهاب " ومدعيا حماية الأمن ! .
فإستثمار إعادة الإنتشار في غزة ، بنظر " شارون " يستوجب تثبيت وتعميم الفكرة الصهيونية القائلة بحق " اليهود " التاريخي في فلسطين ، وثانوية الوجود الفلسطيني الأصلي بها ، وهذا يترجم سياسيا ، كما فهم من "عتابه " للأمم المتحدة على قراراتها ، بطلب إعتذارها عن هذه القرارات ، وربما لاحقا من خلال إلغائها ! وإعتبار الفلسطينيين إرهابيين ومهددين للسلام والأمن ! ، ولا ننسى أن هذه المكانة التي تمنح " لشارون " تأتي في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا التي إقترفها هو نفسه بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ، وبموازات ذلك يتم إستمرار الخرق للعالم العربي والإسلامي ، فالحديث يدور عن علاقات مستقبلية قريبة مختلفة الأشكال ما بين " إسرائيل " وكل من باكستان ، إندونيسيا ، قطر وتونس وغيرهم الكثيرممن لم يعلن عنه حتى الآن ، بالإضافة للعلاقات القائمة أصلا مع مصر والأردن وموريتانيا. وهذا الإستثمار يلقى دعما ورعاية أمريكية بالمطلق ، فعدا عن أن "جورج بوش" هو أول من أطلق لقب " رجل سلام " على " شارون " ، فإدارته طالبت بوجود "إسرائيل " عضوا في مجلس الأمن ! .
الأنظمة العربية غارقة في صمتها وسباتها ، ف " شارون" كجزار و"إسرائيل" ككيان على أنقاض الشعب الفلسطيني ، يحققان خرقا للعالم وترويجا هائلا ، فبهذه القمة " شارون " يطلق له العنان والعالم العربي يلهث وراء التطبيع ويتناسى الإحتلال ، فسوريا والتي جزءا من أرضها تحت الإحتلال " الإسرائيلي ، تواجه ضغوطات أمريكية وعالمية ، ولم يتح لرئيسها بشار الأسد من حضور القمة ! ، دون أي تضامن فعلي معها أو رفض للسياسات الأمريكية تجاهها ، وما بالك لو سألنا هذه الأنظمة عما يجري في العراق من إحتلال و تقسيم طائفي وعرقي وطمس لهويته العربية ؟! ماذا يمكنها الإجابة وممارساتها على الأرض لا تعني سوى الخضوع والإستكانة ! .
القمة العالمية تلك ، فضحت إختلال التوازن في العالم ككل ، بل عمق الهيمنة الإمبرالية الصهيونية عليه من خلال الترويج ل"إسرائيل " كدولة سلام ، وكشفت بموازاته أيضا بؤس الحال العربي والإسلامي الرسمي ، الموحل في الصمت والخضوع والتبعية .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب