الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأرهاب ومسؤولية الحكومة

جاسم هداد

2005 / 9 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اصبح وللأسف تقديم الضحايا من قبل شعبنا العراقي أشبه بمسلسل يومي , فلم يمر يوم الا ويتساقط فيه الأبرياء المدنيين من النساء والأطفال , وصرنا نشهد كل اربعاء يوما داميا , فبينما لا يزال الحزن يلفنا على ما فقدناه في يوم الأربعاء 31/8/2005 في فاجعة جسر الأئمة , انبئتنا اخبار يوم الأربعاء 14/9/2005 استشهاد اكثر من مائة وخمسين بريئا مدنيا , فمنهم من كان يتطلع الى فرصة عمل ولو ليوم واحد من اجل اعالة عائلته , والآخر كان في طريقه لعمله او لمراجعة معاملة تكرر ذهابه وأيابه لمراجعتها بسبب عدم تمكنه من دفع الرشوة المطلوبة , أو لكونه لم يكن منتميا لحزب من احزاب الحكومة ، حتى يحصل على تزكية لعراقيته وكفاءته ضمن مواصفات الأستحقاقات الأنتخابية .

يتابع شعبنا العراقي من خلال وسائل الأعلام المسموعة والمرئية والمقروءة وخاصة الفضائيات وما اكثرها , الخطط الأمنية التي تم وضعها لمكافحة الأرهاب , وتشكلت الوية الأسد والذئب والنمر والثعلب ثم العقرب والأفعى ثم المصطفىوالكرار والحسين والعباس , ونقلت الأخبار ان حملات الأعتقال اسفرت عن اعتقال المئات من الأرهابيين ومن ضمن هؤلاء العديدين من المساعدين المهمين للزرقاوي ، فمرة سائقه واخرى وكيله في الموصل وقائد كتيبة وقائد خلية وهكذا .

رغم كل ذلك فالجرائم الأرهابية مستمرة ومتواصلة , لابل تعدت حدودها كثيرا , بالأعلان عن استخدام المواد الكيمياوية , واعلان الحرب ضد كل الشيعة في العراق , أي اعلان الحرب ضد اكثر من ستة عشر مليونا , واصبحت مع الأسف يد الأرهاب طويلة , وفرضوا سيطرتهم على احياء كاملة " العامرية ، الدورة، التاجي مثلا" , لا بل مدن كاملة " تلعفر, القائم ، حصيبه مثلا" , ونقلت اخبار يوم الخميس 15/9/2005 احتلال الأرهابيون لمركز مدينة الرمادي وفرض سيطرتهم على احيائها , وفرار اجهزة الشرطة والحرس الوطني فيها , واجتياح الأرهابيون لمدينة الأعظمية في صباح نفس اليوم .

واصبح المواطن العراقي عندما يخرج من بيته لا يتوقع عودته سالما ، ولسان حاله يقول " اذا لم امت في هذا الأنفجار فقد اموت في الأنفجار القادم " , فلقد مل الناس التباري بين المسؤولين على الظهور امام الفضائيات , وسئم الناس سماع التصريحات والخطب ، ويريدون حلا سريعا لحالة فقدان الأمن والرعب التي يعيشونها .

والأخوة في احزاب الأسلام السياسي الشيعي يقدمون خدمة بشكل غير مباشر لقوى الأرهاب , من خلال اعتمادهم اسلوب المحاصصة الطائفية سواء في ادارة الدولة او التعامل مع ابناء شعبنا , فأنشغلت منظماتهم الحزبية وميليشياتهم العسكرية بمراقبة ومتابعة ومحاسبة من يبيع الخمر او من يرتدي الجينز من الشباب وصالونات الحلاقة للنساء واجبار النساء على ارتداء الحجاب بالقوة سواء كانت المرأة تدين بالأسلام او بغيره , تاركة عناصر البعث الفاشي واجهزته الأمنية المتعددة وفدائي صدام والتكفيريين القادمين من الخارج , يسرحون ويمرحون , ويرتكبون ابشع الجرائم بحق ابناء شعبنا المسالم الذي تحمل ولا يزال يتحمل الكثير .

احزاب الأسلام السياسي الشيعي بحكم توليهم مقاليد السلطة في البلاد , تتحمل مسؤولية تاريخية في المحافظة على ارواح وممتلكات ابناء الشعب الذي اوصلهم لما كانوا يحلمون به , وعليهم التعاون مع كل القوى والأحزاب الوطنية والديمقراطية , ومع مؤسسات المجتمع المدني , للوقوف بوجه قوى الأرهاب , والتخلي عن اسلوب الأستئثار بعد الفشل الذريع الذي جنته نتيجة اسلوبها هذا , وتكرار المصائب , التي لا تميز بين متأسلم او ديمقراطي , فالجميع في قارب واحد , والأرهاب لا يستثني احدا , وما مر من آلام خلال فترة الشهور الأربعة خير درس لمن يعتقد ان الحل يكمن في يده وحده .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طبيب يدعو لإنقاذ فلسطين بحفل التخرج في كندا


.. اللواء الركن محمد الصمادي: في الطائرة الرئاسية يتم اختيار ال




.. صور مباشرة من المسيرة التركية فوق موقع سقوط مروحية #الرئيس_ا


.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي




.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط