الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد ألمساخر ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 3 / 3
كتابات ساخرة


عيد ألمساخر ..
يحتفل أبناء الشعب اليهودي هذا اليوم بعيد ال"بوريم " ، والذي يستذكرُ فيه اليهود دور "إستير" في إنقاذهم من حكم الموت الذي أصدره بحقهم الملك الفارسي أحشافوروش ... لن ندخل في التفاصيل ، لكن هذا العيد هو عيد شكر وفرح على النجاة من حكم الإعدام لليهود .
ومن هنا نتوجه لجميع المُحتفلين بالعيد بالمُباركة التقليدية "عيد سعيد " .. ونتمنى لهم النجاة من حكومة نتانياهو أيضا ، والتي لم تجلب لهم سوى الفقر ..
ما يُميّز هذا العيد، هي الفرحة الكُبرى التي تُصاحب الإحتفالات والمسيرات ، التي يُطلق عليها أبناء عمومتنا إسم "عد لو يدع " وبالترجمة للعربية ، "حتى يفقد القدرة على التمييز "، كناية عن كميات النبيذ التي يحتسيها المحتفلون بالعيد بناء على فريضة "الإكثار من الفرح " الواردة في "وثيقة إستير " ، وهو نص يقرأُه اليهود في هذاالعيد .. ومن المُحبذ أن يسكر(يثمل ) المحتفلون حتى يحسبوا الثور ديكا .. ويسخروا من كل شيء (بلباس ساخر ) ومن هنا جاءت تسمية المساخر (العربية )!! صحتين على قلوبهم ...!!
ومن طقوس هذا العيد ، التنكر بأزياء تنكرية مختلفة ومتنوعة .. والمشاركة في المسيرات التنكرية التي تجوب بعض المُدن وأهم المسيرات في هذا العيد ، تُقام في مدينة حولون ..
وشعوب الدنيا جميعها تُخصّص يوما في السنة للتنكر وللحفلات التنكرية ، ما عدا العرب ، الذين يتنكرون بملابس تنكرية طيلة ايام السنة ..ثياب التقوى ، الورع ، العلم ، الثقافة والخيرية ..!!
لكن هل يقتصر التنكر على الأشخاص فقط ... ؟؟ وهل تستطيع الدول والمؤسسات أن تتنكر في أزياء تنكرية ..
فبناء على أقوال جون كيري في مؤتمر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المُتحدة ، قال كيري مدافعا عن إسرائيل وسياساتها ،بأنها الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق ، وبأن مجلس حقوق الإنسان مُصاب بوسواس قهري ضد إسرائيل ويُصدرُ ضدها سنويا عدة قرارات ... (كيري يرتدي ثوبا تنكريا للتغطية على غضبه من نتانياهو )
ولم يجد مُتسعا في كلمته للتحدث عن الإحتلال ، الذي هو رُبما ، زيٌّ تنكري إسرائيلي ..! بينما يتنكر الفلسطينيون كضحايا للإحتلال ( الذي هو حفلة تنكرية فقط ) ، ولننظر إلى هذا الطفل الفلسطيني الذي تنكّر في " بدلة تنكرية " ... كضحية :
https://www.youtube.com/watch?v=FqHwIDu6kVg
ولم يكتفِ الجنديان بإطلاق الكلب ، بل إن أحدهم يشتم الطفل ببذاءة ، قائلا له : يا إبن الشرموطة !!
وهذا الحادث والاف غيره ، يقوم به الإحتلال عبر وكلائه من الجنود والمستوطنين ، ليس سوى "خداع بصري " ، حسب جون كيري ..!!
وجون كيري ، يتنكّر بثوب الحريات والديموقراطية ، وينسى بأنه وحكومة بلاده ومنذ عشرات السنين ، تحمي (متنكرة طبعا ) العروش لأصدقائها "المتنكرين طبعا " ، بثياب الدكتاتورية والقمع ..!!
وقد ألقى نتانياهو بالأمس خطابا ، أمام اللوبي اليهودي "إيباك " ، وكان متنكرا بزي "دافيد " الصغير الذي سيهزم "شمشون الجبار " ..
ومن يتابعُ المسيرة التنكرية ألعالمية بقيادة "كيري " ، سيعتقدُ ويؤمن بأن إيران "أية الله " ، هي الدولة الوحيدة في العالم التي تسعى للحصول على سلاح نووي( ولا دولة غيرها على هذا الكوكب تملك سلاحا نوويا طبعا ) ...وأنها ستُهدد وجود دولة إسرائيل ، التي لا تملك ما تُدافع به عن نفسها ..!!
وبدون تنكر بأي زي ، فأنا مع "إبادة " الأسلحة النووية من على ظهر الكرة الأرضية .. لكن من أنا ، يعني حتى أقول ؟؟!!
على عكس عامة الشعب في إسرائيل وفي العالم ، الذي يرتدي أزياء تنكرية ، ليوم واحد أو بضع يوم ، فعالم السياسة ، بسياسييه ، رؤسائه ، وزرائه وسفرائه يقضون حياتهم في حفلة تنكرية متواصلة وهم يحتسون الخمر حتى الثمالة ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ


.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال




.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ