الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من وما هي القوى الظلامية؟

سعد الدين ابوالحب

2005 / 9 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


مصطلحات "القوى الظلامية" او "القوى التكفيرية" او "القوى الارهابية" الني تتداولها مؤخرا وبشراهة معتوهة احيانا الاقلام النزيهة والاقلام المستأجرة على حد سواء هي مصطلحات مختبرات الاعلام الامريكى الصهيوني المافيوي الساعي للهيمنة على مقدرات العالم ولاعادة العبودية بأشكال عصرية وعلى نطاق اممي. انها مصطلحات فارغة غير ملموسة وغير قابلة للتعريف حالها في ذلك حال المصطلحات التأريخية الشقيقة الاخرى التى تلاشى مفعولها او تأثيرها على العامة من امثال مصلحات الخير والشر التى دوخنا بها اعلام السلفيين المسيحيين الصهاينة المهيمن في الولايات المتحدة الامريكية منذ رونالد ريغن وحتى جورج بوش.

فاليساريون يحلو لهم كثيرا وصف القوى الدينية الداعية الى احترام دين الاغلبية ديمقراطيا بالقوى الظلامية. انهم بذلك يلمحون في ذهن القارئ الى وضع حماس، حزب الله، اردوخان، باقر الحكيم، السيستاني، ابطال الفلوجة، او الملا عمر في طرف واحد من معادلتهم الغير فيزيائية الديماغوجية هذه عن الضوء والظلام. وبالطبع يحرص غالبية "اليساريين المولودين من جديد"، او يساريي العم سام المولودين مابعد الانهيار السوفيتي، على التأكيد على "علمانية" دولة التعصب الديني الاولى اسرائيل او تجاوز الحديث عنها. تلك الدولة الاجرامية العشائرية المخربة التي خطط لها تأريخيا مجموعة مريضة وناكرة للجميل من صهاينة اوربا الاستعماية بناءا على خرافات دينية تأريخية. تلك الدولة الاخطبوط التي تقف اليوم وراء نشر اراء ومفاهيم الغاء حقوق الاغلبيات الدينية للجميع، ماعدا اسرائيل بالطبع، عبر فرض العلمانية الاستبدادية المشوهة التي يصفق لها البعض الغالب من اليساريين اليوم. علمانية على شاكلة علمانية تركيا أتاتورك وحلف الناتو والتي تعاقب من يقرأ او يدرس القرآن (وليس غيره من الكتب الدينية) بدون رخصة رسمية من الدولة بالسجن لسبعة اعوام وتمنع المرأة المحجبة من الدراسة في الجامعات او حضور جلسات البرلمان.

اما الطائفيون الشيعة في العراق والشوفينيين الاكراد في شماله فقصتهم قصة اخرى. فقد توهم هؤلاء انهم اصبحوا حقا قوة حليفة لقوى الاستعمار الصهيوني الامريكي الغربي. وتآمرو معها لتحقيق مصالحهم الانانية الضيقة التي التقت بالصدفة ومؤقتا مع مصالح الاخر في غزو العراق واحتلاله لازالة صدام حسين وحاشيته دون المساس بالطبع بجوهر نظامه الاستبدادي وانما بتعميقه. حيث يعتقد هؤلاء المتعاونون بشكل رخيص مع اعداء شعبهم التأريخيين ان استخدام مصطلح الظلاميون في وصف الاسلاميين السنة اوالسلفيين وغيرهم ممن يقاوم الاحتلال، حتى ولو لاسبابه الخاصة، قد يساهم بتقليص الفجوة بينهم وبين المتعجرفين من قادة الغرب و يساعد على اظهارهم كقادة متمدنين وفق المقاييس الامريكية. انهم يحاولون بذلك الاشارة للآخر الى انهم من المتنورين المعتدلين. الا ان المتعجرف بوش وكلابه القاتلة لا تفرق مابين عمامتي السستاني والحكيم وعمامتي الملا عمر والملا ضعيف. اوما بين عمامة الشيخ المصري الضرير عمر القابع في السجون الامريكية وعمامة الخامنئي. بل وحتى بين "ﭽراوية" العشائري مسعود البرزاني وعقال المنتفخ العشائري امير قطر، او ما بين ضريح الامام علي المذهّب وضريح الامام ابو حنيفة النعمان المتواضع! معذرة فعلينا ان نزف لهم الخبر المؤلم واليقين: كل عمائمهم واحدة امام "العدالة" الامريكية، ولكل عمامة يومها تحت اقدام حثالات الجيش الامريكي. فابناء البحرية الامريكان مدربون وتواقون للاستمتاع بنشوة الشعور السادي لوضع اقدامهم على رقابهم جميعا، خاصة وبينما هم يؤمون صلواتهم. انها قضية وقت ليس الا.

ولان الجميع اعطى لنفسه حرية استخدام مصطلحات الظلامية والظلاميون هذه نود هنا ان نستخدمها نحن ايضا وفق تعريفنا الخاص. اننا نعتقد ان القوى الظلامية هى تلك القوى التي تتعامل سرا من وراء ظهور شعوبها مع اعداء اوطانها المستعمرين، المثبتة تأريخيا جرائمهم ومطامعهم ومؤامراتهم، واضعة بذلك ابناء شعوبها في عتمة من امر عمالتها وخيانتها للمصالح الوطنية العليا او عبر ممارسة التعتيم عليهم وكأنهم في غرفة مظلمة. فالظلاميون بذلك هم المتأمرون على اوطانهم خلف الكواليس لتنفيذ مصالح المستعمرين وبعض مصالحهم الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا والعامة. انهم المتعاونون مع قوى الاحتلال والهيمنة الصهيونية لنشر الظلام الاخلاقي و الاقتصادي والامني والوطني والتربوي، ظلام المستقبل المجهول، على شاكلة الظلام الذي ينعم به عراق بوش اليوم او قد ينعم به لبنان جمبلاط غدا او مصر كفاية بعد غد. انهم المطبّلون لمشاريع الشرق الاوسط الكبير الامريكية الداعية الى احراق الاخظر واليابس من تراث وخبرات الشعوب العربية والاسلامية على علاتها لصالح انظمة مشبوهة يسيرها الامريكان الصهاينة كليا كبديل عن غالبية الانظمة الحالية التي لا يسيرها الامريكان الصهاينة كليا، بعد، رغم كونها غير قادرة على البقاء بدونهم. انهم المتباكين زورا على تحرر المرأة المسلمة التي تملك من الحقوق وفي العديد من البلدان الاسلامية اليوم ما يفوق بكثير ما تملكه زميلتها في تكساس بوش. متعمدين بذلك خلط اوراق الدين والعادات الاجتماعية. وحسب تعريفنا فالظلاميون والمتنورون ظاهرة عالمية وليست اسلامية فقط. فقادة ايطاليا برلسكوني والعملاء الكوبيون في فلوريدا او مجاهدي خلق في العراق او مجرمي حكومة هندوراس او خونة الوحدة الاوربية في بولونيا كلهم ظلاميون. اما غالوي، نصر الله، شافيز، احمد نجاد، او ابطال مدينة الفلوجة الباسلة فهم المتنورون ممن يرفض تسليم الاوطان لشلة الصهاينة الفاشست.
















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: الرئيس يجري تعديلا وزاريا مفاجئا ويقيل وزيري الداخلية


.. ما إجمالي حجم خسائر إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة؟




.. بعد فشله بتحرير المحتجزين.. هل يصر نتيناهو على استمرار الحرب


.. وائل الدحدوح من منتدى الجزيرة: إسرائيل ليست واحة للديمقراطية




.. وول ستريت جورنال: أسبوع مليء بالضربات تلقتها مكانة إسرائيل ا