الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دخول القوات التركية للأراضي السورية بروفة لعدوان تركي أطلسي قادم

عليان عليان

2015 / 3 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


دخول القوات التركية للأراضي السورية بروفة لعدوان تركي أطلسي قادم
بقلم : عليان عيان
في الثاني والعشرين من شباط الماضي الماضي وتحت جنح الظلام دخل ما يزيد عن 700 جندي تركي على ظهر مائة آلية من بينها 37 دبابة تدعمها طائرات من دون طيار للأراضي السورية، في منطقة منبج بمحافظة الرقة الخاضعة لاحتلال تنظيم داعش الإرهابي، بذريعة نقل رفات سلمان شاه جد مؤسس الدولة العثمانية ولإجلاء جنود أتراك يحرسون الضريح .
واللافت للنظر التغطية السياسية بلكنة استعمارية، التي قدمها أردوغان لهذا الدخول غير الشرعي للأراضي السورية بقوله: "أن ضريح "سليمان شاه"، الذي تغير مكانه مرتين قبل ذلك يؤكد أننا سنستمر في إحياء ذكريات أجدادنا، وفي رفع علم تركيا، في المكان الجديد الذي سينقل إليه بموجب الإتفاقيات الدولية" ، في إشارة للاتفاقية الاستعمارية المبرمة بين الانتداب الفرنسي على سورية وبين الحكومة التركية عام 1921 .
هذا الدخول غير الشرعي للأراضي السورية كان بمثابة حركة استعراضية أقدمت حكومة رجب طيب أردوغان على ارتكابها ، وهي خطة خطوة أقل ما يقال فيها بأنها خطوة استعمارية، تتماهى تماما مع ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة ، فكلا الحكومتان " التركية والإسرائيلية" تشتركان في قواسم مشتركة عديدة ، منها أنهما تنتميان لذات العقيدة السياسية والعسكرية للحلف الاستعماري الأطلسي " الناتو" هذا ( أولاً ) ( وثانياً ) أنهما تمثلان امبريالية فرعية قزمية للإمبريالية الأمريكية المركزية .
وفي تقديري أن هذا العدوان التركي الأردوغاني ينطوي على استهداف خطير من زاوية أنه لا يشكل انتهاكاً للسيادة السورية فحسب، بل بروفة لعدوان تركي أطلسي مباشر "ومحتمل" على شمال سورية، لإنجاز المنطقة العازلة في شمال سوريا التي تتوق تركيا أردوغان لإنجازها، في إطار أطماع احتلالية لحلب الشهباء ولتكون قاعدة لوجستية لدعم قطعان الارهابيين في سورية .
والذي يدفعنا لهذا الاستنتاج هو تصريح رئيس الوزراء التركي أحمد سعيد أوغلو بأن حكومته وضعت التحالف الأمريكي المزعوم لمحاربة الارهاب بصورة دخول الأراضي السورية في إطار تنسيق مسبق معه هذا ( أولاً ) ( وثانياً) أن هذا الدخول للأراضي السورية جاء بعد أيام من من توقيع اتفاق أمريكي مع تركيا يقضي بأن تقوم تركيا بتدريب وتسليح 3000 مقاتل في وسط تركيا ، توطئة لإدخالهم لسورية بغية محاربة مزعومة لداعش .
ما يجب الإشارة إليه بأن هذه الخطوة التركية هي خطوة بائسة ويائسة ، لن تغير من حقائق الواقع الميداني الذي فرضه الجيش العربي السوري على الأرض وفي ميدان المواجهة ، وأنها جاءت في سياق متغيرات أساسية قضت مضاجع تركيا ومن يقف ورائها ، وجعلتها تتخبط غير مدركة لحقيقة أن أحلام المنطقة العازلة وغيرها باتت وراء ظهر سورية العروبة، وأبرز هذه المتغيرات :
أولاً : الهجوم الاستراتيجي للجيش العربي السوري في جبهة الجنوب الذي أفشل مخطط الهجوم على دمشق، الذي كان يجري التخطيط له في غرفة العمليات في الجوار الإقليمي بقيادتها الأمريكية ، وغير قواعد الاشتباك المعمول بها في جبهة الجولان، ناهيك أن اجتثاث المنطقة العازلة التي أقامها الكيان الصهيوني قرب خط الهدنة بالتنسيق مع جبهة النصرة الإرهابية بات مسألة أيام في إطار الخطة المحكمة التي ينفذها الجيش السوري .
ثانياً : أن الجيش العربي السوري قلب الموازين في جبهة الشمال عبر تحريره المتوالي للبلدات والقرى في ريف حلب الشمالي، ووصول طلائعه إلى مدينتي نبل والزهراء البطلتين والمحاصرتين منذ سنتين .
والتطور الأهم – الذي قض مضاجع أردوغان – أن الجيش العربي السوري بات على وشك إكمال الحصار على مدينة حلب ، ما يقطع الطريق على إمكانية تواصل تركيا مع مجاميع الإرهاب في المدينة ، ما دفع بأردوغان إلى حركة يائسة بإدخاله بعض الضباط الأتراك للمدينة لمساعدة الارهابيين ورفع معنوياتهم المنهارة .
ثالثاً : أن القيادة السورية برهنت أنها قادرة على فتح جبهتين في وقت واحد بحيث يخوض الجيش العربي السوري معاركه في كلا الجبهتين بقوة واقتدار.
رابعاً: أن أطراف حلف المقاومة بات في صلب المواجهة مع أطراف المؤامرة على سورية، وإن كانت مشاركتها حتى اللحظة بشكل رمزي ومحدود إلى جانب الجيش العربي السوري، وما عاد بوسع أطراف المؤامرة الحديث عن تدخل إيراني أو لحزب الله لصالح النظام العروبي في سورية ، بعد أن اعترفت الإدارة الأمريكية نفسها عن تدفق غير مسبوق مؤخراً لما أسمتهم " بالمقاتلين الأجانب " إلى سورية ، مقدرة عددهم بعشرين ألفاً ، قدموا من تسعين بلداً .
خامساً : أن أطراف حلف المؤامرة على سوريا أسقط في أيديها بعد تقرير المبعوث الأممي إلى سوريا " دي ميستورا " ، بشأن خطته لتجميد العنف في مدينة حلب والذي قدمه لمجلس الأمن مؤخراً، ذلك التقرير الذي خيب آمال الإدارة الأمريكية وحلفائها، كونه أكد على دور النظام السوري الأساسي في حل الأزمة السياسية وعلى دور الجيش السوري الأساسي في مكافحة الارهاب ، ناهيك أن الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد وضع ثلاث محددات لقبوله بمبادرة دي ميستورا وهي " الحفاظ على حياة المواطنين، والحفاظ على مؤسسات الدولة والنظام ، والضغط على كل الدول لتطبيق قراري مجلس الأمن 2170 و 2178 لوقف تمويل وتدفق الإرهابيين إلى سورية.
هذه المتغيرات أربكت حكومة أردوغان" الحليف المركزي لداعش " ومن ورائها الإدارة الأمريكية ، وبالتالي فإن خطوة دخول قوات تركية للأراضي السورية لمدة ساعات ، وقبلها خطوة إبرام اتفاق تركي أمريكي لتدريب مقاتلين ( معارضين - ارهابيين) على أراضيها ، تشكلان معاً قفزة مرتبكة لن يكون لها أي مخرجات لا سيما وأنهما " تركيا والإدارة الأمريكية " تدركان جيداً أن حلفاء سورية لن يقفوا مكتوفي الأيدي في مواجهة أي عدوان عسكري مباشر من قبل تركيا وحلفاءها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة


.. مستقبل غزة في -جيوب إنسانية- .. ملامح -اليوم التالي- تتكشف




.. إسرائيل تعتزم بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة خلال أيام