الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- ذكرى- 3 مارس بين الشؤم والغبطة أو صراع المتناقضات ووحدتها

زينب حمراوي

2015 / 3 / 4
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


3 مارس مناسبة مشؤومة في تاريخ المغرب تؤكد صحة المنطق الجدلي خصوصا "مبدأ صراع المتناقضات ووحدتها":
انطلاقا من منطق التناقض في الفكر الجدلي أتذكر الوجه الآخر الإيجابي لذكرى 3 مارس المشؤومة التي لاتخرج عن استراتيجية الدكتاتوريات في تسخير كل الأساليب لخلق قطيع من الشطاحة والمداحة والطياحة انطلاقا من المدخلات الإيدلوجية في منظومتنا التعليمية. يقف وجه أخر منتصبا مشرقا.
حقيقة كنا محظوظين كتلاميد التعليم الابتدائي فكان من حظنا أن نتتلمذ على يد أحد الأساتذة المقتدرين حقا . علما ومعرفة وحلما ووعيا سياسيا لم ندركه إلا بعد أن أصبحنا شبابا منظما في نقابة التلاميد بالثانوية.....وبعدها في الكلية .فكان لنا بمثابة الموجه الذي استطاع حقننا بالمضادات الإديلوجية.بل لقحنا ضد الفكر الرجعي وضد الخنوع من حيث لاندري لنجد أنفسنا ننخرط تلقائيا في جبهات الرفض عبر القنوات الجمعوية في مراحل لاحقة .ومنها الى تكوين نظرة شمولية بفعل التكوين الذاتي والتوجيه السليم لنشق طريقنا نحو الوعي السياسي في أفق امتلاك البوصلة النضالية..قلت كنت واحدة من المحظوظات التي تتلمدت على يد هذا الاستاذ المناضل بالفعل . ليس بالشعار كما هو عليه الحال بالنسبة للغالبية من مدعيي النضال المخملي.بل بالعمل الجاد والدؤوب في تكوين أجيال من المناضلين من أبسط الأشياء من خلال العمل التربوي في القسم.
فمارسنا الديموقراطية انطلاقا من احترام رأي الآخر . وعمليا من خلال انتخاب مكتب تعاونية القسم ترشيحا وتصويتا وإشرافا جماعيا مسؤولا بكل شفافية بالمشاركة في كل مراحل العملية.فتعلمنا آليات التنظيم من خلال اشتغال اللجن الوظيفية والمحاسبة الإدارية والمالية انطلاقا من مهام الرئيس والأمين ونوابهما والمستشارين . سنتين في المستوى الخامس والسادس ابتدائي كانتا كافيتين لنعرف كل ما يتعلق بالعمل الجمعوي فكرا وتنظيما ومسؤولية ناهيك عن ملكة البحث والتنقيب وإعمال التفكير العقلاني في أبسط الأشياء ناهيك عن العلاقات الاجتماعية بين الزملاء حيث كنا نحفز على ربط كل فكر بالعمل . أتذكر أن جميع دروس النشاط العلمي كانت تقام بالتجارب العملية فيدفعنا الى المشاركة في التجربة بشكل جماعي مع تدوين الملاحظات والقيام بالاستنتاجات ....... . على مستوى البستنة فكان يربط بين الدروس المتعلقة بالانبات بالمغروسات بأبسط الوسائل من أدوات وبذور وسقي......فأنشأنا حديقتنا المدرسية بالمشاتل والتشجير.فعممنا أشجار المشمش على كل الأماكن في المدرسة.أما على مستوى التعبير فكان يشجعنا على المطالعة الحرة بتكوين مكتبة انطلقت من الفصل لتعم المدرسة وجعلنا مسؤولين على إدارتها محفزا إيانا على الكتابة والمشاركة في الندوات في المناسبات والأيام العالمية للتغذية والكتاب والتشجير وحقوق الانسان خصوصا المتعلقة بالطفل والمرأة والصحة....أما فيما يخص الاستعداد ل 3 مارس المشؤوم والذي كان مفروضا بشكل قوي مقرون بالرهبة والقمع والبطش بجميع الوسائل. حيث تنزل إيديلوجية النظام بكل ثقلها التسلطي والتدجيني فقد كنا نستفيد من حفظ أغلب أغاني فيروز ومصطفى الكرد ومارسيل خليفة وفرقة أغاني العاشقين الفلسطينية.....
أتذكر أحيانا عندما يهزنا الحماس الطفولي فنرفع نشيد صوت "الحسن ينادي........اقتداء بزملائنا في الفصول الأخرى بدافع التقليد البريئ كان يتدخل بكل خبث ليغير الموضوع رافعا نشيد "دب الحلزون فوق حجارة ******من أين أتى يحمل داره" فنتبعه بكل براءة.حقيقة كنا لانفهم الدافع لذلك لكننا كنا نرجع ذلك إلى أمر لايعلمه الا معلمنا المثل الأعلى الذي كان بالنسبة لنا يعني كل شئ . فلم ندرك هذا الموقف ذو البعد السياسي العميق في رفض دور المدجن للقطيع إلا بعد سنين في المرحلة الثانوية.فتحية لهذا الأستاذ العظيم وتحية لأمثاله من جيل المناضلين وجنود الخفاء الذين استطاعوا أن يكونوا فينا مصل الرفض للإديلوجيا الرجعية والاستبدادية السائدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيديو مجتزأ من سياقه الصحيح.. روبرت دي نيرو بريء من توبيخ


.. الشرطة الأميركية تشتبك مع المتظاهرين الداعمين لغزة في كلية -




.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب