الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحظة النصر على -داعش- لحظة هزيمة - البعث- فكراً وتنظيماً

جاسم محمد الحافظ

2015 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لحظة النصر على "داعش" لحظة هزيمة " البعث" فكراً وتنظيماً
الدكتور جاسم محمد الحافظ
يدور جدل عقيم في أوساط بعض السياسيين العراقيين النافذين في الحكم, حول الموقف من حزب البعث العربي الاشتراكي , الذي ساس العراق لعقود طوال, منذ اسقاطة لثورة 14 تموز 1958 الوطنية في عام 1963 - بالتعاون مع الاستخبارات البريطانية وبعض الدوائر الرجعية العربية الإقليمية - ومن ثم عودته الى الحكم بدعم أمريكي في إطار لعبة استبدال الرموز البعثية في الحكم, في 1968 حتى سقوطه المدوي في 2003 على أيدي الأمريكان ذاتهم, استجابة لمتغيرات مصالحهم الإستراتيجية, وهروباً من عار جرائم البعث ولعنات ضحاياه المسفوحة دمائهم الطاهرة على أرصفة شوارع المدن وفي القرى العراقية , لكن هذا الجدل المشار إليه أعلاه استفز ويستفز مشاعر العراقيين ويهدد أحلامهم المشروعة في بناء نظام ديمقراطي إنساني, مفضياً إلى دولة العدالة الاجتماعية المنشودة, ولا شك من ان الداعين إلى تأهيل البعث وقياداته, تطابقت مصالحهم الاقتصادية مع نهج البعث وفلسفته في إدارة الدولة القائمة على التمييز الطائفي والعرقي والإستأثار وتهميش الخصوم السياسيين, إن الخسائر الجسيمة التي دفعها ويدفعها المجتمع العراقي, بسبب البعث وتحالفاته البائسة الآن مع داعش , والذي أفضى الى سقوط الموصل ومحفظات غرب العراق وما رافقها من مآسي وآلام, كسبي النساء وقتل الرجال والأطفال والشيوخ وتحطيم شواهد الإرث والتاريخ العراقي بهذه الوحشية والهمجية, ان هذه الأفعال المستهجنة تزيل اي مبرر يتعكز عليه كل مدعي بأهمية إعادة تأهيل البعث لضمان الاستقرار, وتؤكد بأنه ادعاء ساذج ويشكل خرقاً للمنظومة الأخلاقية للشعب العراقي وتعطيلاً لإعادة أعمار البلاد ووضعها على طريق التنمية المستدامة, ويدلل على ان اللاهثين وراء هذه الإدعاءات واهمون ولا يجيدون قراءة الواقع السياسي الحالي , الذي تجسد في تعميق إدراك الشعب بحقيقة الخطر المحدق بوحدة بلادنا وبتهديد الهوية العراقية الجامعة كتطبيق لمقولة الطاغية المجرم صدام حسين " من يأتي بعدنا سيستلم العراق خراباً"
إنني اعتقد بان عملية تحرير البلاد من داعش والعالقين بأذيالها من بقايا البعث المقبور, التي تكلفنا دماء عزيزة وموارد ضخمة هي اللحظة التاريخية المناسبة للخلاص من هذا الطاعون الأسود – البعث - الذي لا ينبغي إن يكون قدر العراقيين الى الأبد, يجب ان يسدل الستار وبشكل نهائي عليه وفقا للدستور العراقي الذي حَرَمَ نشاطه , وان يصار الى حملة فكرية هادئة ومدروسة ونشاطات ثقافية تحصن المجتمع من مخاطر هذا الفكر العنصري والإقصائي وكل أفكار التمييز بين العراقيين, ولنا في الشعب الألماني نموذجاً طيباً في محاربة الفاشية وقبرها إلى الأبد وملاحقة كل من يسعى لتبيض صفحتها.
أنني اقترح لمكافئة جيشنا العراقي البطل وقوات الحشد الشعبي والبيشمركة وأبناء المناطق المنكوبة وذوي شهداء المقابر الجماعية وجريمة الأنفال في حلبجة والمغدورين في سبا يكر والبونمر ولضحايا الشعب من شهداء وسجناء ومفصولين سياسيين, ان يعلن يوم النصر على " داعش " يوم الانتصار الكبير والحقيقي للعراقيين على " حزب البعث العربي الاشتراكي " فكراً وتنظيماً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |