الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقع سهوا ........: بين ( السيد )الشاعر و(السيد ) وزير الثقافة !!؟

أحمد حيدر

2005 / 9 / 18
الادب والفن


أعتقد ان الكثيرين من ذوي الاهتمام بالشأن الثقافي - في البداية - كانوا يشاطرونني الرأي، بأن تعيين السيد محمود السيد وزيرا للثقافة، سيكون بداية الصحوة الثقافية ،و إيذانا بانقشاع الغيمة السوداء التي تلبدت بها سماء الثقافة في سوريا ردحا طويلا من الزمن ،والتي لم تمطر سوى الخيبة في الأرض العطشى : للفكر ، والأدب ، والفن ... واعتبره آخرون بمثابة انقلاب جذري على المفاهيم البالية ، وتكريسا لمقولة ( الرجل المناسب في المكان المناسب ) ، لما يحظى به هذا الإسم : ( محمود السيد ) صاحب رائعة - مونادا دمشق - من مكانة مرموقة في الوسط الثقافي ، نظرا للدور الهام الذي لعبه في الستينات من القرن الماضي - مع لفيف من الشعراء - في إرساء دعائم قصيدة النثر ليس في سوريا وحدها فحسب ، بل في العالم العربي كله ! لا شك ، ليس في الأمر ما يثير الاستغراب ، أن يتبوأ شاعرا كبيرا هذا المنصب ، كما يحدث في العديد من دول العالم ، لكن وجه الغرابة تكمن في تجاوز ( الموروث ) الذي لم يتعود عليه المواطن السوري ، فثمة أسماء معروفة في عالم الفكر ، و الأدب، والفن ، تقلدت مناصب هامة، و في أعلى هرم السلطة السياسية منهم : الرئيس الأمريكي رونا لد ريغن
( الممثل السينمائي )،والرئيس التشيكي ( الكاتب المسرحي ) ، ووزير الخارجية الفرنسي الأسبق( الشاعر ) ، ووزير الثقافة المصري ( الفنان التشكيلي ) ، ووزير الثقافة في اقليم كردستان ( الشاعر ) !! كان يخيل إلي ان زمن الندب والنواح ، وشد الشعر ، ولطم الصدور قد ولى نهائيا ، وإلى الأبد ، و ان وزارة الثقافة في سوريا ستنقلب رأسا على عقب ، وتعيد النظر في العديد من القضايا الثقافية ، التي أسهمت في الركود الثقافي في البلاد ، و (المراوحة في المكان ) وان حدوث قفزة نوعية لا محال منها ، سوف يبذل سيادة الوزير كل ما بوسعه للقضاء على المظاهر البيروقراطية ، التي استشرت في المؤسسات الثقافية في البلاد ،وتسترد الثقافة عافيتها ، لما يتمتع به الرجل من مؤهلات فكرية ، وثقافية ، تمكنه من تحقيق المرتجاة،بدءا من المسرح ، مرورا بالسينما ، وانتهاء بالثقافة ،والفكر ، والأدب !! ، وكان يخيل إلي أيضا ، ان مهرجان دمشق المسرحي سيغدو مهرجانا حقيقيا - بعد غياب دام أكثر من( 15) سنة- سوف يستقطب أشهرا لفرق المسرحية في العالم ، يلتقي الجمهور السوري خلالها - وجها لوجه - مع عمالقة الفن في العالم ، ويتيسر للمواطن التقاط صورة تذكارية - ببساطة - مع نجمه العالمي المفضل ! أما المهرجانات المسرحية المحلية فحدث ولا حرج ، سوف يحدث انفراج غير معهود في تاريخ الثقافة السورية ، عندما تشارك فرق كردية (مسرحية ، و غنائية ) - أسوة بالفرق الآشورية ، والأرمنية ، وبقية الاثنيات الموجودة في سوريا لإظهار الصورة الطبيعية ( للنسيج الوطني ) - في المهرجانات المحلية مثل : مهرجان المحبة، والبادية ، وبصرى الشام ، ومعرض دمشق الدولي، و ....الخ و يتم خلالها تكريم الفنانين الكرد - المتميزين - أصحاب المواهب ،الذين تم استبعادهم ( إقصاؤهم ) عن ممارسة واجباتهم الوطنية ، التي تؤدي إلى التماسك المجتمعي ! وتعود مجلة ( الحياة المسرحية ) إلى سابق عهدها الذهبي ، بعد ان كانت مجلة فصلية ، تحظى باحترام القراء ، فتحولت إلى سنوية ، ثم تحولت إلى المجهول !!؟؟ ويزداد إنتاج عدد الأفلام السورية - التي تحصد الجوائز في المهرجانات العالمية - بعد منح الاستقلال للمؤسسة العامة للسينما ، وتشجيع المخرجين السوريين على اختيار السيناريوهات المناسبة - دون مساءلة - التي تتناول معاناة المواطن ، وهمومه ، وإزالة الحواجز( الوهمية ) أمام تصوير مشاهد سينمائية في قرى ، وبلدات الجزيرة ، أثناء احتفالات الكرد بعيد النوروز في 21 آذار أو في مواسم الحصاد ، أو الأعراس ، ودعمها ماديا ، ومعنويا !! وتشرع وزارة الثقافة أبوابها الموصدة ، أمام المبدعين الحقيقين- المهمشين - من أبناء هذا الوطن ، بغض النظر عن العرق ، أو الجنس ، أو ... ، لطباعة نتاجا تهم الإبداعية (الفكرية ، والثقافية ) - بعد أن اقتصرت ولسنوات طويلة ، منشوراتها على ثلة من الأسماء غير المعروفة في الساحة الثقافية - كأن تعيد مثلا : طباعة الأعمال الكاملة للشاعر الكردي الكبير جكر خوين ، أو لمجايليه أمثال : سيداي تيريز، و بيبهار، وسيداي كلش ، وجميل ملا سيدا وأسماء من الجيل الجديد ! ويكف الرقيب( الأمي ) عن تدوين ملاحظاته - المسبقة الصنع - و وضع الخطوط الحمراء تحت الأسماء ،والرموز الكردية , في الأعمال التي تقدم إلى الوزارة للموافقة على طباعتها ، حتى لو كان صاحبها من قومية أخرى !!
اكتشفت متأخرا، بأنني كنت أحد المغررين به ، وان ( سيدنا )الوزير هو غير( سيدنا)الشاعر!!
في محاضرته الأخيرة ، التي ألقاها السيد وزير الثقافة في محافظة الرقة ، بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية ، أثارت ردوده تساؤلات عديدة حول : نشر ثقافة حقوق الإنسان في سوريا ، والقضية الكردية ، وعن شيوع ثقافة الخوف ، التي تسعى إليها بعض الجهات ، والتي تتنافى مع روح العصر ،و تؤكد على الاستعلاء غير المبرر ، و قصورفي الرؤية في التعامل مع الآخر ، الرؤية الأحادية ، التي تحاول بعض الجهات ترويجها تحت ذرائع واهية ، التي لا تنتج غير ردود أفعال ضارة ، في الوقت الذي نحن أحوج فيه إلى الانفتاح ، وتوسيع الحوار الوطني العقلاني ، وإفساح المجال أما الرؤى (البناءة) لا ( الهدامة ) !! في سياق رده على السؤال المتعلق بحقوق الإنسان ، أورد قصة الخضر مع النبي موسى ، والشخص الذي أراد أن يثقب السفينة ، ومحاولة تشبيه النشطاء بهذا الشخص متناسيا ان الشخص الذي ذكره في القصة كان يريد إنقاذ السفينة من الغرق ؟؟ أما رده على سؤال حول تبني وزارة الثقافة في سوريا ، للثقافة الكردية ( باعتبارها عاملا داعما للثقافة الوطنية ) يطالب ( السيد ) الكرد ( الكتابة بالعربية ولا حل آخر غير ذلك ) حسب رأيه ، ويذكرني هنا بتصريح شبيه للسيد وزير الداخلية أثناء أحداث 12 آذار 2004 : ان الكرد هم عرب سوريون - هذا الرأي المتسرع الذي افندته الوقائع ..! والسؤال الذي يطرح نفسه : من المستفيد من إنتاج هذا الفكر المتزمت ، الذي ينطوي على تسرع من جهة ، وتجاهل للمكونات الرئيسة للنسيج الوطني من جهة ثانية ؟! وهل يسهم هذا الفكر في نتاج حالة وطنية جماعية عامة ، وتفعيل الحياة السياسية في البلاد !؟ و كيف يمكن إقصاء الكرد - القومية الثانية - الذي لعب دورا لايمكن الاستهانة به في الحياة السياسية ، والفكرية ،والثقافية في البلاد ، برز منهم رجالات في مختلف المجالات بينهم : رؤساء الحكومة ، ووزراء ، وفي الفكر ، رئيس المجمع اللغوي وصاحبها محمد كرد علي ، وقائد ثورة الشمال إبراهيم هنانو ، والشاعر الكبير الذي عرف بشاعر الثورة السورية : خيرالدين الزركلي ، ومؤسس الأغنية السورية ، ,و ..و...و.........!
ما يثير الدهشة ، هو رد ( السيد ) الوزير حول إغلاق السلطات للمنتديات الثقافية ، في بعض المحافظات السورية الذي أعترف بانه ( لم يسمع بهذه المنتديات ) ليؤكد بذلك ان جهات أخرى ، لا علاقة لها بالثقافة ، تمارس الاختزال ، وإصدار الأحكام القسرية من دون ضوابط معرفية ، أومرجعيات تجيد قراءة الواقع ضمن سياقها الموضوعي ، والعقلاني !!
أخيرا ، أقدم اعتذاري الشديد للشاعر الكبير محمود السيد !!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا