الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين إسرائيل ودول الخليج وإيران والحَكَم اوباما ( عايل يالأسمر عايل )

احمد حسن العطية

2015 / 3 / 5
السياسة والعلاقات الدولية


بنفس أسلوب الخطابة لونستون تشرشل أستهل وأسترسل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وهو يخاطب أعضاء الكونكرس والشعب الأمريكي لأستحصال الدعم والضغط على الرئيس الأمريكي اوباما لمنع توقيع الاتفاق المتوقع إبرامه بين أمريكا ومجموعة 5+1 من جهة وإيران من جهة أخرى للسيطرة على الملف النووي الإيراني , واستعرض نتنياهو العقلية الإيرانية التي من أدبياتها التأسيسية مبدأ مواصلة الجهاد ضد قوى الكفر والاستكبار العالمي والمتمثلة بأمريكا باعتبارها الشيطان الأكبر وإسرائيل الغاصبة لأرض المسلمين فلسطين . وأشار إلى أن الاتفاق مع إيران سيمكنها من امتلاك السلاح النووي خلال سنة واحدة فقط وهذه مدة قياسية , كما أشار إلى إن إيران الآن تبتلع عدة دول في الشرق الأوسط في إشارة إلى العراق وسوريا من جهة ولبنان في حوض المتوسط من جهة أخرى وتدعم حركة الحوثيين في اليمن , ولهذا يجب إيقاف الحركة الرهيبة والقوية لإيران لأنها تشكل تهديدا على إسرائيل والعالم كله , كما تناول في حديثة تغريدة آية الله الخامنئي على تويتر وباللغة الانكليزية والمتضمنة ( إن إسرائيل يجب أن تمحى وتُباد ) ,في تصور نتنياهو إن الاتفاق المزمع عقده مع إيران في اقرب وقت هو ( سيء جدا ) , وان الاتفاق يجب أن لا يتم وان بديله ليس الحرب وإنما اتفاق أفضل أي أن اعتراض إسرائيل على تفصيلات الاتفاق التي ستمكن إيران من امتلاك السلاح النووي وهذا ما سيولد سباق تسلح نووي في المنطقة الأخطر في العالم ( الشرق الأوسط ) تقوده دول الخليج العربي القلقة من امتلاك إيران للسلاح النووي بقيادة المملكة العربية السعودية . كما إن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي كان منطقيا إلى حد بعيد حينما طالب بعدم تخفيف العقوبات الاقتصادية على إيران إلا بعد قبولها بشروط ثلاثة أولها إيقافها اعتداءاتها ضد الدول المجاورة لها في الشرق في إشارة إلى العراق وسوريا والتدخل في اليمن , وثانيها إيقاف دعم الإرهاب في العالم في إشارة إلى دعمها لحزب الله اللبناني ومنظمة حماس الفلسطينية , والشرط الثالث هو إيقاف تهديداتها بالقضاء على إسرائيل كونها الدولة اليهودية الوحيدة في العالم , وهنا نلاحظ محاولة در العطف من الحضور للتعاطف مع اليهود وقضيتهم والتذكير بمحرقة الهلوكوست وعدم تكرارها مرة أخرى .
الطريقة والأسلوب الذي اعتمده نتنياهو في حضوره إلى الكونكرس وخطابه يراه بعض السياسيين انه ذو تأثير مدمر غير قابل للتصحيح لطبيعة العلاقات بين اوباما ونتنياهو . حيث رد اوباما عند سؤاله عن خطاب نتنياهو بأنه لم يأتي بجديد ولم يقدم بديلا ناجحا قابلا للتطبيق حول الملف النووي الإيراني , وأضاف اوباما إن السؤال المهم والرئيسي هو كيف بإمكاننا منع الإيرانيين من الحصول على السلاح النووي .
يرى ( مارتن اندك ) مهندس الفوضى الخلاقة إن العلاقات بين نتنياهو واوباما أصبحت ( سامة ) , كما يرى بعض المختصين إن خطاب نتنياهو ليس أكثر من مناورة انتخابية مبكرة لا قيمة لها ,
إسرائيل ودول الخليج العربي قلقة من إبرام هذا الاتفاق وترى إن إبرام هكذا اتفاق سيحصن إيران وحكومة آيات الله من أي احتمال لثورة من الداخل , وبالنتيجة سيتم تصدير الثورة الإيرانية إلى كثير من دول الخليج وخصوصا أن شعوب المنطقة جاهزة للقيام لربيع جديد يطيح بديكتاتوريات العالم الإسلامي وخاصة المملكة العربية السعودية الأكثر قلقا من هذا التقارب والاتفاق الإيراني - الأمريكي .

الذي يجب الانتباه إليه هنا هو عدم وجود تطمينات حقيقية صادقة من الولايات المتحدة لدول الخليج باتجاه الحد من النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة , فإيران تقاتل في العراق مع الحكومة لمواجه شر داعش حيث دُفعت الحكومة العراقية دفعا إلى الارتماء في الحضن الإيراني لغياب الحليف العربي وهذا تتحمله الولايات المتحدة الأمريكية التي قدمت العراق على طبق من ذهب إلى الشهية الإيرانية , وصدق الجنرال سليماني حينما قال مخاطبا الأمريكان ( لكم السماء ولنا الأرض ) وهذا سبب قلق دول الخليج المحاذية حدوديا مع العراق .
المملكة العربية السعودية وكل دول الخليج وإسرائيل قلقة من التقارب الإيراني الأمريكي وخصوصا إن المباحثات مستمرة من اجل التوصل إلى الاتفاق حول الملف النووي الإيراني حيث اللقاءات مستمرة بين كيري وظريف للتوصل إلى اتفاق , وبين نتنياهو وحكومات الخليج وإيران لسان حال الاسرائيلين والخليجيين يقول مخاطبا اوباما ( عايل يالاسمر عايل , صبح ضعنكم شايل ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟