الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينما يصبح الكلام من لؤلؤا ....

الياس المدني

2005 / 9 / 18
القضية الفلسطينية


مرت عدة ايام منذ المؤتمر الصحفي المشؤوم الذي عقده ما يسمى بحزب حراس الارز والبيان اللعين الذي اصدره الحزب ويحرض فيه اللبنانيين ضد الفلسطينيين بل ويدعوهم ايضا الى ضرورة وواجب قتل الفلسطينيين وتهجيرهم ومصادرة املاكهم في لبنان.
ليس العجيب في الامر ان حزبا فاشيا كهذا يصدر هذا النوع من البيانات والتصريحات، وليس العجيب ان يصدر هذا الكلام في بيروت المدينة التي تعشق الحرية وتدفع يوميا ثمنها غاليا. لكن العجيب هو الصمت الذي ساد من طرف القيادة الفلسطينية الرسمية (منظمة التحرير والسلطة الوطنية) وغير الرسمية الاحزاب والحركات الوطنية).
نعم يشهد للسلطات اللبنانية دورها المتأخر في ملاحقة قيادة ما يسمى بحزب الارز، وتوقيف قيادته التي اطلقت التصريحات العنصرية والفاشية، الا ان هذا لا ينوب عن القيادة الفلسطينية، ولا يقوم بدورها في حماية ابناء الشعب الفلسطيني اينما كانوا.
ان دور السلطات يتمثل اساسا في توفير الحماية القانونية والخدمات لابناء شعبها الذي تستمد منه قوتها وتستمد منه حقها في تمثيله، واذا ما تساهلت في تأدية هذه الواجبات تفقد حقها في النطق باسمه.
لا اتصور ان اية دولة او اية حكومة او اية سلطة تصمت في اللحظة التي يتم فيها تهديد مئات الالاف من ابناء شعبها. كلنا نذكر ان امريكا اقامت الدنيا واقعدتها عندما قتل مواطن امريكي واحد اثناء عملية اكيلا لاورو، حتى الهند لم تتساهل مع حكومة الامارات التي ارادت طرد (وليس قتل) المئات من الهنود المقيمين بشكل غير رسمي في الامارات. اما آن الاوان لنا ان نتعلم حتى من الدول التي نعتبرها اقل من مستوانا في التقدم الحضاري المزعوم؟
يقول المثل العربي ان الصمت من ذهب. نعم. هذه حقيقة ولكن احيانا يكون الكلام من ياقوت خاصة في هذه اللحظة وتوقيت اصدار هذا البيان العنصري. هل كان صدفة ان يصدر هذا البيان في ذكرى مذابح صبرا وشاتيلا؟ هل كان مصادفة ان يصدر على بعد عدة كيلومترات من المكان الذي ذبح فيه الالاف من ابناء شعبنا مثل الخراف؟ وهل هي مصادفة ان يصدر هذا البيان في الوقت الذي تقاعست فيه القيادة الفلسطينية عن تمثيل فلسطين على اعلى المستويات في قمة الامم وتترك المسرح للحكومة الصهيونية بقيادة جزار صبرا وشاتيلا كي يحصد الجوائز في اليوم الذي تصادف فيه ذكرى هذه المذبحة الرهيبة؟
يكون الصمت من ذهب حينما يكون الامر تافها ولا يحمل في طياته هذا الحجم من الاخطار والتهديد لوجود وحياة وممتلكات ابناء الشعب الذي يعاني الامرين، والذي على ما يبدو نسيت القيادة الفلسطينية تضحياته العظام من اجل الحفاظ على منظمة التحرير والقرار الوطني الفلسطيني المستقل. يحق لي في هذا المكان ان اوجه سؤالي للمسؤولين في القيادة الفلسطينية، هل نسيتم حينما كنت تنامون على التراب وتقاسمون هذه الفئة من ابناء شعبنا كل معاناته وتضحياته حتى تصمتوا اليوم عن كل المعاناة اليومية التي يواجهها من قبل التعامل العنصري ضده والذي تقوم به الحكومة اللبنانية واليوم ما يسمى بحراس الارز؟
اعتقد انه ان الاوان على السلطة الوطنية ان تقوم بدورها الحقيقي في حماية ابناء الشعب الفلسطيني اينما كانوا سواءا في غزة او مخيمات لبنان او الضفة او في المهاجر الاخرى. ان السلطة التي لا تستطيع حماية ابناء شعبها لا تستحق ان تنطق باسمه، ولا يحق لها ان تحتمي بالغطاء القانوني لتمثيله. ان اللهو بمسألة واحدة ونسيان المسائل الاخرى ان دل على شيء فهو يدل على عدم النضوج السياسي لهذه القيادة.
لقد ارتكتبت القيادة الفلسطينية في الشهر الاخير العديد من الاخطاء السياسية التكتيكية فهل تصبح قادرة على تحقيق الاستراتيجية واستعمل هذه الكلمة على افتراض ان القيادة الوطينة الفلسطينية لديها استراتيجية واضحة ومعلومة.
الكلام والكلام الشديد يكون جواهرا اذا ما اتى في وقته المناسب وفي المكان المناسب، وهذا الوقت هو الوقت المناسب للحماية ابناء شعبنا اينما كانوا وخاصة في المخيمات الفلسطينية في لبنان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة