الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيس السابق, أمّا بعد,,

شوقي سالم جابر

2015 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


في دُولِ الغربِ الكافر؛ بكفرنا بنعمة النجدين –وهناك من بدأ يرتدُّ منّا عن هذا النوع من الكفر- يعيشُ أشخاصٌ يحملون لقب "الرئيس السابق", ويُستضاف حامل اللقب لإلقاء محاضرات في محافل عامة؛ لينقل خبرته وتجربته السياسة الثرية في هرم القيادة, لجيل القادة الجديد, والباحثين وأصحاب الفضول, وشهادةً للتاريخ تكون حرة من قيودِ المنصب السابق.
يُعلّمُ طلاب عِلمهِ, عن صيرورة العلاقات الدولية والداخلية, وكيف احتال على النوازِلِ والكُربِ, وأين بَطَحتهُ الظروفُ والتقديراتُ الخطأ.
يستطيع الآن الحديث بصراحة أكبر, بعد أن تحرر من القيود الدبلوماسية, والسياسية, ومصالح الرعية, وربما الإتلاف الحاكم, وجماعات الضغط والمصالح, والمانحين لأصواتهم وأموالهم لإيصاله لمنصب الرئيس, ومن وَهبُوا أقلامَهم تجري بحبرها, ومن وأطلقوا العنان لحناجرهم تجأر بما تؤجر لأجله.
ثم أمّا بعد,,,
فباستثناء قلة من دُولنا تحصيها أصابع اليد الواحدة, ودولنا -ولله الحمد- لا تُحصيها أصابعُ اليدين والقدمين لو اجتمعوا له, لتنتشر بيننا ظاهرة موت الرئيس وتجاربه وفِقهِهِ في يومٍ واحد, ليُحاضر علينا عن سياسَته بعضاً من بطانتهِ المُسترزِقين بالإذعان.
في بلادنا, وقد أجمع معظم أهل العلم, وأهل الجهل؛ على أن الرئيس المخلوع أو المعزول لا يُؤخذ عنه سياسة, حتى لا يُفسّرُ "الثوار" ذلك بأنه انقلاباً وِردّةً عن ربيعٍ بلا زهور أو براعم.
أمّا بعد, كَمَان مَرّه,,
الدكتور محمود عباس أبو مازن, وفقه الله للخير, استبق بذكائه .., استبق مقالي هذا بسنوات حين أعلن أنه كتبَ العديدُ من الكتبِ, وأوصى أن لا تُنشر إلا بعد مَمَاته؛ قاطعاً الطريق على من سيُحاضر على الناس من بعدة زعماً بأنه يعرف كيف كان يُفكر فخامته؛ وحتى لا يكون هناك تناقضاً فجّا بين مؤيديه ومُعارضيه, وتكون كُتبه هي المرجع للباحثين عنه وقد كان يوماً باحثا مثلهم.
الرئيس بتلويحه بكتبٍ كتبها, وهو يُجيد "تكتيك التلويح" ويُحسنهُ؛ حتى حين يدعو لانتخابات لن يكون فيها مرشحاً؛ فهو بدعوته إنما يُلوّح لنا بعدم ترشيح نفسه, نفهم ذلك ونتظاهر بالتجاهل.
فخامة الرئيس بِتلويحه بكتبه؛ وكأنه يقول للمُلوّحِ لهم –كلٌ فيما يخُصه- بأنه سيقول في كتبهِ قولاً لم يقله؛ بسبب قيود منصبه, وظلّ هذا "الغير مُقال" يُؤلمه حتى وجد مخرجاً لقوله, وهو القول بعد وفاته؛ وها أنا أتمنى لنا طول العمر لنقرأ ما كتبت سيدي الرئيس.
ولكن لا أعرف سيدي أأشكركَ الآن أم بعد أن أقرأ ما كتبتَ, وكيف أشكُركَ لو مِتُّ قبلك سيدي.
سيدي تأخر قليلاً فقد راعني منظر من غيَروا رئيسهم في موسم الربيع, فأتاهم التغيير بأفشلَ أو أقل نجاحاً, وماذا سيفعل من يخلُفكَ وأنت أبٌ لِهذا الوليد؟ فخامتك لا تستعجل عليهِ اليُتم والتشريد.
شوقي سالم جابر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة