الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحقيقة المرة أننا شعوب لا أمل فينا

عمرو اسماعيل

2015 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الحقيقة المرة اننا شعوبا قبل حكومات نتحرك في اتجاه و الانسانية كلها تتحرك في اتجاه آخر...
الحقيقة المرة أننا اصبحنا أكثر شعوب الارض تخلفا ..واقلها انتاجا ..وحكوماتنا هي اكثر حكومات الارض استبدادا و فسادا..وشعوبنا تزداد خنوعا .. وتتحكم فيها مفاهيم خاطئة ..ترجع بها الي الخلف و تعمي عيونها عن رؤية الحقيقة .
الحقيقة المرة ..
اننا اصبحنا لا نعرف الفرق بين الوطن والحاكم ,لانعرف الفرق بين الوطن والقبيلة ولا نعرف الفرق بين الوطن والطائفة .. وحتي الانتخابات عندنا هي انتخابات ..الولاء فيها الي الطائفة قبل الوطن ..
الحقيقة المرة اننا نسينا طعم الحرية واستمرأنا العبودية .. نهرب من طاغية الي آخر طالما يثير فينا مشاعرنا البدائية ويخدعنا بشعارات شرف القبيلة .. أو شعارات دينية جوفاء
الحقيقة المرة .. أننا لا ننظر حولنا ومرآتنا لا تعكس الحقيقة.. لانري الشعوب حولنا في العالم .. وحتي لا نري ولا نتعلم من عدونا الأول اسرائيل ولماذا تستمر في هزيمتنا بل ولا نري احيانا انها لا تهزمنا.. فهي تختار حكامها وتنتج غذائها كما تنتج سلاحها لتدافع به عن نفسها .. ولهذا تستمر في هزيمتنا و إذلالنا .. ولكننا نصر ألا نتعلم منها ..
الحقيقة المرة يا سادة.. أننا لا نري الحقيقة .. حقيقة من المنتصر و من الذي انهزم .. حقيقة أن الذي انتصر في العالم كله .. هو مفهوم ان الحاكم هو خادم لشعبه .. أن الحاكم يصل الي السلطة من خلال رضاء شعبه عنه و لا يبقي في منصبه الا من خلال ارضاء شعبه.. حقيقة بسيطة ولكننا لانستطيع ان نراها .. حقيقة لا تستطيع شعوبنا قبل حكامنا ان تعيها ولذا سنظل نردف في تخلفنا .. فهنيئا لنا به ..
نريد حلا ..
الحل أمامنا في كل مكان ولكننا نصر أن نتعامي عنه لأننا نصر الا ننظر في المرآة ألا لأنفسنا ..
الحل أمامنا .. في ماليزيا و أندونيسيا وكوريا .. وقبلهم في اليابان ..حتي في الصين الحل موجود .. والاهم من هذا أن الحل تحت قدمينا .. لأننا لم نفكر ابدا لماذا انتصرت علينا اسرائيل ومازالت ..
وهو حل ليس ضد الاخلاق ولا يتعارض مع الدين ولا الاسلام.. هو حل تبنته كل الشعوب التي حققت تقدما
.. ..
ولكننا نصر أن نبحث في كل الحلول الا تلك التي أثبتت نجاحها ..
وحتي نتخلص من مرآتنا النرجسية التي لا تعكس الحقيقة .. فلن نجد الحل

لأن الحل هو أن نبدأ من حيث انتهي الآخرون .. الحل هو أن نستفيد من التجارب .. الحل هو العمل والانتاج وأن يستمد الحكم شرعيته من صناديق الانتخابات .. للأسف الحل هو أن يكون عندنا شارون أو نتنياهوعربي .. يفعل أكثر مما يقول .. يخطط أكثر مما يخطب .. والاهم أن يستجدي من شعبه البقاء في السلطة مثلما فعل و يفعل أيهما.. هذا هو الحل يا سادة .. ولهذا ومنذ 48 وحتي الآن ينتهك شارون ونتنياهو ومن سبقوه ومن يأتوا بعده كرامتنا .. ونحن مازلنا نسأل اين الحل ؟
هنيئا لنا بشعاراتنا التي لا نجيد غيرها .. و ستظل اسرائيل تنتهك كرامتنا .. ونحن نستجدي أمريكا وأوباما ليتقذونا .. ونستمر في قتل بعضنا البعض ..
فليلعني من يشاء .. فالحقيقة مؤلمة وموجعة ولكن ان لم نتجرع مرارتها .. فسنظل كما نحن لا نستطيع عمل شيء الا كتابة الشعر واتهام العالم كله بالكفر .. نفخر أننا خير أمة أخرجت للناس و نفخر اننا شعوب تحب الموت وهم شعوب تحب الحياة .. وللأسف لايموت أبدا من يطلق هذه الشعارات الجوفاء وهو يعيش حياة البذخ .. بل يموت الغلابة من الشباب الذي يحلم بأرضه والحياة الكريمة داخل وطنه .. ولن يحصل علي مايريد .. لأننا نسينا مقولة سيدنا علي بن ابي طالب .. أعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا .. ولكننا لا نعمل لدنيانا ولا نعمل لآخرتنا .. هم يعملون وينتجون ونحن نلعنهم دون عمل شيء .. هم يفكرون ويخططون للمستقبل .. ونحن نجتر ذكريات الماضي الثليب .. وعندما نصاب بالاحباط واليأس .. نبعث شابا كان ممكن أن يكون رصيدا للمستقبل والأمة ليفجر نفسه ومعاه كام واحد من الاعداء ليس لهم قيمة ليستغل باراك ونتنياهو وغيره ما فعله في قتلنا وأذلالنا اكثر وتمرير مخططاته .. لا دراسة للهدف بعناية ولا لتأثيره .. لا تفكير استراتيجي ولا حتي تكتيكي .. لندرس ما هو العامل المشترك بين كل الحلول التي تجد رواجا في عالمنا لأنها تخاطب القلوب وليس العقول ..أنها جميعها تجتر قصص من الماضي .. جميعها تساعدنا أن نستمر في غيبوبة الماضي الجميل وذكريات البطولة ,
اعذروني لصراحتي والعنوني .. فأنا لا أجد حلا لشعوب لا تريد أن تري الحل الواضح أمامها .. وتجري وراء كل كذاب مخادع .. من بن لادن الي اسماعيل هنية و أخيرا البغدادي .. من مهدي عاكف الي يوسف القرضاوي و عائض القرني .. يدغدغونهم بافيون ديني .. ليس له علاقة بأي دين حقيقي ..
لماذا لا نتعلم من أمريكا التي نلعنها ليل نهار .. وكيف غيرت مسارها واتت بالحزب الديمقراطي واوباما الي الحكم بعد ان استفادت من بوش في مرحلة معينه ..
في الطب ..المهنة التي انتمي اليها .. العلاج الناجح .. هو العلاج الذي صمد أمام تحدي الزمن وأمكن تكراره بنجاح في مراكز متعددة .. وهو نفس الشيء في السياسة والاقتصاد .. العلاج الناجح .. الذي اثبت نفسه في كل دولة في العالم تبنته .. من اسرائيل .. الي اليابان شرقا .. ومن تركيا الي الولايات المتحدة غربا .. هو الديمقراطية والعلمانية التي تفصل الدين عن الدولة والتي تحترم حقوق الانسان وحرية العقيدة .. واقتصاد السوق الحر الذي يخضع للرقابة ولا يتجاهل العدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الثروة ..
وكما في الطب ..دائما العلاج الناجح ياتي به ويقوده في البداية الصفوة من الاطباء ..ثم يتبعهم عامتهم .. ونفس الحال في السياسة والاقتصاد .. المشكلة عندنا أن صفوتنا انتهازيون ..تغلب عليهم ثقافة القبيلة والطائفة .. ولعل ما حدث في مصر وومايحدث في العراق لخير دليل ..

كلنا مثلا في مصر نعرف ما هو الحل ونطالب به مهما كانت انتماءاتنا السياسية .. كلنا نطالب بسيادة القانون والعدالة الاجتماعية وحقوق المواطنة الكاملة .. نطالب بحق انتخاب رئيس الجمهورية ونائبه بين عدة مرشحين .. نطالب بحرية تكوين الاحزاب وحرية الراي والتعبير والابداع .. نطالب بالفصل الحقيقي بين السلطات الثلاث وليس الفصل الزائف كما هو حادث الآن .. ثم نأتي بالسيسي الغبي وحكم العسكر الأغبي بعد ان اختار مرسي العبيط ونجد بين من هم يدعون أنهم ليبراليون وعلمانيون من يمجده وينافقه ويببرر غبائة وانتهازيته واستبداده .
كلنا يعرف أن القانون لن يكون له احترام إن لم يطبق علي الجميع بدون تمييز .. علي الحاكم والمحكوم ..الغني والفقير .. الرجل والمرأة .. المسلم والقبطي .. هذا هو المهم .. قانون مدني حقيقي و نتوقف عن الادعاء أنه مستمدا من الشريعة ..
كلنا يعرف أن الرشوة والفساد لن يمكن القضاء عليها .. أن لم يتم توفير الحد الأدني من الاجور والحياة الكريمة .. ثم معاقبة من يرتشي بعد ذلك وتطبيق القانون عليه بحذافيره .. سواء كان وزيرا أو غفيرا ..
كلنا يعرف أن الانسان لن يبذل جهدا في العمل ويبدع وينتج أن لم يجد مقابلا لهذا الجهد ..سيبدع أن وجد أن قيم الكفاءة والجهد هي معيار التقدم والترقي وليس قيم الواسطة والمحسوبية والنفاق والرياء .. ولذا نجد أن نفس الانسان الذي يتكاسل في عمله في الشرق الاوسط إن ذهب الي دولة من الدول التي تحترم القانون وسيادته علي الجميع .. وتكافيء المجتهد علي اجتهاده وليس علي دراجة قرابته من هذا المسئول أو ذاك ,, يبدع وينتج ..
كلنا يعرف الحل ولكن لاننا لا نستطيع أن نفرضه .. نتجادل ونتهم كل منا الآخر .. هل الاسلام هو الحل أم الديمقراطية ..
لقد قلت سابقا ولم يصدقني أو لم يهتم بما أقول أحد .. ليس مهما اسم النظام ولا اسم الراية التي يرفعها شعارا له .. المهم أن يضمن هذا النظام للمواطن أن يعيش حرا في وطنه وأرضه .., آمنا علي عرضه وحياة أولاده... مشاركا في اختيار من يحكمه وقادرا مع غيره من أبناء شعبه أن يغير هذا الحاكم سلميا و دوريا دون أن يضطر ألي قتله أو سحله.. وأن يكون قادرا علي أقامة شعائر دينه بحرية كما يقيم الآخرون شعائرهم بحرية دون أن يتقاتلوا ويتبادلون الاتهامات من منهم علي حق ومن منهم علي خطأ .. من منهم سيذهب للجنة ومن سيذهب الي الجحيم لأنه في الحقيقة قد ذاق الجميع جحيم الدنيا ..
يريد أن يكفي دخله الحد الادني من الحياة الكريمة حتي لا يضطر الي الكذب والغش والخداع لتوفير الغذاء والكساء والتعليم والعلاج لأولاده .. يريد ألا يعتدي أحد علي كرامته و حريته أو يتسلط عليه باي حجة كانت .. يريد أن يضمن له هذا النظام مهما كان اسمه أبسط حقوقه كأنسان ,, حق الامن والحياة والحلم والامل والامان .. وحق البحث عن سعادته طالما لا يؤذي الآخرين .. حق المساواة مع الآخرين في الحقوق والواجبات
هذا مايريده المواطن الغلبان مهما كان اسم الدولة التي يعيش فيها سواء كان هذا المواطن مسلما او قبطيا أو حتي بلا دين .... وهذا هو الحل ..
ونحن للاسف لم نستطيع أن نفرض الحل ولم نستطيع الوصول اليه .. رغم أن الكثير من الشعوب استطاعت ذلك .. شعوب اسلامية وبوذية ومسيحية وغربية وشرقية .. المشكلة ليست في الحلول .. فالحلول واضحة تماما .. ولكن المشكلة في الشعوب ..
هناك شعوب حرة وهناك شعوبا استمرأت العبودية واستسلمت لها ..
وأنا أري أن السبب الرئيسي لكل مشاكلنا .. هو المفهوم الأفيوني للدين وليس الدين نفسه .. والمسئول الرئيسي عن ذلك هم طبقة كهنة المعبد الذين ابتلينا بهم دائما ممن يقولون عن انفسهم علماء دين ودعاة ومفكرين اسلاميين .... هم من ينشرون بيننا ثقافة الخنوع .. ويفصلون بين الحاكم والشعب مهما كانت نوايا هذا الحاكم جيدة .. هم من استعان بهم السادات في مرحلة معينة لضرب التيار اليساري الذي كان أمل المنطقة عندما فهم ان العمل في ظل نظام ديمقراطي هو الأفضل ... فنجح السادات ايما نجاح رغم ان نفس التيار قد قتله .. فالسادات مازال يحكمنا من قبره ..
لن يكون هناك حل في منطقتنا .. إلا فترة اتاتوركية انتقالية .. يتم القضاء فيها علي طبقة كهنة المعبد .. أو ثورة شعبية .. مثل الثورة الفرنسية .. يكون شعارها .. فلنشنق آخر ديكتاتور بامعاء آخر رجل دين منافق ..
ولن يستطيع قيادة هذا الحل إلا اليسار الديمقراطي العلماني .. الحل يحتاج قيادة كاريزمية من هذا اليسار ..
فهل هناك أمل ؟..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ الكتور عمرو اسماعيل المحترم
جان نصار ( 2015 / 3 / 7 - 09:49 )
للاجابه على سؤالك هل هناك امل؟ لا يا عزيزي لا امل ولا ما يحزنون انت بتنفخ باربه مقطوعه وفالج ولا تعالج.
اذا كنت عايش في الغرب فابقى هناك وعش حياتك وتمتع بحريتك وانسانيتك وصحة تفكيرك فالوطن هو المكان الذي تستطيع التنفس والعيش بحريه.
نحن شعوب ادمنت على التصحر والبدائيه والتوحش عقولنا مغيبه ومحجبه ولازلنا تحت وصاية الحاكم المستبد والشيخ الوصي.
الحريه والعداله الاجتماعيه وحتى العلمانيه تسبب لنا الامراض والحساسيه الشديده والعقد النفسيه وانت طبيب وتعلم ان العقل السليم في الجسم السليم واحنا غسل ايدك لا العقول ولا الاجسام سليمه.
تحياتي ومودتي وستبقى تصرخ في وادي الطرشان


2 - لم يتبق لنا سوى الامل
ادهم ابراهيم ( 2015 / 3 / 8 - 10:49 )
شكر على اطروحاتك الواقعية . والامر يحتاج الى بعض التحليل لمعرفة الاسباب . فبعد انهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط التجربة الشيوعية انهارت الافكار القومية ايضا ، وسواء كان ذلك بفعل فاعل او نتيجة اخطاء قاتلة . ولما كانت طبيعة الاشياء لاتقبل الفراغ فقد تم ملئه بالفكر الاسلامي واعتقد اغلب الناس ان الاسلام هو الحل ولكن كيف لااحد يعلم . ولما جاء مرسي بالحكم الاسلامي تبين ان لا حل مع الفكر الديني وصدم الناس ، فتجددت الثورة في مصر ،ولكن ايضا دون وجود بديل حقيقي لانتشال الناس من هذا الوضع . وفعلا نحن بحاجة الى كاريزما يسارية لوضع منهج ديمقراطي حقيقي . ومن ثم الانتقال الى التجارب الديمقراطية.

اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت