الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضجّة غوش قطيف وماذا بعد؟

عوزي بورشطاين

2005 / 9 / 18
القضية الفلسطينية


فعلا، لقد مرت العاصفة. وقد بذل قادة الاحزاب اليمينية والرجعية وبمساعدة ربانيم يخدمون ويتلقون رواتب عالية من الحكومة، الجهود لاثارة عاصفة اكبر واقوى من اجل منع وبأي ثمن ارجاع قطاع غزة الذي يسمونه "غوش قطيف"، الى اصحابة الشرعيين، ليس مواطني اسرائيل انما الجماهير الفلسطينية في غزة. وللفلسطينيين في غزة كانت دائما الممارسات السيئة وكل شيء مباح ضدهم ومسموح من اغلاق الطرقات، والحاق الاخطار بالجمهور من خلال سكب الزيوت على الشوارع وكل شيء كان مسموحا وتلقت الشرطة امرا للابتعاد والبقاء على الحياد، وانه مسموح الهدم فالحديث لا يدور عن عرب وحتى ليس عن انصار سلام يهود يتظاهرون بشجاعة وجرأة مع الفلسطينيين ضد اقامة الجدار الفاصل العنصري. لقد جرى تجنيد طلاب المدارس الدينية، من طلاب وطالبات وحتى روضات اطفال، وبالطبع سكان "غوش ايمونيم" سكان المستوطنات وبالطبع زعران التلال والذين تحت مراقبة الجنود يستوطنون في المناطق الفلسطينية ويهدمون البيوت ويقتلعون الاشجار وخاصة اشجار الزيتون، وعندما لم يفد ذلك ولم يساعدهم توجهوا الى الكنس طلبا لمساعدة الرب لهم كي تفشل خطة الانفصال عن غزة ولكنه لم يساعدهم.
لقد اتضح ان امر الرئيس الامريكي، جورج بوش، والذي انخفض مؤخرا تأثيره في العالم العربي، وفشل في العراق، وعليه ان يثبت انه قوي، وانه اذا اعطى امرا لخادمه اريئيل شارون، لكي يخلي قطاع غزة فيجب تنفيذ الاوامر وهذا جرى تنفيذه. ومؤخرا ولمنع خطر خيبة امل قوية في اوساط المتدينين اليهود تقرر ابقاء الكنس في قطاع غزة في اماكنها ولم يقرر انه ممنوع هدمها. وامر آخر هو مسموح القاء رأس خنزير في مسجد قائم. والحديث يدور عن يهود القوا به ولكن لا يوجد من يحاكمهم. ومن اصل 145 مسجدا في القرى الفلسطينية التي تركها اهلها في حرب 1948، جرى هدم مئة مسجد كليا. و 45 مسجدا في حالة سيئة واهمال فظيع وتفكك واذلال، او يستعملها اليهود لاهداف غير تلك التي اقيمت من اجلها ومنها مسجد في قلب مستوطنة يهودية في جبال السامرة، ومسجد يستعمل كمخزن وكراج للسيارات الزراعية في جبال الجليل الغربي ولم يتورعوا عن هدم مسجد وجاء ذلك في مقال نشر في هآرتس بقلم ميرون بنبنشتي، في 8/2/2002، وهذا لم يمنع الربانيم في "غوش ايمونيم" نت الاعلان ان احراق الكنس في غوش قطيف يثبت انه توجد هنا حرب دينية في اساسها كره اليهود. وفي دعوى قضائية قدمها المحامي جلعاد كوردينالي جاء: "ان هذا نفذ بتصديق رجالات ابو مازن"، هآرتس 13/9/2005.
بالمجمل العام فان العدالة والاستقامة القضائية في اسرائيل بالنسبة للفلسطينيين فمن الحرام بذل الجهد للتفتيش عنهما لان من يفتش لن يجدهما.
فماذا مع نتائج لجنة اور؟ فحتى سعادة رئيس الدولة دعا الى استخلاص النتائج.
لقد دعيت الى جامعة تل ابيب لاجتماع حول موضوع: "العرب في اسرائيل ومرور سنتين على لجنة اور"، وفيه سيقدم محاضرة عضو لجنة اور بروفيسور شمعون شمير، وهذا بدون بحث ونقاش وهكذا قررت عدم المشاركة لكي لا استمع الى التلون والمداهنة من المنظمين.
وماذا مع الضحايا من شفاعمرو ومع اولئك الانذال الذين نشروا المناشير في شفاعمرو وشرعنوا فيها القتل البشع؟
ان الصحافي الشجاع نصير السلام، جدعون ليفي، كتب في هآرتس 11/9/2005 مقالا ومما كتبه: "بتغطية من الجيش والشرطة وفي ظل ظلام التجاهل الاعلامي الهادف الى طرد كل من ظل في المنطقة التي عاش فيها حتى الفترة الاخيرة 35 الف فلسطيني و 500 يهودي، في منطقة الخليل التي حولوها الى مدينة اشباح مع مئات البيوت المهجورة وعشرات الحوانيت المهدومة واحياء فارغة وكل شيء فيها مات.
والمذهل والمزعزع اكثر في اعتقادي، ما كتبته الصحافية عميره هس، عن محمد بشير 15 عاما الذي ذهب في الرابعة صباحا لمشاهدة اخوته الاربعة سكان المواصي الذين لم يرهم منذ سنوات، وذلك لان الجيش حوّل بيت محمد الى ثكنة عسكرية وسجنوا افراد عائلته في غرفة واحدة واقاموا موقعا عسكريا في المكان ومنعوا افراد العائلة من الخروج من الغرفة ومنعوهم من الخروج كليا في الليل وذلك على مدى خمس سنوات ويسكن اخوة محمد على بعد نصف كيلومتر منه، التقوا في وسط الطريق وتعانقوا واحتضنوا بعضهم بعضا. وتمسكت ابنة اخ محمد التي لم يزد عمرها عن سنتين به ولم تتركه.
كل هذا في اعتقادي يكفي من اجل ان كل نصير سلام وكل المستقيمين وذوي الضمائر في الوسط اليهودي يستخلصون النتائج ويستوعبون، ان منطقة قطاع غزة لم تحرر بعد نهائيا فالحواجز لا زالت والاسوار والحصار الاسرائيلي، يحولان عمليا قطاع غزة الى جيتو. وان الالزام بالحصول على رخصة للدخول والخروج الى ومن المنطقة الصناعية في اسرائيل هو مضايقات لا تحتمل. وكل البضائع والاعمال خاضعة لرقابة مشددة من اسرائيل، وماذا بالنسبة للعلامة والانتقال بين ومن القطاع الى الضفة الغربية، وكل ذلك ممنوع وكل هذا باسم الدمقراطية الاسرائيلية الفارغة والكاذبة.
ولذلك فالدعوة الى الفلسطينيين وانصار السلام اليهود هي تعميق التعاون ورؤية المشترك وتصعيد النضال من اجل الحرية الكاملة للفلسطينيين في غزة. والحديث عن السلام الحقيقي والثابت يتطلب التأكيد على ابادة الاحتلال كليا من الضفة الغربية المحتلة وفك كل المستوطنات والمناطر التي هي بالاساس نقاط حرب ضد الفلسطينيين، وفكها كليا يتطلب التعاون الكبير والكامل بين اليهود والعرب وتشديد النضال للسلام والمطلوب تكثيف اللقاءات اليهودية العربية المشتركة والمزيد من الابحاث وتبادل الآراء في القرى اليهودية والعربية والتفتيش دائما عن تعميق المشترك لتصعيد النضال المشترك من اجل انهاء الاحتلال كليا وترسيخ السلام الدائم والعادل للجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلا قيود يستضيف الدكتور محمد تكالة رئيس المجلس الأعلى للدولة


.. أكثر من 110 آلاف فلسطيني نزحوا من رفح إلى المجهول خلال أيام




.. جمهوريون يقدمون قرارا يدين حجب الأسلحة عن إسرائيل


.. شاهد: أكثر من 90 مصابا بعد خروج قطار عن مساره واصطدامه بقطار




.. بودكاست تك كاست | شريحة دماغ NeuroPace تفوق نيورالينك و Sync