الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو فاز نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية القادمة ؟

خالد طارق عبد الرزاق

2015 / 3 / 7
القضية الفلسطينية


في الثالث من آذار/ مارس الحالي ألقى بنيامين نتنياهو خطاباً في الكونغرس الأمريكي-تركز حول المفاوضات النووية الإيرانية والاتفاق المُحتمل إبرامهُ بين إيران ومجموعة 5+1- حيثُ أستمر الخطاب لمدة 45 دقيقة ذكر خلالها إيران 107 مرات. وقوطع الخطاب 36 مرة بالتصفيق، بينها 23 مرة وقف الحاضرون على أرجلهم.

الخلفية:
في الثاني والعشرين من كانون الثاني/ يناير تلقّى بنيامين نتنياهو دعوة من قبل رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بارنز لإلقاء خطاب في الكونغرس الأمريكي، ولقد أثارت تلك الدعوة الكثير من الجدل في الأوساط السياسية الأمريكية والإسرائيلية على حدٍّ سواء نتيجة عدّة عوامل منها: غياب التنسيق مع البيت الأبيض وهو الأمر الذي سبّب إنزعاج لدى الأمريكية وهو الأمر الذي عبّر عنهُ المتحدث بإسم البيت الأبيض "جوش إيرنست" مباشرةً بعد إعلان موعد الخطاب حيثُ قال: "لم نسمع من الإسرائيليين مباشرة أي شيء بشأن هذه الزيارة". وأضاف ان "البروتوكول المُعتاد هو أن يتصل أي زعيم دولة بزعيم الدولة الأخرى عندما يريد زيارتها.. لذلك فإن هذا الحدث يبدو خروجًا عن البروتوكول". بالمقابل هاجمت العديد من الأوساط السياسية الإسرائيلية رئيس الوزراء الإسرائيلي واصفتاً خطابهُ أمام الكونغرس الأمريكي: "هو جزء الدعاية الانتخابية" كما جاء على لسان قائد "المعسكر الصهيوني" يتسحاق هرتسوغ, كما وصفت تسيفي ليفني خطوة نتنياهو بأنها: "لن تجدي نفعاً في «نضال إسرائيل» ضد إيران .. بل العكس تماماً فالخطاب سيساهم في تدمير العلاقات مع الولايات المتحدة وسيمزق يهود أمريكا".

إرتفاع شعبية نتنياهو بعد خطابهِ أمام الكونغرس:
بالرغم من كل هذه الانتقادات الحادة التي طالت نتنياهو، إلا أنهُ لم يأبه لها، فوفقاً للمحللين الإسرائيليين. أن هذا الخطاب هو بمثابة "صراع بقاء" سياسي في قمة المؤسسة الإسرائيلية. حيثُ جاء هذا الخطاب في اليوم نفسه الذي بدأت فيه الأحزاب المتنافسة في انتخابات الكنيست، التي ستجري بعد أسبوعين (يوم 17 آذار)، ببث دعايتها الانتخابية في قنوات التلفزيون والإذاعات.
فبحسب استطلاعين للرأي- نُشرا بعد إلقاء نتنياهو خطابه- من قبل القناتين «العاشرة» و«اروتز 2» الخاصتين، فإن خطاب نتنياهو في الكونغرس أدى إلى تحسن طفيف في شعبية حزب الليكود، لكن من دون تحقيق اختراق، ومنح الاستطلاعان حزب نتنياهو 23 مقعدا من 120.
وفي المقابل، فإن «المعسكر الصهيوني»، الذي يُعد أبرز المنافسين، بقيادة يتسحاق هرتسوغ المتضامن مع الوسطية تسيفي ليفني، بقي مستقراً، حيثُ منحتهما الاستطلاعات على التوالي 23 و24 مقعدا. واعتبر معلقو القناتين أن نتنياهو يبقى حتى الآن في وضع أفضل من هرتسوغ لحشد أغلبية مع الأحزاب الوطنية والدينية المتطرفة.
لقد نجح نتنياهو بعد الخطاب الذي ألقاه في تحقيق هدف في غاية الأهمية بالنسبة لمعركتهِ الانتخابية، ألا وهو: إعادة توجيه النقاش العام للحملة الانتخابية بعيداً القضايا الاقتصادية والانتخابية التي تشكل نقطة ضعف بالنسبة لهُ، فبحسب رأي المحلل السياسي الأمريكي "ستيفن ميلر": "أن ما ساعد نتنياهو هما الأسبوعان اللذان مرا في الحديث عن خطابه في كل عمود صحفي، وفي كل دقيقة بث تلفزيوني، حيثُ تم تخصيص هذا الوقت لقضية إيران، وللعلاقات الإسرائيلية – الأمريكية. وهو وقت غابت فيه القضايا الاقتصادية"، مضيفاً أن زعيم الليكود يبدو "غير قادر على الدفاع عن حصيلتهِ أو عرض استراتيجية حول القضايا التي تشغل بال أكثر الناخبين، وبالتالي فإن أفضل استراتيجية هي محاولة تغيير مجرى النقاش". إلى جانب نجاحهِ في تعميقه فجوة الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس حول الاتفاق المزمع إبرامهُ مع إيران لمنعها من الحصول على تكنلوجيا نووية.
ووفقاً للمؤشرات الحالية واستطلاعات الرأي الأخيرة فأن فرص نتنياهو بتشكيل الائتلاف الحكومي القادم ما تزال قائمة وبقوة، وهذا يعود لعدة عوامل منها أن الخارطة السياسية الإسرائيلية لم تعد منقسمة بين اليمين واليسار حيثُ يرى المؤرخ الإسرائيلي والمحاضر في جامعة تل أبيب، الدكتور أفيعاد كلاينبرغ، في مقاله الأسبوعي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه "في الوعي الإسرائيلي لا يزال هناك إيمان وكأن ’الشعب’ منقسم بين كتلة يمين وكتلة يسار. لكن في إسرائيل لم يعد هناك تقسيم كهذا، وذلك يعود بالأساس إلى أن اليسار الصهيوني بات غائبا تقريبا عن الخريطة السياسية".
أضف إلى ذلك الشكوك المثارة حول مدى قدرة "المعسكر الصهيوني"- الذي يصفهُ أنصار اليمين بأنه ممثل اليسار في إسرائيل- في تشكيل ائتلاف حكومي قوي ومتجانس. حيثُ أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أنه يُمكن رسم الكنيست الإسرائيلي العشرين وفقاً للمعسكرات السياسية كالتالي: المعسكر الصهيوني مع الوسط واليسار "ميرتس، يوجد مستقبل" يمكن ان يحصلوا على 42 مقعدا، ويمكن ان يزداد مقعد او أثنين ويخسر مقعد مقعدين وفقا لسير الحملة الانتخابية، يضاف الى هذا المعسكر، القائمة العربية الموحدة والتي قد تختار هرتسوغ لتشكيل الحكومة، فيحصل هرتسوغ على دعم ما يقارب من 54 أو 55 عضو كنيست فقط لتشكيل الحكومة.
في حين سيحصل معسكر اليمين على 68 مقعدا أقل أو أكثر بمقعدين، فحزب "الليكود" والمتوقع ان يحصل على 24 مقعدا يستطيع التحالف مع الأحزاب اليمنية والمتدينين "البيت اليهودي، كولانو، شاس، يهودات هتوراه، اسرائيل بيتنا، وحزب ايلي ايشاي"، هذا المعسكر مجتمعاً سوف يصل الى أكثر من 65 مقعدا وقد يقترب من 70 مقعدا، وسيكون لدى نتنياهو خيارات بتشكيل الحكومة من هذا المعسكر مجتمعاً أو بخروج أحد هذه الأحزاب خارج الائتلاف الحكومي، ففي حال رفض ليبرمان مثلا المشاركة في الحكومة، يمكن تشكيلها من قبل نتنياهو ولكن بحسم بسيط قد يصل الى 61 عضوا فقط.

الخاتمة:
لاشك في أن العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية قد تدهورت إلى حد كبير في ظل حكومات اليمين المتطرف التي ترأسها بنيامين نتنياهو نتيجةً لعوامل عدة, كان من أبرزها سياسة الجمود التي أتبعها نتنياهو تجاه عملية السلام في الشرق والتي ساهمت بشكل كبير في تقويض الجهود الأمريكية الرامية للتوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين, إلى جانب الخلافات العميقة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونتنياهو حول البرنامج النووي الإيراني, ويبدو أن هذا التدهور سيزداد في حال نجاح نتنياهو في تشكيل الائتلاف الحكومي المقبل, فوجهات النظر بين نتنياهو والإدارة الأمريكية ما تزال متباعدة حول العديد من المسائل والقضايا وخصوصاً في الشرق الأوسط وعلى رأسها البرنامج النووي الإيراني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ