الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاصم الخالدي في ذكرياته من باب السلسلة: يتصفح ماضي القدس؛ بفرحها وحزنها! بقلم: عزيز العصا

عزيز العصا

2015 / 3 / 7
الادب والفن


: [email protected]
: http://alassaaziz.blogspot.com/
"عاصم فؤاد عبد الغني الخالدي"؛ سليل عائلة مقدسية، ذات جذور عميقة لحوالى (14) قرنًا من الزمن، توزع أفرادها على عوالم السياسة والاقتصاد والعلوم المختلفة. ألّف كتاب "ذكريات من باب السلسلة"، صادر عن دار الشروق للنشر والتوزيع، عام 2013, والواقع في (288) صفحة من القطع المتوسط. والذي هو "مذكرة عائلية تتتبع أخبار بعض أبناء القاضي محمود الديري الخالدي المقدسي من أواسط القرن 17 حتى النكبة في العام 1948".
يقوم الكتاب على منهجية سرد سيرة ذاتية تقوم على قصص حقيقية ضمن سياقات مختلفة؛ سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وفكريًا. ويتكون من ثلاثة فصول رئيسية تتحدث، في جوهرها، حول آل الخالدي بشكل عام، مع التركيز على عدد منهم، أهمهم: محيي الدين، عبد الغني وفؤاد.
لأن الأشخاص هم من يصنعون الأحداث، ولأن الأحداث، بشدائدها، هي محك الرجال؛ فقد اتبع "عاصم الخالدي" أسلوبًا سرديًا جميلًا عندما كان يرصد شخصياته وسط الأحداث المصاحبة لكل شخصية على حدة، ثم يقوم بالربط بين الشخصية وأحداثها، وفق أثر وتأثير متبادلين.
لذلك؛ وجدت أنه من الضرورة بمكان تبيان الأركان التي قام عليها الكتاب، والتي وجدت فيها كنزًا معرفيًا وثقافيًا، لا بد من سبر غوره، منها: معلومات تاريخية هامة, معلومات حول أبناء عائلة الخالدي وتخصصاتهم، وعلاقاتهم بالعائلات المقدسية، كما يسرد أوضاع القدس قُبيْل النكبة، ثم يحث الخطى نحو النكبة، التي بدأت ملامحها المباشرة في العام 1947؛ منذ قرار التقسيم، وما قبله، من قبل اليهود الذين أخذوا ينفذون اعتداءات منظمة ضد العرب وضد البريطانيين أحيانًا, ثم بدئ العام 1948 بمظاهر حربية حقيقية.
في وصفه لحالة القدس، في أجواء النكبة، يقول عاصم الخالدي أن وضعها كان مأساوياً, لعدة أسباب, منها: العفوية في التخطيط, قلة الموارد التموينية والمالية، وجود القيادة الفلسطينية في دمشق, والتي أخذت تصدر التعيينات والتكليفات من هناك بما لا يتفق مع الاحتياجات على الأرض.
الخاتمة والتعليق
بعد الاطلاع على ما كتبه "عاصم الخالدي" في كتابه هذا "ذكريات من باب السلسلة" وجدتُني أمام مجموعة من الحقائق المؤلمة، التي لا يمكن للباحث في الشأن الفلسطيني في الحقبتين العثمانية والبريطانية تجاوزها، أو المرور عنها مرور الكرام.
لعل أولى تلك الحقائق، بلا منازع، أن فلسطين وعاصمتها القدس، قد ضاعت في غفلة من الفرقة والتشرذم والفقر والجوع والجهل والتآمر، سواء على مستوى الشعب الفلسطيني أو على مستوى الشعوب العربية الأخرى.
أما ثانيها، فهو تلك الحقيقة المرة التي يشير إليها "عاصم الخالدي" من أنه حتى نهاية القرن التاسع عشر "لم يكن من العادة تعليم البنات"؛ مما يعني أن نصف المجتمع الفلسطيني كان قد تم تجهيله، وإخراجه بالكامل من المعادلة الفكرية والتوعوية، أما النصف الثاني من المجتمع فلم يكن وضعه أقل سوءًا؛ إذ أن التعليم كان، باللغة التركية، للميسورين من أبناء العائلات، الذين يتم توظيفهم في وظائف مرموقة في الولايات العثمانية.
وأما ثالثها، فهي التي عبّر عنها المؤلف نفسه؛ حين يعرب عن ألمه من ضياع الوثائق وتشتيتها، أو الاحتفاظ بها دون أن يستفيد منها الآخرين؛ مما يعني أنه لا بد لنا، فرادى ومجتمع، من الالتفات إلى أهمية ما تبقى بين أيدينا من وثائق تثبت حقنا، التاريخي، في أرضنا لإنشاء أرشيف وطني يشكل نافذة واسعة، نواصل من خلالها الإطلال على وطننا وإثبات هوية أرضنا وإنساننا، في ظل حالة المحو التام الذي نتعرض له، من أجل إنشاء "الدولة اليهودية" على أرض آبائنا وأجدادنا.
هذا ما أُتحفنا به من خلال كتاب "ذكريات من باب السلسلة". ولمن يريد المزيد فإن "عاصم الخالدي" يدعو الباحثين والدارسين إلى مكتبة الخالدية ، ليجدوا فيها ما يسر خاطرهم ويريح بالهم المعرفي والفكري والثقافي؛ فهي تحتوي نفائس المخطوطات التي اقتناها أبناء العائلة الخالدية على مدى قرون عديدة، تم جمعها في مكان واحد، لتصبح مكتبة عامة منذ العام (1900م)، تحتوي (1200) مخطوطة إسلامية قيّمة, فيها (18) مخطوطة بالفارسية, و(36) بالتركية, والباقي بالعربية والعديد من الكتب المطبوعة في القرن التاسع عشر.
فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 03 آذار، 2015م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب