الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران : حكام إيران أصبحوا بلا ورقة توت أمام العالم

التهامي صفاح

2015 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


من أجل ثقافة عقلانية تنتمي لعصرنا
إن من يمسكون بزمام السلطة في المنطقة حين يثمنون الفكر العلمي الحديث و يشيدون بنجاعته و يقولون أنه ضروري لتحسين حياة الإنسان في خطاباتهم و نفس الشيء عند حديثهم عن الديموقراطية و الحرية لا ينتبهون إلى التناقض الفكري الذي يسقطون فيه و هو أن الإقتناع بفعالية الفكر العلمي الحديث كنتاج تاريخي لتطور الفكر البشري و سلطته على حياة الناس التي أكدتها إكتشافاته وإنجازاته الباهرة التي أدت للديموقراطية و الحرية وحقوق الإنسان كتغيير سلوك نابع من تغيير في الوعي والمعرفة يعني "موت" العلم القديم أي الدين .
نفس الشيء إرتكبته الحركات الإشتراكية في السبعينات من القرن الماضي حين إعتقدت أن إرتباطها بالإتحاد السوفياتي و بالعلم الحديث ، وهي ترفع شعار "التحليل الملموس للواقع الملموس" ، سيجعلها تصل للسلطة و تغير حياة الناس بتلك المفاهيم الواردة في أدبيات القارة الأورو سوفياتية لماركس ولينين ولم تعط أهمية للمعرقل الأساسي "الملموس" وهومفعول العلم القديم أي الدين وحجم إستلاب الوعي الجماعي الذي يحدثه في أدمغة الناس المقصودين بالتغيير و الذي كانت الأنظمة الديكتاتورية آنذاك تحتفظ به و تؤبد إستمراره في التربية والتعليم ، فأهملت الغوص فيه و دراسة وتحليل تفاصيله رغم أهميته. مما أعطى كالنارالتي كانت تنمو في غفلة من الجميع تحت الهشيم هذه الحرائق التي ظهرت الآن في كل مكان بشكل فظيع.
في نفس الفترة أي السبعينات ظهرت إنقلابات عسكرية و ثورات ديكتاتورية في المنطقة إستبدلت أصنام بأصنام أسوأ منها و أكثر جهلا و عجرفة إذا قارننا بينها . فشاه إيران المتقف مثلا لم يكن بذلك السوء الذي عليه المنافقون "آيات الله" الإرانيين اليوم والذين في حقيقة مذهبهم الشيعي لا يؤمنون بالإسلام كعقيدة إيمانية خالصة لوجه الله و إنما فقط من أجل الوصول للسلطة كمظاهر و شعارات و تحقير لمن خالفهم و قسوة أسوأ من تكفير السُّنة وبحث عن نفوذ خارج حدود بلادهم و إثارة للفتنة والإضطرابات والحروب الأهلية تحت شعار "نصرة المستضعفين" وهم يرسلونهم للمقصلة دون تأمين مثل ما نرى اليوم في البحرين والسعودية واليمن و لبنان و العراق و غيرها .و لم يكن شاه إيران بذلك الجهل و الظلام الفكري الذي كان عليه صدام حسين أو القذافي .و لا كان يتدخل في شؤون غيره في شبه الجزيرة العربية أو شمالها .كانت إيران عصرية في عهده بالنسبة للآن .لم يكن هناك مؤلهون لا يناقش كلامهم في إيران..رغم ديكتاتوريته التي لا غبار عليها و جهازه الدموي السافاك (الحرس السياسي ) سيء الذكر الذي كان يساعده لقمع معارضيه من المتخفين وراء العمائم والعلم القديم أي الدين.
في آخر خرجة إعلامية له قال الصنم خامنئي الذي يعرف كل شيء و يفتي في كل شيء "إن إيران الإسلامية (و كأننا لا نعرف أنها إسلامية) لم تتطاول في أي من مراحلها على غير المسلمين " في إشارة للمسيحيين الاقباط المصريين بعد فيدو داعش الذي قيل أنه من ليبيا، و كأنه يعترف ضمنيا رغم شيخوخته ، التي كان يجب أن تدفعه للخجل ، أنه ينافق ولا يَحرِم بل يجود بما يسميه "التطاول" و بسخاء على المسلمين السنة الأعداء الأبديين و من خالفه من الشيعة سياسيا أو المتنورين الإيرانيين .
و في لخبطة أخرى أمام طلبة إحدى الجامعات الذين عوض التصفيق له يرفعون قبضاتهم في الهواء كرمز قوة قال "إن ما نفعله و يُغضب الأعداء هو الصحيح"في إشارة للبرنامج النووي لحكومته. و من أدراه أن يمثل عليه من يسميهم أعداء مسرحية الغضب فيعتقد أن مافعله صحيح و هو خاطئ؟ أو ربما من يسميهم أعداء إذا غضبوا من سلوكاته قد يكون فيها الضرر له وللشعب الإيراني و يكون ذلك هو الطريق الصحيح مثل ما تعبر عنه دوما الحركات الديموقراطية الإيرانية العلمانية في الداخل والخارج المطالبة بالحرية والتغيير و سيادة الشعب عوض سيادة المؤلهين والعمائم الحالمة بالسيادة على العالم .
إنهم في الوقت الذي يحتفلون فيه بالإنجازات العلمية و بشكل غريب و متناقض لا يقبلون بنتائج الفكر العلمي العتيد الذي يعني ببساطة الحرية و المساواة للشعوب الأخرى و إحترام سيادتها وترك النفاق عوض تمثيل مسرحية الورع و التشبث قولا و ظاهريا فقط بالإسلام و هم كاذبون فيتدخلون في شؤون الآخرين ويدفعون بالشعوب للحروب الأهلية والفتن والتفتت والضياع مثل ما يحدث الآن في سوريا والعراق و لبنان واليمن و غيرها ثم يقولون أنهم يحاربون الإرهاب و ينصرون المستضعفين.
و ماذا يعني الإرهاب ؟ أليس الهيمنة والتخويف والوعيد و تهديد الغيربالزحف عليه من حيث لا يدري ؟
و إذا كان الأمر كذلك فلماذا البرنامج النووي و خسران الملايير من الدولارات من أموال الشعب الإيراني الذي يغوص في الكثير من الأوحال والحاجة و الفقر ؟ أليس تهديد الجيران و تخويفهم أي إرهابهم ؟

أي قيم هذه التي ينشرون في القرن الواحد والعشرين ؟و لماذا لا يمكنهم العيش دون تهديد الجيران والعالم؟
إنهم إرهابيون و وقحون بكل معنى الكلمة .و الدال على ذلك خطاباتهم النارية التي تقطر تطرفا وعدوانية.
وكما يكذبون بإعلانهم أنهم أكثر إسلاما من الآخرين وهم غير مؤمنين به فهم في نفس الوقت أكثر خيانة حين يعلنون أنهم ضد اليهود فيلعنونهم علانية نهارا جهارا دون خجل و يتفقون معهم سرا إذا إعتبرنا أن الإعلان عن كراهية اليهود هو نوع من التضامن مع الآخرين و خصوصا العرب منهم .
وكما يقول المثل" الطيورعلى أشكالها تقع" فلا يجب إستغراب ربط حكام إيران لعلاقات سياسية و إقتصادية مع حكام مستبدين أبديين مثل حكام فنيزويلا و روسيا و كوريا لشمالية و غيرها و يقبلونهم قبلات حارة مثل ما يقبلون النساء أثناء إستقبالهم حتى لو كانوا ملحدين واضحين على أية حال غير مصابين بإزدواجية الشخصية. لأن حكام إيران كما قلنا هم في حقيقتهم ملحدون يتظاهرون بالإسلام فحسب للإنتقام من مخترعيه أي عرب شبه الجزيرة العربية . هذا هو التفسير الوحيد الممكن لربط حكام إيران المعممين هذه العلاقات الوطيدة و الشاذة مع هؤلاء الحكام المدعين للإشتراكية وهي منهم براء.لأن الإشتراكية تعني أيضا الإشتراك في الحكم و الحكم الجماعي و ليس الإستبداد الفردي الأبدي.
إذن الإستبداد و الخداع هو ما يجمع حكام إيران مع هؤلاء.
إن دعم المعممين من حكام إيران للشيعة في البحرين و لحزب الله الدمية في أيديهم بلبنان و الذي ساعد على تعميق الأزمة و إزدهار المتطرفين أمثال داعش و النصرة و غيرها في العراق و سوريا و ترك لبنان بدون رئيس هو نفسه الذي يدعم سطو الحوثيين على العاصمة و يمدهم بالسلاح جوا الآن دون مراعاة الحوار الوطني في اليمن ولا الشرعية الديموقراطية .
لقد إنفضحت لعبة إيران في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا وبين مواطني هذه الدول بالخارج مثل بلجيكا و ألمانيا و غيرها .ويمكن القول أن حكام إيران المعممين من "آيات الله العظمى" و ما هم في الحقيقة إلا "آيات شيطانية عظمى" يسابقون الزمن من أجل نشر الفتنة و زعزعة إستقرار المنطقة من خلال نشرمذهبهم الشيعي المخادع للسطو على السلطة في هذه البدان مثل ما حدث في اليمن عبرمن سفاراتهم المنتشرة في كل مكان.لذلك على الدول المعنية مراقبة هذه السفارات و ضبط تحركات دبلوماسييها و بيادقهم المرتزقة إذا كان ربط علاقات دبلوماسية معها شر لابد منه.
و في شمال إفريقيا فالواجب هو التكتل بين دولها لمحاربة توجهات المعممين حكام إيران الوقحة التي أصبحت مكشوفة للعالم في محاربة التوجه نحو الديموقراطية و إحترام سيادة الشعوب . و ذلك بالدمقرطة والتعليم العلمي و التوعية و فضح أسلوب حكام الإيران المخادع ذي العناوين الإسلامية الجذابة و الكاذبة .
أما في إيران نفسها فالشعب الإيراني يستحق أفضل من هؤلاء المنافقين الكذبة والجهلة الذين يذهبون به نحو الجحيم بسياساتهم الهوجاء .فهوليس جبانا ولا يتيما ولا عقيما كي ينجب الأذكى و الأكثر تربية وثقافة عالمية ودبلوماسية وقدرة على تحقيق الحرية و السيادة للشعب و الديموقراطية والسلام و التعاون مع الجيران عوض السطو عليهم و غزوهم بالأكاذيب .وهو ما سيكون له إنعكاس على مشستقبل إيران بكل تأكيد إذا إستمر.وما الحركات الإحتجاجية التي قادها التنويريون و التي تنمو كالنار تحت الهشيم وقوبلت بالقمع الهمجي و المحاكمات الصورية والمحاصرة من طرف جهاز الإستخبارات و ما يسمى الحرس الثوري ومن طرف المعممين من حكام إيران أنفسهم إلا دليل على ذلك .التنويريون والحداثيون الإيرانيون هم مستقبل إيران لا المعممين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي