الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النضال الفلسطيني المتكامل وبكافة أشكاله انتج نصرا في غزة وشمال الضفة

عصام الحلبي

2005 / 9 / 19
القضية الفلسطينية


أصبح الانسحاب من قطاع غزة ,وشمال الضفة الغربية واقعا وحقيقة , ولم يعد مجرد تخمينات وتوقعات واستنتاجات لما سيقوم به جيش الاحتلال وحكومته, الاهم في هذه المرحلة التفكير جديا بمرحلة ما بعد الانسحاب .
اذ لايعقل ان يبقى الجدل في الساحة الفلسطينية على من سيحكم غزة بعد انكفاء قوات الاحتلال الاسرائيلي ,
و من سيدير اراضي المستوطنات المندحر عنها المستوطنون الاسرائليون و لا يجوز ان يستمر الجدل في ماهمية التجاذب على خلفية التساؤل من الذي حرر غزة من الاحتلال , هل هي المقاومة المسلحة بكافة تلاوينها ام المقاومة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية ,ام النضال السياسي و من ضمنه النضال التفاوضي مع العدو,النضال الدبلوماسي و الاعلامي و الثقافي و التاريخي لا بد من حسم هذا الجدل لمصلحة فلسطين و شعب فلسطين ,و البدء بحوار وطني شامل مبني على أسس سلمية واضحة وثابتة , ولا بد من توصيف المشكلات و والخلافات و حلها,و الانعتاق من ا لفوئية و الحزبية و العشائرية و الحسابات المصلحية الضفية .و التعالي على تصفية الحسابات الشخصية وا لفوئية, و القفز عن ثغرات و اخطاء الماضي, و هنا لا بد من الاعتراف بحقيقة جلية ان الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة و شمال الضفة الغربية,هو ثمرة نضال ,فلسطيني متكامل و على كافة المستويات الرسمية و الحزبية والفصائلية والشعبية .
فالمقاومة المسلحة منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية في عام 1965 وصولا الى بدء الاندحار و الانسحاب الاسرائيلي كان يكمله ويلازمه النضال السياسي المعاصر على المستوى الدولي الاممي, حيث تكاملت البندقية الفلسطينية مع الجهد السياسي و الدبلوماسي و الاعلامي حيث اوصلت القضية الفلسطينية الى أعلى المستويات الدولية و تجلى ذلك في خطاب الرمز الشهيد ياسر عرفات في بداية السبعينات من القرن العشرين حين خاطب العالم و من اعلى منابره (( هيئة الامم المتحدة )), وهو يرتدي زيه العسكري و يمتشق مسدسه الحربي حاملا بيده غصن الزيتون قائلاجملته الشهيرة (( جئتكم اليوم حاملا بندقية الثائر بيد وباليد الاخرى غصن الزيتون فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي )) . هذا الخطاب الاعلامي للشهيد ياسر عرفات عبر عن رؤوية و سلوك نضالي فلسطيني , يتمثل ويتجلى في النضال و الكفاح المسلح الفلسطيني من اجل استعادة الحقوق , غير مغفل ان للنضال اوجه اخرى منها النضال السياسي , و التفاوضي مع العدو من اجل استعادة الحقوق, حيث النضال العسكري و النضال السياسي يكمل بعضها الاخر , و هناك ثابت سياسي يقول (( لا يوجد قتال من اجل القتال , قتال من اجل تحقيق هدف سياسي)) . المرحلة التي تمر فيها قضيتنا الفلسطينية , مرحلة صعبة وحرجة , متمثلة بحجم القوى اغلاستعمارية المعادية لمشروعنا الوطني المتمثلة بالادارة الامريكية المتصهينة الداعمة والمتحالفة مع العدو الاسرائيلي , على الرغم من ذلك , علينا البناء على الانجاز الفلسطيني بتحرير غزة وجزء من الضفة الغربية , والذي يعتبر بالاضافة الى كونهانجازا وطنيا فلسطينيا كبيرا خطوة أولى نحو قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض فلسطين التي احتلت في العام 1967 , وعاصمتها القدس الشريف .
وهذا الاندحار الاسرائيلي عن غزة وشمال الضفة الغربية يعتبر سابقة في تاريخ الكيان الاحتلالي الاسرائيلي , منذ قيامه على أرض فلسطين التاريخية ., وبعد احتلالها وطرد سكانها الاصليين والتاريخيين , ونرى في تفكيك المستوطنات الاسرائلية من غزة وشمال الضفة الغربية تخليا اسرائليا عن المشروع الصهيوني ولو جزئيا و عن ما يدعونه في ادبياتهم وفكرهم الصهيوني " أرض الميعاد " , هذه الاكذوبة التي تعتبر عن الايدلوجية التي قامت عليها دولة الاحتلال الاسرائيلي, والتي تحمل بين طياتها فكرة " اسرائيل الكبرى وبحدودها من الفرات الى النيل" , .
وقد ذهب الفكر الصهيوني الاستيطاني الاستعماري لابعد من ذلك حينما اجاب أحد قادة الكيان الاسرائيلي عن سؤال أحد الصحفيين عن حدود "اسرائيل" فأجاب " حدود اسرائيل حيث تصل قدم الجندي الاسرائيلي .
وعبر شارون ولاكثر من مرة بأن اية مستوطنة في الضفة الغربية وغزة لاتقل أهمية عن تل ابيب,.
الانسحاب من غزة وشمال الضفة لايمكن أن تكون " اسرائيل " قد منحته للفلسطينين هكذا , او قدمته هبة مجانية , بل هناك مسببات لهذا الانسحاب " الاندحار " وعوامله المؤيدة له , منها بشكل أساسي النضال الوطني الفلسطيني بكافة أشكاله العسكرية والانتفاضية والسياسية والاعلامية ومن قبل جميع فئات وفصائل وقوى الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية , وكذلك فشل النظرية الصهيونية التي توهم واضعوها الصهاينة أنه بامكانهم الاحتفاظ بالارض والاستيطان وتوفير الامن والآمان " للاسرائليين , ومن العوامل المساعدة على الانسحاب " الاندحار ط الاسراتئلي ازدياد التناقض في المجتمع الاسرائيلي , والغير متجانس اصلا , وتسوده علاقات مضطربة وغير متجانسة وقد وصفها الاسرائليون بأنفسهم بالعلاقات والتصرفات العنصرية .
كل هذا يتزامن مع فشل المشروع الامريكي في العراق وأفغانستان وازدياد حالة العداء العالمي لامريكا , نتيجة سياستها الاستعمارية ودعمها اللامحدود للاحتلال الاسرائيلي .
هذه العوامل يمكن استثمارها في نضالنا الوطني الفلسطيني من أجل انجاحه والوصول الى أهدافنا وثوابتنا الوطنية , ولكن هذا كله يبقى منقوصا مالم تنجز وحدتنا الوطنية الحقيقية , ومالم يتم توحيد نضالنا وتناغمه مع مشروعنا الوطني الفلسطيني اولا وأخرا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آبل تكشف عن نظام جديد لتحسين استخدام أجهزتها بالذكاء الاصطنا


.. ماكرون يحل البرلمان الفرنسي بعد نتائج انتخابات البرلمان الأو




.. الاحتلال يقتحم مدنا وبلدات بالضفة ويعتقل طلبة بنابلس


.. وقفة لحجاج غزة بالإحرام بعد أن حالت الحرب دون سفرهم




.. شهود عيان: قوات الدعم السريع هاجمت مدينة الفاشر عاصمة ولاية