الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة هي الوطن

ناهدة جابر جاسم
(Nahda Jaber Jassem)

2015 / 3 / 8
الادب والفن



تعد المرأة  وتطورها ودورها الفعال النواة الأساسية في بنية المجتمعات المتطورة. أن النهوض بحياة المرأة، ودعمها علميا وثقافيا وأدبيا، وتغير النظرة الدونية لها باعتبارها أداة لمتعة الرجل، وإنها ناقصة عقل إلى شريكة حقيقة للرجل وطاقة بشرية تساهم في تطور المجتمع والنهوض به اجتماعيا واقتصاديا وحضاريا من خلال عملها خارج البيت وداخله، من خلال فسح المجال والحرية لها كي تمارس دورها في بناء المجتمع العراقي والنهوض به إلي مصاف المجتمعات المتطورة أو على اقل تقدير العودة إلى سبعينيات القرن الماضي، حينما كانت المرأة العراقية متساوية بالحقوق والواجبات مع أخيها الرجل كما نص عليه تقرير النساء والأطفال في العراق الصادر من منظمة اليونيسيف عام 1993م حيث ورد ما نصه (يندر أن تتمتع امرأة في الشرق الأوسط بما تتمتع به المرأة العراقية)، ففي مجال العمل صدر قانون 91 في عام 1975م القاضي بمساواة الرجل والمرأة بالحقوق والمزايا المالية. إذ تتلقى المرأة أجراً مساوياً لأجر الرجل ودخل الزوجة معترف به بشكل مستقل عن زوجها. وفي عام 1974م أصبح التعليم مجانياً في العراق على كل المستويات وإلزامياً للبنيين والبنات إلى عمر الثانية عشرة، وحتى أوائل التسعينيات كانت نسبة المتعلمات في العراق هي الأعلى في المنطقة العربية والشرق الأوسط. كما تسلمت العراقية المتعلمة في تلك السنين أعلى المناصب.
ومن الجدير بالذكر أن المرأة العراقية بدأت التعليم منذ نهاية القرن التاسع عشر عندما كان العراق تحت الحكم العثماني، فأول مدرسة بنات في بغداد كانت في عام 1890م - أي بعد ثورة فرنسا التنويرية بعامين- التحقت بها (90 فتاة).. كما كان للمرأة العراقية دوراً في ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني. وما لخصته هو صورة مختصرة لوضع المرأة في العراق قبيل تدهورها بعد حروب الدكتاتور الثلاثة والحصار الاقتصادي والحملة الإيمانية التي فرضها نظام البعث في تسعينيات القرن الماضي والتي تعمقت بعد الاحتلال الأمريكي الذي جاء بالأحزاب الدينية الطائفية لتكمل ما بدأ به النظام الدكتاتوري السابق ضمن سياق يدعي الديمقراطية، فتولد وضع غريب لا عقلاني، يتجسد بزيادة حدة النظرة الدونية لها، رغم أنها عملياً تسير غالبية مؤسسات الدولة الإدارية والخدمية بحضورها الكثيف، مع تكريس الأشكال المتخلفة للعلاقة بين الرجل والمرأة بإشاعة زواج المتعة والمسيار يقابلها زواج النكاح في المناطق التي سيطر عليها داعش، ومن جانب أخر تقوم المليشيات المتشددة بين الحين والحين بقتل النساء ضحيا الجوع والفقر وتحطم مؤسسة العائلة بمجازر في بيوت يقال عنها أنها مشبوهة، في مؤشر على مدى رسوخ ظاهرة العنف ضد النساء ناهيك عن العنف المنزلي الشائع. الديمقراطية المقلوبة أظهرت أيضا عشرات من منظمات المجتمع المدني والتي تعمل على دعم المرأة ومساندتها في نيل حقوقها المدنية والتشريعية ولكن الجزء الأكبر من هذه المنظمات لم تسطع التصدي للمواقف المتطرفة من قبل الجماعات الإسلامية المعادية لكينونة وحرية المرأة وتشويه دورها الاجتماعي والعلمي والسياسي. وما تمارسه قوى الظلام السياسي من حركات دينية متطرفة من كافة الطوائف بلغت بها داعش ذروة لا مثيل لها في وحشية القتل محاولة العودة إلى العصور بالمرأة والمجتمع إلى عصور سالفة مظلمة كانت المؤسسة الدينية المتسلطة تمارس قتل وإحراق المفكرين والعلماء والنخب الثقافية التي كانت تسعى إلى إنهاض الشعوب ودور المرأة.
بالمقابل وفي أوربا الغربية تزداد المرأة قوة وحضورا وتطالب بالمزيد من الحقوق وهذا ما لمسته في تفاصيل الحياة اليومية. ومن خلال متابعتي للبحوث التي تخص المرأة وحريتها في الاختيار أسلوب حياتها وعيشها بما يليق بإنسانيتها. وهذا الجهد يتناسب مع تطور نضالها بما ينطوي عليه من معانٍ إنسانية تتعلق بمساواتها مع شريكها الرجل في العمل والحب منذ فجر الحضارات إلى اللحظة الراهنة.
أن الفهم الإنساني العميق  للمرأة ودورها في الحياة، وبناء المجتمع المتحضر والكافل لحقوق الفرد لا يتحقق إلا بالتخلص والتحرر من الأفكار الظلامية، وفصل الدين عن السياسة، وبناء نظام ديمقراطي علماني حقيقي، لا يشبه ديمقراطية العراق الحالية والتي جلبها المحتل، والتي عمقت الجهل والتشوه اللذين أصابا كل نواحي ومؤسسات المجتمع العراقي، والتي عمقها وصول رجال الدين إلى مركز القرار ففرضوا المزيد من القيود على حرية الفرد بشكل عام و المرأة بشكل خاص، مما أهدر كرامتها حتى وصل بالأمر إلى مطالبة البرلمانيات العراقيات بتشريع قانون يبح للرجل الزواج بأربعة أو تصرح وزيرة المرأة في الصحف بأنها تأخذ الأذن من زوجها قبل الذهاب للوزارة مقر عملها.
لنجعل يوم 8 آذار 2015 مناسبة لرفع صوت المرأة والحركات اليسارية والعلمانية  في العراق بمطالبة المؤسسات الحكومية والتشريعية
* بالعمل على تطوير النظم القانونية والاجتماعية التي تدعم حماية حقوق المرأة في المساهمة الفعالة في بناء المجتمع وتطوره
* المطالبة بالمساواة التامة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في ظل دستور علماني موحد غير طائفي ولا قومي
ناهدة جابر جاسم
كاتبة عراقية
8 اذار 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل عام أنت وكل نساء العالم بألف خير
john habil ( 2015 / 3 / 8 - 17:28 )
السيدة ناهدة جابر
تحية اجلال وتقدير
الحقيقة أنك أجدت في الكتابة والتعبير والرأي والإستعانة بالقوانيين الدولية ، وحقوق الإنسان ومتطلبات العصر والمساواة بين عالم وعالمة وطبيب وطبيبة .. ومستويات العقل للإنسان ذكراً وانثى...... انتم يا أصحاب القلم الشعلة التي تنير درب الجهل
لكن ما الفائدة
فما زال رائف بدوي وراء القضبان وغيره من الناشطين والناشطات !!
وما زالت بائعة متجولة ( مسنة ) مطلوب منها ستر عيونها .. رغم انها ترتدي النقاب
وما زالت المرأة حبيسة دارها ، لاتخرج إلاٌ بمحرم ولا تستطيع قيادة سيارتها
ومازال وسيظل القرآن أزلياً سرمدياً يلغي حقوق مساواتها مع الرجل


2 - متى سيتم تحرير المرأة بشكل نهائي
john habil ( 2015 / 3 / 8 - 17:45 )
عصر الناتو والقوات العظمى
استطاع حزب الناتو أن يدمر ليبيا ويترك شعبها فريسة للإرهاب
واستطاعت القوات الأمريكية قهر القاعدة وطالبان في افغانستان ، واسقاط نظام الطاغية صدام
كيف وهم مجتمعين في تحالف دولي لايستطيعون (( فناء ) داعش من الوجود ؟؟؟؟؟
لآن اصدقائهم في التحالف (( السعودية - تركيا - قطر)) لا يريدون ذلك .. وخاصة بعد فشل ما يسمى الربيع العربي الإسلامي وإذا سقطت داعش ( القوة المرعبة والإرهابية السلفية الإسلامية ) سينتقل العالم إلى العلمانية والحرية والديمقراطية ومساواة المرأة مع الرجل وتفقد السعودية خلافتها الأبدية وتنتهي أحلام السلاجقة الأتراك ( ب الأمبراطورية ) ... وتضيع امارة قطر بين أكوام الرمال . وينتفض أحرار الشسعب للحرية

اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_