الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظريات صناعة الارهاب

عماد فواز

2015 / 3 / 8
أوراق كتبت في وعن السجن


توسيع دائرة الاشتباه قاعدة أمنية متبعة في شتى انحاء العالم‘ وتستخدمها الاجهزة الأمنية طبقا لقواعد ومعايير تضمن عدم البطش أو الظلم.. وفي مصر وتحديدا ابان فترة تولى المرحوم اللواء أحمد رشدي حقيبة وزارة الداخلية بدأت اول محاولة تقنين لقاعدة الاشتباه ‘ وبدأ رشدي عام 1985م في تنقية جدول المسجلين خطر‘ ووضع معايير صارمة لتسجيل الخطيرين ولتسجيل المراقبة‘ ولكن بعد اقالته عام 1986م‘ طبقت قاعدة الاشتباه بشكل موسع ادت الى اكتظاظ المعتقلات بالشباب وبالتالي تخريج جيل من الارهابيين الساخطين على الشرطة والنظام والمجتمع‘ ومن هنا بدأت الازمة.

خلال عشر سنوات من 1986 الى 1996 من البطش الامني الذي قابله بالطبع تطرف اوسع‘ كانت الشرطة جاني ومجني عليه‘ وكانت مباحث امن الدولة تتفنن في صنع الارهابيين بسبب توسيع دائرة الاشتباه‘ فتعتقل شباب من المساجد والجامعات وتمارس ضدهم ابشع عمليات التعذيب وبعد شهور او سنوات تتأكد من براءته‘ فتخلى سبيله‘ لينضم في التو الى التنظيم الذي اعتقل مع افراده لشهور بهدف الانتقام من الشرطة وكانت هذه النظرية بمثابة مفرخة المتطرفين‘ والذين تعانى منهم الشرطة والمجتمع اليوم.

وفي عام 1997م‘ تولى اللواء حبيب العادلي حقيبة وزارة الداخلية‘ وذلك بعد سلسلة من العمليات الارهابية‘ فما كان منه الى اعلان تطبيق نظرية توسيع دائرة الاشتباه واضاف عليها - مستغلا قانون الطوارئ- نظرية اخرى اللى تشك فيه انفيه ‘ فانطلقت مباحث امن الدولة تعتقل كل من له لحيه او يتردد على المساجد او حتى من يعثر على رقم هاتفه مع احد المعتقلين‘ وخلال اقل من عام كانت المعتقلات تكتظ بالشباب‘ الظالم والمظلوم‘ وتوسع العادلي في بناء السجون والمعتقلات بعد ان منحه مبارك الضوء الاخضر خاصة بعد ان حقق العادلي نجاحا شكليا - او هكذا بدا لمبارك- في وقف العمليات الارهابية‘ وفي الواقع ان العادلي نجح في انشاء جامعات لتعليم الارهابيين والمتطرفين فنون التطرف‘ وخلال عهده الممتد ثلاثة عشر عاما‘ فرخت المعتقلات الاف المتطرفين وليس هم فقط بل وابناءهم والكثير من اقاربهم المعتاطفين معهم‘ وتكونت خلايا نائمه من الجماعات المتطرفة التى خلفها قانون حبيب العادلي المعروف عالميا بنظرية توسيع دائرة الاشتباه والمطور بمعرفته ومعرفة امن الدولة لنظرية اللى تشك فيه انفيه .

وبعد ثورة يناير 2011م‘ عادت نظرية الاشتباه الى حجمها الطبيعي ومارستها الداخلية -بعد كسرها- في حدود القانون والمعايير الدولية‘ وبعد 30 يونيو اعاد اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية وقتها تطبيق نظرية العادلي‘ خاصة بعد ان اعاد لجهاز امن الدولة كل قياداته ورجاله المقالين‘ وبالتالي عادت نظرية العادلي كما كانت لتصنع متطرفين جدد ولتحيي المتطرفين القدامى ولتوحد صفوف جميع المتطرفين لهدف واحد فقط هو الانتقام من الكل.

ومع تولي اللواء مجدي عبد الغفار وزارة الداخلية مؤخرا اتوقع بل اكاد اجزم ان نظرية حبيب العادلي ستتوسع في التطبيق لتشمل كل معارض وكل من شارك من قبل بالقول او الفعل في الحراك الثوري والسياسي منذ ثورة يناير 2011 وحتى الان‘ لان وزير الداخلية الجديد كان اهم واخلص المطبقين لنظرية العادلي‘ وتجلى الامر في حركة التنقلات التى اجراها فور توليه الوزارة‘ لهذا اتوقع ان يطور نظرية العادلي لتصبح اللى يتكلم يتسلم ‘ وهو الامر الذي سوف يؤدي الى نتائج كارثية‘ وفي وقت وجيز جدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال رئيسة وكالة مكافحة الفساد في الجبل الأسود بتهم تتعلق


.. لازاريني: المجاعة -تحكم قبضتها- على قطاع غزة • فرانس 24




.. مجازر وجرائم مستمرة وتفاقم الوضع الإنساني في غزة


.. «أكسيوس»: عباس يرفض التراجع عن التصويت على عضوية كاملة لفلسط




.. الأمم المتحدة: المجاعة التي يواجهها شمال غزة معقدة جدا