الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دماء تنذر بالسعادة!!

سارة شريف النطار

2015 / 3 / 8
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


تلتف ايديهم حولي .تمتد إلي كل جزء في جسمي .يولونه بإضافة اللمسات الأخيرة.
أحدهم تهتم بترتيب الفستان.والأخري بتعديل الحمرة. وأخري بوضع لمساتها الأخيرة علي العروس المنشود .
أقف مشدوهة علي غير المعروف .ربما بسبب تلك النظرات من أمي المبتهجة. باهتة اللمعان في آن واحد .تخفي ترقبها بابتسامات ترسلها إلي كل من تقع عينها عليه.
والدة زوجي تنظر إلي كنظرة المحقق في عيون المتهم .همسات خفية هنا وهناك تقبض قلبي .الجميع يظهرون البهجة والإنشراح لكن نظراتهم ترغب بشدة في تعريتي .
خطينا بخطوات مرتبكة نحو مكان جلوس زوجي. وجدته جالس علي مقعد بأريحية وانبساط .لكن أصابعه تتبادل الطرقات علي مخدع الكرسي .شفتاه تنطبقان وتنبسطان .مقلة عينه تنحرف إلي اليسار وتثبت حينا. ثم تنحرف إلي اليمين. أو أعلي، أو أسفل .عندما يثبت نظره يثبته بنظرة حادة .
قدماي توقفت فجأة رافضة التقدم . اتسعت حدقتاي .
عندما رآنا هب واقفا. مستقبلنا بإبتسامة فرجت لها شفتاه عن آخرها .وتكشفت أسنانه.لكن لم تصل آثار الإبتسامة إلي عينيه .فلا هي أحالتها بالتجاعيد أو أسقطت لمعانا خاصا في نن عينه .
* * *
أقترب بخطوات واثقة.مال فاتحا ذراعيه مسندا يديه علي مخدعي الكرسي .
همس " يا ابنة الأشراف.الجميع ينتظرون الفرحة.لا تنغصي عليهم بالإنتظار".
سحبني من يدي .وانا أسير بخطوات مهزوزة .أكره ما سوف يفعله. كلما تخيلته أمامي أشعر بحنقة في صدري. لكن هذا الصواب.
لا مفر.
عندما حاول كشفي بنظراته الناهشة. وانا اتمنع في صمت .عجبت لأمري .المعتدي عليها تصرخ وتدين و تنتقم وانا لي الصمت . هل يمكن أن يكون الفرق ورقة .وإذن !
لا تخافي إنه إجراء بسيط .بعدها نطمئن وتبدأ ليلتنا.
عيون فارغة .دموع مترقرقة. شفتاي منقبضتان. انكسر السد و سارت الدماء كالماء الجاري علي الخرق.
اقترب بإبتسامة مفتخرة "مبروك يا عروسة".
أسمع أصوات الزغاريط و الجلبة بالخارج .ضحكات مدوية . اطمئنان أشاع بالصدور.
* * *
أجلس أمام المرآة لأزيل بقايا الحمرة. تنفرد الإبتسامة .تتحرك شفتاي بارتعاشة مرددة الللحححمدد لللله. لماذا انا أعشق الحزن؟
يجب أن أكون سعيدة. لقد سمعت عن الفتيات الذين حدث معهم تعثر في الفض. وثارت الشكوك .حتي الكشف الطبي لم يطفأها.
من يوم وعيت بما يحدث حولي .كلما تأملت في فكر أو شئ أو إنسان .أرغب في الصراخ والرفض. تتوقف الحياة عن المسير وتصبح ثقيلة .قابعة .
الآن الأمر أختلف لم يعد هناك صورة براقة اختبئ وراءها مبررة أن الحقيقة تمزقها.
سقطت كافة اقنعتي وتمزقت.
نظرت في المرآة بعمق .فقادتني يدي إلي قلم الحمرة .فانسابت يدي تفترش فمي باللون في ذهول.حينها نظرت للمرآة بضحكة ابتلت بالدموع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهيندخت مولاوردي سياسية مثيرة للجدل في أوساط المحافظين بإيرا


.. وفاء محمد أحمد خبيرة محاسبة في شركة خاصة




.. عضوة الفرقة ياسمين طاهر


.. -لا مقايضة بين الخبز والحرية-




.. خبز الصاج إرث ثقافي لازالت النساء متمسكات به