الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجبان والعميل والمندس في الكويت

عبدالعزيز عبدالله القناعي

2015 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الجبان والعميل والمندس في الكويت
"نعذر كل جبان وخائف ونذل ومندس وعميل وخبل وذنب ومرجف وكسول وخائن..الخ عن حضور يوم الأثنين فهو مخصص للمخلصين والأوفياء الشجعان فقط". بهذه التغريدة كتب السيد المحامي ثامر الجدعي على حسابه في تويتر منتقدا وصاب جام غضبه على من لا يحضر يوم الأثنين التاسع من مارس 2015 في ساحة الإرادة وذلك للوقوف الي جانب السيد النائب السابق مسلم البراك والذي يقضي عقوبة الحبس نظير مخالفته للقانون والحكم عليه سنتين فقط. نعم فأنا لن أحضر يوم الأثنين، وتاريخيا لم أحضر أبدا في السابق أي ندوات أو تجمعات للمعارضة السياسية، سواء في ساحة الإرادة أو في دواوينهم أو في الساحات العامة حيث كان الحرق وإشعال النار في إطارات السيارات والإعتداء على المخافر ورجال الأمن بالأسلحة الخفيفة والثقيلة هو المشهد الغالب على هذه الندوات الوطنية والتداعي السياسي لنصرة البلد من آل الصباح والحكم والحكومة. نعم لن أكون وطنيا كما يريد السيد محامي الحريات والقانون والدستور الذي أقسم على حمايته وصون نظامه ومواده، ولن أكون ثوريا من أجل السيد مسلم البراك أو الرمز كما يدعون أحمد السعدون أو بقية المجموعة. فالحرية لا تأتي ولن تأتي بالطبع إذا كان وصف من يختلف عن الرأي معهم بأنه عميل وخائن ونذل وجبان، ولن تتراقص الحرية فوق فضاء الكويت بالتأكيد مع مجموعة نيابية سابقة كان حرصها الدائم وديدنها في المجتمع تغيير المادة الثانية في الدستور لتطبيق الشريعة الإسلامية وإعدام المسيىء للرموز الدينية.
إن الانحشار في ساحة الارادة بدون وعي أو إدراك هو صنيعة جديدة أتبعها الغاوون لاثارة المزيد من البلابل والقلق حول الشأن السياسي في البلد، ولاشك بأن هذه التجمعات المسيرة وفق أفكار معينة وموجهه ومشحونة قبليا ودينيا، هي الفكرة التى أنبثقت من قبل نواب سابقين وعاطلين عن العمل لإشاعة أو لفرض صورة معينة ذات توجه واحد لقيادة الشارع الكويتي، فبعد ان عجزوا عن مواجهة الفساد الحكومي داخل مجلس الأمة وأحسوا بفشلهم الذريع بتحقيق مطالبهم وفق الدستور والقوانين، كانت هذه التحركات بداية فعلية لفرض سياسة الأمر الواقع وهو ما أعلن عنها عدة نواب صراحة ومكاشفة، وقد كان أختيارهم لساحة الإرادة لاقامة مجالس الفجور في الخصومة عدة دوافع نابعة من أجندات يريدون فرضها على الشعب الكويتي كخيار مرسوم بدقة وفق أهداف وتحركات مستمرة ومنظمة ذات أتجاه واحد، قبلي وديني تحديدا، وقد كان هذا التوجه له سياسة مفروضة تم تفعيلها منذ زمن ويدعمها بعض النواب في مجالات مختلفة تؤمن السيطرة الفكرية والعاطفية لهم مثل السيطرة على التعليم والمناهج، وغيرها من المجالات الاخري داخل الحكومة من خلال التعيينات بالواسطة والمحسوبية والمداهنة مع الحكومة التعيسة التى فتحت لهم الأبواب والمناصب القيادية حتى أنقلبوا عليهم، فمن يسرق جزء من الكعكة لن يكتفي إذا ما أصبح الجزء الآخر غير محمي.
لقد أثبتت الاحداث السياسية في الكويت بأن المجتمع المدني الذي نتعايش فيه هو مجموعة مترابطة من المكونات والموروثات السياسية والدينية والفكرية، تتلاقى أحيانا، وتختلف في الاهداف والمضامين مرات أخرى، ولكن، لم نشهد أو تشهد الكويت توسع المطالبات، السياسية تحديدا، الا لمزيد من الحريات والتوافق الاجتماعي، وهي ما يتم معالجتها داخل الاطار الصحيح لها وهو مجلس الأمة، وفي أسوأ الاحوال تنظم الندوات والفعاليات في اطار من احترام القانون والنظام، ولكن ما طرأ مؤخرا من تصاعد المطالبات للتنظيمات والكتل السياسية بصورة وقحة وغارقة في التحدي والعنف أصبح أمره غريبا من ناحية التوقيت والحراك، فكل هذه التنظيمات الطارئة على الساحة المحلية تريد انتهاك المسار والخط السياسي المتبع لشعب الكويت والاسرة الحاكمة لفرض توجهات معينة، منبعها، أو من يريد استغلالها، نابعة من تصفيات شخصية أو ربما صفقات ومصالح لتوطين هذا الاختلاف وجعله أمرا واقعا لدى غالبية الشعب. وقد كان الاستغلال العاطفي الامثل للأصطفاف المطلوب أصبح بطرح مفاهيم الامتداد المذهبي مرات، ومرات أخرى القبلي والعمق التاريخي لشعب الكويت.
لم يبقى إلا مكفهرى الوجوه من الغبار أن يتحدثوا باسم شعب الكويت، ولم يبقى إلا من هرب الي الصحراء ليعلمونا أصول الوطنية وحب الديار، فهذا شأنهم دائما إذا ما ضعفت الحكومة واستهانت بشعبها، لكنهم هذه المرة يريدون الاستيلاء على الحفل كله وإسقاط من فيه لتبقى لهم الدار والمتاع. ولم يعلموا أن سفن الأحلام على بيوت الطين قد بلغت المجد من أوسع أبوابه، فلا يغتر بالهدوء إلا الحمقى، ولا يرى الحليم ضعيفا إلا من أعماه الفساد فظن أنه القوي الأمين. لقد تسارعت خطوات المجانين في بلدى، وطفقت أياديهم تحارب الأشجار والهواء والماء لتسرق الملايين من قوت شعبي، فلم يكفهم الورع والتقوي وإطالة اللحى، بل أستزادوا عليها بكلمات الحرية والديمقراطية وبعضا من مواد دساتير الشعوب الأولى، حتى لوهلة، ظننا بأننا أمام العصور الاسلامية الاولى، فهم يسرقون الملايين من الحكومة ونحن من يبحث عن كسرة الخبز، فهم القائمون على التشريع والرقابة، ونحن من يجب أن نطبق القوانين بحذافيرها، وهم من يسرقون ونحن من يجب أن نستحم دفعا للجنابة على أرواحنا، فأي أمل يرجى من صحوة الرجل المريض. فمهما كان بريق هذا الأمل منهم مشعا، ومهما زاد نوره وخطابه وهلاوسه، لهو نور ضئيل يتناقص كل لحظه وينكشف مع إنكشاف الحقائق المؤلمة في وطني. فكم عانت النفوس من شدة الظلم واستبداد الخراب على مقادير الأمور وتصريف بقايا الحزن والأمل، فمن يهزم هذا الظلم ومن يرفع عنا تلك الأحزان ومن يرجع إلينا كويت الماضي بصورة حديثة تلامس الوجدان والنفوس، فقد تعبت الارواح ومالت الي الانحناء والسجود ظلما لا تقربا.


د. عبدالعزيز عبدالله القناعي
كاتب صحفي
[email protected]
Azizalqenaei@








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق.. رقصة تحيل أربعة عسكريين إلى التحقيق • فرانس 24


.. -افعل ما يحلو لك أيام الجمعة-.. لماذا حولت هذه الشركة أسبوع




.. طفلة صمّاء تتمكن من السمع بعد علاج جيني يجرّب لأول مرة


.. القسام: استهداف ناقلة جند ومبنى تحصن فيه جنود عند مسجد الدعو




.. حزب الله: مقاتلونا استهدفوا آليات إسرائيلية لدى وصولها لموقع