الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يانساء الشرق إتحدن!

دعد دريد ثابت

2015 / 3 / 8
الادب والفن


ككل ولاداتي النصية، أعاني قلقاً جارفاً وسهاداً يفطر له قلب القمر فيبكيني ويسلم أمانته لأول جدائل خيوط الشمس ، فيشفق علي الأرق ليودعني وأحضان زقزقة الطيور نائمة أحلم بتفاصيل ثوب الكلمات التي سأفصلها في يومي التالي لأخيطها وما يليق لروحي من فستان جديد.
ماأخطه ليس تحيزاً لكوني إمرأة، أو ربما لكوني ذلك؟! لاأعلم! كل ماأعلمه إن إنسانيتي تفرض علي ذلك.
آلامي الشخصية، هي وحدة متكاملة مع آلام هذا الكون ومع آلام أخواتي في الإنسانية. لا أستطيع منها فكاكاً فقد تربيت عليها ورضعتها وكبرت بها. وكلما أحاول ذلك بشتى الطرق أصطدم بواقع الحياة الذكوري المهيمن والذي بدون شك للنساء ضلع كبير وتهمتي لهن موجهة بأصابعي العشرة.
الصراع الداخلي هو أصعبها عندما أحاول البحث عن معنى للحرية. أهي حقي الوجودي بدون حدود تاريخية وجغرافية وكونية، أم هو آثار الإغتصاب الأبدي للموروث والتقاليد والدين والأعراف وللواجب والأخلاق وللمتعة الذكورية؟ عندما أحاول فهم كل ذلك أحتاج الى عمر سرمدي. فالجواب أو محاولة إيجاد ولو حل وسطي لهو معادلة عقيمة وأسطورية، أشبه بالخوف من التنين بالرغم من معرفتي بعدم وجوده.
ماوصلنا اليه كنساء من حقوق ولو إنه قطرة في محيط، بعد إستقلالنا المزعوم من جميع الإحتلالات الأجنبية- وليس الإحتلالات الموروثة القبلية-، قد خسرناه وعادت بنا عجلة الزمن الى عصور خلتها قد أندحرت ومضى عليها الدهر. حبذا لو تكون المرأة كائن أو آلة بأزرار تضغط على زر لتكون جميلة وبلهاء لحين زواجها وزر آخر لتكون آلة تفريخ وثالث لتعمل وتكد بدون حاجة لصيانة ورابع لتصمت وخامس لتموت وبدون حاجة لدفنها فقط إعادة تصنيعها للتي تليها. أين أصبحت وكيف أرتضيت بكل هذا؟ بعد أن كنت كليوباترا وزنوبيا وشجرة الدر وشبعاد وبلقيس والخنساء وخولة وهدى الشعراوي وجميلة بو حيرد وغادة السمان ونوال السعداوي ونازك الملائكة وبتول الفكيكي ووو لايسعني ذكرهن الرائعات وكل فلاحة وكل أم وكل عاملة ربت أجيال بألمها وسهرها وتضحيتها لتكون هذه الأجيال قادرة على بناء مجتمع أرقى وأفضل وحياة أسهل من حياتها الكادة.
علينا بتحرير أرواحنا من هذه القيود. عدت لاأطيق سماع الأمهات وهن يربين بناتهن منذ ولادتهن على العيب. كل شئ عيب، بينما لأطفالهن الذكور، فالعيب فقط إن بكى أو أشتكى، فتتهمه وتخيفه بأنه سيكون خنثى أو بنت إن فعل ذلك. كأن وجوها هي نفسها لهو زائدة فيروسية تفضل القدر عليها وسمح لها بهذا التواجد.
لو كل نساء الشرق من أمهات الى زوجات الى حبيبات الى أخوات الى بنات، يأخذن أسلحة رجالهن ويتلفوها أو يحرقوها، لأنتهت كل الحروب والويلات والمصائب، ولوفرن على أنفسهن، الأرامل واليتامى والمحروقات ألماً وجزعاً وخراب الأمم.
فيا أخواتي في العذاب ويانساء الشرق يكفينا نحيب وعويل ولطم الصدور. علينا بالأمساك بزمام أمورنا، ياأجمل مافي الكون وأرقه شعوراً وأكثره صبراً على البلاء، ياواهبات الحياة، قفن بوجه تيستيرون العداء هذا، يانساءي الحبيبات إتحدن، ففي وحدتنا نقول لمظالمهم كفى، قد أرتوينا بدماء أطفال نحملهن تسعة شهور ونسهر ليالٍ لنربيهم وتأتون بحروبكم لتقطفهم قبل أوانهم. أنتم فلذات أكبادنا وآباؤنا وإخواننا وعشاقنا، لن نسمح لكم ولن نسكت بوجه ماكيناتكم المتعطشة للدماء. نريد حياة لكم لتروا أولادكم وأحفادكم، ولتجف أدمع العيون التي رمدت، فقد أرتوت الأرض منها مايكفي ويزيد ولم تعد هذه الأرض تكفي موتانا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-


.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق




.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا