الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأزمة الاقتصادية العالمية وأسباب أزمة العام 2008

سجاد الوزان

2015 / 3 / 8
الادارة و الاقتصاد


إن الشكل الجديد من أشكال الرأسمالية وفي هذه المرحلة الحديثة هو ما يعرف (( النيوليبرالية Neoliberalism)) بحسب دومينيك ولييفي، حيث بدأت هذه المرحلة الحديثة في بداية القرن العشرين نتيجة لثلاث ثورات وهي ((ثورة الشركات)) و ((الثورة المالية)) و ((الثورة الإدارية)).
وظهور الثورة المالية أدى إلى وجود دور متزايد على البنوك ابتداء من دورها في تمويل الشركات نتيجة الثورة الأولى في بداية القرن العشرين، والثورة الإدارية التي عملت على فصل الملكية عن الإدارة، وهذا بدوره كان دافعاً إلى تولد ثلاث طبقات أساسية تمثل المكون الإجتماعي للرأسمالية الحديثة وهي ((الطبقة الرأسمالية)) و ((والطبقة الإدارية)) و ((الطبقة الشعبية)) وظهرت هذه الطبقات كمرحلة ثانية للهيمنة المالية والتي برزت في السبعينيات مقابل الهيمنة المالية الأولى في الولايات المتحدة في الثلاثينيات.

وبذلك يحدد دومينيك وليفي مجموعة عوامل أساسية سببت الأزمة وهي : هيمنة القطاع المالي والعولمة، والتراكم البطيء لرأس المال، واختلال الموازين الجارية على مستوى العالم،وهذه العوامل تؤثر بودرها في الاقتصاد الحقيقي، وهدف النيوليبرالية هو زيادة ثروات الطبقات العليا حتى لو كان ذلك على حساب الاستثمارات في القطاع الحقيقي، لذلك فالنيوليبرالية أو الشكل الجديد للرأسمالية نجحت من خلال خلق صراعات طبقية جديدة في العالم رغم فشلها في الجانب الفني لتعاود مرة أخرى مستغلة فترة حروب العالم ما بعد الحرب العالمية الثانية وإلى اليوم لتبرز أربع دول مهيمنة تقريبا وعلى رأسها ((امريكا)) ومن ثم برطانيا بالأضافة إلى القوى الصاعدة بعد الحرب كألمانيا واليابان.

لذا فهو نظام تنافسي من غير تخطيط ولا تنسيق، يتولد الربح فيه نتيجة الأزمات والتنافس عليها أو توليد فقاعات، وأما التخطيط والتنسيق الذي يبرز فيه فهو حصيلة التخطيط للأزمة وصراعاتها مما يولد فائض استثمار ناتج عن احتدام المنافسة.

وينتقد برينر عددا من الحلول التي فشلت في معالجة هذه الأزمة العامة المستمرة، منها نقده (لكينزية أسواق المال Stock market Keynesianism) واقتصاد الفقاعات (buublenomics) كآليات تحاول عبرها جهات مثل البنك الفدرالي المركزي الأمريكيوالحكومة الأمريكية والمؤسسات الدولية إنعاش الاقتصاد من دون جدوى منذ أزمة عام 2008، لأن الفقاعات انتفخت بدعم من فوائد البنك الفيدرالي التي هي في أصلاها منخفضة، بدعوى كاذبة إن هذا الخفض مفيد لإنعاش الأقتصاد.

والرأسمالية الحديثة أخذت توسع الفجوة بين الربح وفائض الربح وبين ما تحصله الأيدي العاملة من أجور، بل وأخذت الفجوة بالتزايد مما أدى إلى انعدام الطبقات الوسطى في المجتمع تدريجيا.
لذا فأزمة العالم هي ليست وليدة وجديدة بل هي تراكمات سنون لسياسات اقتصادية فاشلة ومهيمنة في نفس الوقت بحيث أصبحت دول العالم الكبرى المهيمنة لا تستطيع حل أزمة إلا بافتعال حروب أو نزاعات تعتاش من خلالها وهذه سياسة تخلق فائض ربح وهمي وغير حقيقي في مقابل ما تخسره بلدان العالم من خيرات وثروات ....


ونتيجة ذلك سقوط العالم كله في مجاعة ووحشية البشرية وبدون قيود، أي إن بديل حل اﻷ-;-زمة هو حرب عالمية ثالثة وسيخسر الجميع هنا في هذه المرة وبلا نهضة :)



*** ((الفقاعة: معنى اقتصادي وهي حالة ارتفاع أسعار سلع معينة بسرعة غير مبررة لتهوي بعدها الأسعار مع انفجار الفقاعة، ويمكن تشكلها في جميع القطاعات)).



أستفدنا من (قضايا اقتصادية، عالم الفكر، المجلد 42 ،2014)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صندوق النقد يتوقع ارتفاع حجم الناتج المحلى لمصر إلى 32 تريلي


.. أرقام تهمك فى خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 2025/2




.. بين نيلين - حرب السودان تهدد إنتاج النفط في جنوب السودان


.. كيف هي العلاقة بين البنوك الفلسطينية والإسرائيلية؟




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 27 إبريل 2024 بالصاغة