الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اختلافات الجهاديين السياسية

حميد المصباحي

2015 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


وقعت الكثير من التحولات في الفكر الدعوي الإسلامي,لتقوده إلى الإسلام السياسي,الذي تم التمهيد له,بما عرف بالتحريض على الجهاد ضد الملحدين,حيث كانت الوجهة أفغانستان,و الدعم خليجي,ماليا و لوجستيكيا,و هنا لابد من التنبيه للتحالف الأمريكي الخليجي ضد ما عرف آنذاك,بالإتحاد السوفياتي,.لكن بعد انسحاب الحركة الشيوعية,بدأ الإقتتال بين المجاهدين,فاختلطت الأبعاد العرقية بالإسلامية و حتى الجهوية,لتنقسم حركات المجاهدين,و تنتهي ببداية العمليات العسكرية ضد بعضها,ثم امتدت الصراعا للتصفيات الجسدية لقادة الجهاد الإسلامي,ففر البعض,و استاء البلعض الآخر ليعمل في المجالات العسكرية الغربية و الإستخباراتية,و منهم من عاد لبلده,الإسلامي أو العربي,حاكيا عن الخدعة التي عاشها معتقدا بصدق نوايا المجاهدين الذين تورطوا في حروب اعتقدوا أنها في سبيل الله و حرية الأوطان,فإذا بهم,تتخاطفهم ملشيات,تاجرت في سموم المخدرات و تاجرت حتى في اعضاء أجساد القتلى من المجاهدين وكل جثة صالحة لتجميد ما تحتاجه مافيات الأعضاء المطلوبة .
لكن كيف وقت الإختلافات في صفوف الحركة المسماة جهادية’؟
1الأفغان و العرب
هناك حسابات قديمة,بين الحركة الأفغانية و بعض قادة الجهاد العربي,مثل عبد الله عزام,الذي كانت له رؤيته الخاصة لتأطير المقاتلين,و كان مستبقا لما ينبغي فعله بعد انسحاب السوفيات,بحيث تم استحضار القضية الفلسطينية,في صفوف العرب من المقاتلين,لكن دول الخليج العربي,استشعرت خطورة التفكير في مثل هذه القضايا,فنزلت بالمال,لكن شريطة فرض حساباتها,أي فرض رؤيتها لما بعد تحرير أفغانستان,و بذلك تمت تصفية عبد الله عزام بطريقة غريبة و غامضة,و تمت محاصرة أصحابه من ذوي الرأي,أما المسلحون فتم تقسيمهم على مختلف الكتائب,العربية و غير العربية,فكان تقاربهم مع المغاربيين لحسابات ,سوف تتضح فيما بعد,من هنا بدأت بذور الإنشقاق في حركة الجهاديين,بحيث تم اقتراح فكر القاعدة,كأسلوب لضمان استمرارية الفعل الجهادي الإسلامي,.
2القاعدة و داعش
وفق ما سبق,فإن داعش لم تتأسس كما اعتقد مع أبو مصعب الزرقاوي,الذي انفصل عن توجهات القاعدة,في سياق اختلافات مع أيمن الظواهري ,بل إن جذور الإختلافات كانت عندما كان إبن لادن لازال حيا,بحيث أن مقترح التخفي في تنظيمات عنقودية,تشمل الدول الغربية بالخصوص,واجهته بعض الخلايا في العالمين العربي و الإسلامي,تلك التي تريد الحفاظ على جاهزيتها الجهادية,و حتى الفعلية,من خلال ضرب المصالح الغربية داخل تلك الدول,بشكل مواز للضربات الكبرى التي خططت لها القاعدة,لاكتساب قاعدة تؤهلها للتحرك في كل التراب الأروبي,لكن ما وقع بالعراق,سمح بإعادة النظر في تصور القاعدة,تلك التي فشلت في الحفاظ على نظام طالبان,و هو ما جعل زعماءها يستبعدون إقامة دولة الخلافة,لكن الوضع بالعراق,و بعد في سوريا,سمح بإعادة التفكير في مسألة إقامة الخلافة الإسلامية,التي ألغتها القاعدة من تفكيرها,و بذلك تجدد الإنقسام القديم ليتخذ أبعادا أخرى,أكثر حنقا و تصفوية,لأنه تزامن مع استحضار الأبعاد العرقية و حتى الطائفية,و بذلك تمكن سلفيو الدولة الجهاديين من قلب أوراق اللعب السياسي,بوجود قوى أخرى داعمة لهذا الطرح,تلك التي انقلبوا على بعضها,لكنهم وجدوا أنفسهم محتاجين لاستعاة الود القديم,بإنهاك عدو آخر,كان مستبعدا في كل خطوات الجهاديين,و هو إيران و الحركة الشيعية,التي صارت مزاحما قويا,و جريئا خصوصا في مواجهة إسرائيل التي عجز الجهاديون العرب و الأفغان عن مواجهتخا,فوجهوا حرابهم نحو بعضهم,مذبحين العرب,سنة و شيعة,بما يشي بعجزهم عن التفكير الإستراتيجي في المواجهات بأنفسهم,و حاجتهم للتوجيه من طرف دول أخرى عربية و غير عربية.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تنظر الحكومة الإسرائيلية لانتهاء مفاوضات القاهرة دون اتف


.. نتانياهو: إسرائيل مستعدة -للوقوف وحدها- بعد تعهد واشنطن وقف




.. إطلاق مشروع المدرسة الإلكترونية في العراق للتقليل من الاعتما


.. نتنياهو: خسرنا مئات الجنود بغزة.. وآمل تجاوز الخلاف مع بايدن




.. طلاب إسبان يدعمون غزة خلال مظاهرات في غرناطة